مقالات وآراء

غريب ديار .. غريب أهل

هلال وظلال

عبد المنعم هلال

 

ـ لطالما كان الهلال رمزاً للتحدي والصمود الكروي في القارة الأفريقية ولكنه وجد نفسه في السنوات الأخيرة مضطراً للعب بعيداً عن وطنه وجماهيره بسبب الظروف المختلفة التي تمر بها البلاد وهذا يلقي عليه عبئاً إضافياً وتحدياً أكبر.

ـ آخر فصول هذه الغربة الكروية كان قرار نقل مباراة الهلال من ملعب شيخا بيديا بموريتانيا إلى ملعب طرابلس بليبيا وهو قرار يحمل في طياته أبعاداً إيجابية نسبة للمساندة الجماهيرية الكبيرة التي سوف يجدها الهلال في ليبيا وهذا يصب في مصلحة مسيرته في دوري أبطال أفريقياً.

ـ إذا نجح مجلس إدارة نادي الهلال في نقل مبارياته إلى ملعب طرابلس بليبيا فإن ذلك سيكون خطوة استراتيجية تحمل العديد من الفوائد.

ـ رغم الغربة التي تفرضها الملاعب البعيدة هناك بريق أمل ينتظر الهلال في طرابلس فالجالية السودانية في ليبيا تعد واحدة من أكبر الجاليات السودانية في الخارج ولها حضوراً طاغياً وقد أظهرت في مناسبات سابقة ولاءً كبيراً ودعماً غير محدود للمنتخب الوطني وللأندية السودانية التي تلعب هناك.

ـ في مباراة المنتخب الوطني السوداني ضد أنغولا امتلأت مدرجات ملعب طرابلس بالجماهير السودانية التي حولت الملعب إلى ما يشبه ملعب الخرطوم هذه الجماهير كانت حاضرة بقوة تهتف وتشجع وتدعم مما أعطى اللاعبين دفعة معنوية هائلة كانت عاملاً حاسماً في الأداء ومن ثم التأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا ونفس هذه الجماهير سوف تقف مع الهلال وتمنح لاعبية دفعة معنوية هائلة.

ـ الهلال الآن لديه فرصة مماثلة للاستفادة من هذا الحضور الجماهيري وجماهير الجالية السودانية بليبيا بحماسها وحبها لوطنها ستوفر للهلال دعماً معنوياً كبيراً قد يعوض الغربة عن ملعبه الرسمي بل وربما يتحول ملعب طرابلس إلى (ملعب الجوهرة الزرقاء) بصبغة سودانية.

ـ اللعب في طرابلس يحمل طابعاً مزدوجاً للهلال فمن جهة هو بعيد عن ملعبه وعن الروح المعنوية التي تمنحها أجواء أم درمان لكنه في الوقت نفسه يلعب على ملعب قريب من قلوب السودانيين في ليبيا.

ـ الفرق هنا أن الهلال لن يلعب أمام مدرجات فارغة أو في أجواء معادية كما يحدث أحياناً في أفريقيا بل سيكون محاطاً بجماهير تحمل الأعلام السودانية تتغنى بالأهازيج الهلالية وتهتف بأسماء اللاعبين وتبث روح الحماس في قلوبهم.

ـ في النسخة السابقة عانى الهلال كثيراً من اللعب بعيداً عن جماهيره خاصة في المباريات الحاسمة وافتقد الفريق التشجيع الحار الذي يساعد على قلب الموازين في الأوقات الحرجة لكن الظروف مختلفة هذه المرة فملعب طرابلس رغم كونه غريباً قد يتحول إلى نقطة انطلاق جديدة للهلال بفضل الجماهير السودانية هناك.

ـ مع ذلك يبقى التحدي الأكبر للهلال هو كيفية الاستفادة من هذا الدعم الجماهيري دون الوقوع تحت ضغط التوقعات العالية.

ـ اللاعبون بحاجة إلى التركيز على المباريات وأداء أدوارهم بشكل جماعي لتحقيق الفوز مع إدراك أهمية الجماهير كعامل مساعد وليس كعبء نفسي كما أن الجهاز الفني للهلال بقيادة فلوران سيكون أمام مسؤولية كبيرة في استثمار هذه الظروف فإعداد الفريق نفسياً وفنياً لتجاوز الغربة وتحويلها إلى فرصة هو مفتاح النجاح.

ـ الهلال وهو يجوب القارة الأفريقية في النسخ الأخيرة من دوري الأبطال يحمل في داخله حلماً واحداً هو تحقيق المجد الأفريقي الذي طال انتظاره وبين ملعب موريتانيا وملعب طرابلس يجد نفسه مرة أخرى بعيداً عن الوطن ولكنه قريب من قلوب جماهيره المخلصة التي لن تبخل بالدعم والتشجيع.

ـ (غريب ديار .. غريب أهل) هو واقع الهلال ولكنه أيضاً رسالة أمل بأن الغربة ليست نهاية الطريق بل فرصة للعودة أقوى بحماس الجماهير السودانية التي تحول أي ملعب في العالم إلى قطعة من ملعب الهلال بأم درمان.

ـ الهلال وهو ينأى بعيداً عن أرضه وجماهيره يحمل بين ضلوعه نبض الوطن وأحلامه ليجعل من الغربة وقوداً للعزيمة ومن التحديات جسراً للنصر في رحلة تعيد للأمة السودانية مجدها وتصدح بنغمة (فوق فوق هلالنا فوق … فوق فوق سودانا فوق).

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..