مقالات وآراء

أرض الصومال (صومالي لاند): أمل في تطوير القرن الأفريقي وهزيمة الحركات الإسلامية

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

مقدمة: نموذج للاستقرار في منطقة مضطربة

@ في منطقة القرن الأفريقي التي تعاني من صراعات مستمرة واضطرابات أمنية وسياسية، تبرز أرض الصومال كنموذج فريد للاستقرار والديمقراطية.

* منذ إعلان استقلالها عن الصومال في عام 1991، حققت أرض الصومال تقدمًا ملحوظًا في بناء مؤسسات ديمقراطية قوية وتنمية اقتصادية يقودها القطاع الخاص، على الرغم من عدم الاعتراف الدولي بها كدولة مستقلة.
*هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهود دؤوبة لتعزيز الحوكمة الرشيدة، والاستثمار في بناء مؤسسات وطنية تدعم النظام الديمقراطي وتوفر أساسًا للتنمية المستدامة.

* ومع ذلك، تبقى المنطقة ككل معرضة لتهديدات الإرهاب والصراعات الإقليمية التي تؤثر على استقرارها.

أرض الصومال: قصة نجاح تنموي وديمقراطي

** أرض الصومال اتخذت مسارًا مختلفًا عن بقية الصومال، حيث أنشأت حكومة منتخبة وبرلمانًا متعدد الأحزاب، إضافة إلى نظام قضائي يعمل بقدر كبير من الكفاءة. هذه المؤسسات ساهمت في بناء دولة قوية قادرة على تحقيق التقدم وسط تحديات إقليمية هائلة.

* القطاع الخاص لعب دورًا محوريًا في الاقتصاد المحلي، من التجارة إلى قطاع الاتصالات، وكان تطوير ميناء بربرة أحد أبرز الإنجازات الاقتصادية، حيث أصبح مركزًا لوجستيًا إقليميًا بفضل استثمارات دولية مثل “موانئ دبي العالمية”.

كسرة ١: إحصائية

* الصومال الجنوبي: لا تتوفر إحصاءات دقيقة حديثة لعدد سكان الصومال الجنوبي بشكل منفصل. ومع ذلك، يُقدَّر عدد سكان الصومال ككل بحوالي 15 مليون نسمة

* أرض الصومال: تقع في شمال غرب الصومال، وتبلغ مساحتها حوالي 137,600 كيلومتر مربع. يُقدَّر عدد سكانها بحوالي 3.5 مليون نسمة حسب إحصاءات تقديرية غير رسمية.

* بلغ عدد اللاجئين الصوماليين عالميًا حوالي 836,300 لاجئ بحلول نهاية عام 2021، بينهم 420,000 لاجئ يعيشون في كينيا.

كسرة ٢: تجربة شخصية

* لقد زرت أرض الصومال، وعملت بها، واختلطت بعدد من أهلها في الداخل والمهاجر. إنها دولة متكاملة الأركان؛ لديها برلمان وحكومة تم انتخابها لدورات متعددة، رغم تهديدات الإرهاب. لقد شهدت بنفسي مدى انتظام التدريب على الحوكمة والديمقراطية وصناعة الدولة، بدعم مشاريع المعونة الأمريكية.

* القطاع الخاص هو المحرك الرئيسي للاقتصاد؛ من بنوك الترابيزات إلى محطات الكهرباء، تجد كل صومالي في أرض الصومال يدير تجارة أو صناعة صغيرة. ما أدهشني هو الروابط العميقة بين الشتات وأرض الوطن؛ إذ يقضي المهاجرون عطلاتهم في **هارجيسا** والقرى، ينقلون لأبنائهم الثقافة الصومالية، ويبنون منازل ومدارس جديدة.

الإرهاب في الصومال الجنوبي: عقبة أمام التنمية

** على النقيض من الاستقرار النسبي في أرض الصومال، يعاني الصومال الجنوبي من تأثيرات مدمرة للحركات الإسلامية المسلحة ، مثل حركة الشباب. هذه الحركة تمثل تهديدًا دائمًا للاستقرار، حيث تستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها السياسية، ما أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة وتأخير جهود إعادة الإعمار.

انعكاسات الإرهاب على القرن الأفريقي

**لا تقتصر تداعيات الإرهاب على الصومال الجنوبي، بل تمتد إلى دول الجوار. مثلا إثيوبيا وكينيا تعرضتا لهجمات عابرة للحدود من حركة الشباب، مما زاد من الضغط الأمني عليهما. كما يرتبط الإرهاب بشبكات إجرامية تمتهن تهريب البشر والأسلحة والذهب، مما يُضعف من سيطرة الحكومات ويُعمق من أزمات المنطقة.

أرض الصومال والصراعات الإقليمية

** رغم نجاحها في الحفاظ على استقرارها الداخلي، إلا أن أرض الصومال ليست بمعزل عن تأثيرات الصراعات الإقليمية. النزاعات في السودان، على سبيل المثال، تُعد مصدرًا لعدم الاستقرار في القرن الأفريقي بأسره.

* تهريب الأسلحة والبشر: النزاع في السودان يعزز شبكات التهريب التي تمر عبر الحدود إلى دول القرن الأفريقي، ما يهدد خطط التنمية والاستقرار في أرض الصومال.

* النزاعات الإقليمية وتأثيرها على التجارة: تؤثر الصراعات الحدودية وحالات عدم الاستقرار على حركة التجارة والملاحة البحرية، مما قد يعوق التنمية الاقتصادية.

السياسات الدولية وتأثيرها على المنطقة

** 1. مصر وإثيوبيا والسودان:

* سد النهضة: يُعتبر سد النهضة محورًا للتوترات بين مصر وإثيوبيا، وقد تسهم الوساطة الدولية في تحقيق اتفاق يضمن حقوق مصر المائية ويعزز سيادة إثيوبيا

* النزاع السوداني: الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع يهدد الاستقرار الإقليمي، ويمثل تحديًا كبيرًا لدول الجوار.

** 2. دور إرتريا في زعزعة الاستقرار

إرتريا لطالما لعبت دورًا مزدوجًا، حيث دعمت بعض الحركات المسلحة، مما زاد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.

** 3. النفوذ الإيراني والروسي

الوجود الإيراني والروسي في البحر الأحمر والقرن الأفريقي يمثل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا. تعزيز التحالفات الإقليمية مع دول الخليج وأرض الصومال قد يساعد في تقليل هذا النفوذ.

سياسة ترامب المحتملة: تغييرات منتظرة

*1. دعم استقرار إثيوبيا:

قد تركز إدارة ترامب المحتملة على دعم اتفاق السلام بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، مما يعزز استقرار إثيوبيا.

* 2. مكافحة الإرهاب في السودان:

قد يسعى ترامب لتقليص تأثير الإسلاميين في السودان من خلال دعم القوى الديمقراطية مثل تنسيقية القوي الديمقراطية و المدنية “تقدم”، التي يقودها الدكتور عبد الله حمدوك الرئيس الشرعي لحكومة الثورة المدنية قبل انقلاب الحركة الإسلامية عليها. إذا فعل ذلكً سيكون دور أداره ترامب هاما و فاعلا في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة التهريب وتمويل الحركات المسلحة و تقليص نفوذ الإسلاميين.

  • 3. تعزيز الاعتراف الدولي بأرض الصومال: تشير تقارير إلى احتمال اعتراف الولايات المتحدة بأرض الصومال كدولة مستقلة، مما سيُوفر فرصًا أكبر للتنمية والاستثمار.

الخاتمة: أمل في الاستقرار والتنمية

** في وقت يواجه فيه الصومال الجنوبي تحديات الإرهاب والفوضى، تقدم أرض الصومال نموذجًا ملهمًا لما يمكن تحقيقه بالإرادة الشعبية والسياسية. مع احتمال دعم دولي بقيادة الولايات المتحدة، يمكن لأرض الصومال أن تصبح مصدر إلهام لدول القرن الأفريقي في مواجهة التحديات المشتركة والي كبح الحركات الإسلامية المسلحة، وحل النزاعات الإقليمية

*+ تحقيق السلام والتنمية في القرن الأفريقي الذي ظل بؤرة توتر إقليمي ودولي .هذا يتطلب جهودًا إقليمية ودولية متكاملة لمحاربة الإرهاب، دعم الديمقراطية، وتعزيز التعاون الاقتصادي. لذلك فانً “أرض الصومال” قد تكون الأمل الذي يُظهر أن التغيير ممكن حتى في أصعب الظروف.

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
21 نوفمبر 2024، روما – إيطاليا

‫8 تعليقات

  1. اكدت انك جهلول ياحبيبنا يوجد اقليم صومالي كامل احتلته اثيوبيا اقليم اوغادين جعلت اهله في العصر الحجري ثلث الاطفال مشوهين اليوم الرفاهية عاوز تجيبها ليهم قروش ابوظبي ولا محنة وحب ابي احمد ليهم الذي وقع اتفاق مع حكومة اقليم محتل هل الاسلام ولا الحركات المسحلة اسلامية ولا القراصنة اسلاميين ما هو ذنب الاسلام اذا اي مسلم غلط ارتكب خطا اثيوبيا هدت مساجد من سالها ولا حاسبها انت شخص بتصارع صراع ذاتي بتصارع مجتمع وتصنع الحروب فيه بجهلك نفس السلوك الارعن مع الثورة صارعتم الجيش لو فلول ولا كيزان اوصلتم البلد للحرب ماقادرين تواجهوا ضباط في شخصهم وما بين المؤسسات ياريت تقرا وتستفيد

    1. عابد لاتعرف شي إقليم الاوقادين هو إقليم صومالي لكنه يتبع لاثيوبيا منز الآلاف السنين وهو من أغنى الأقاليم الإثيوبية يحكمه اهله منز زمن هيلي سلاسي لايعيين الا أبناء الإقليم فية. الصوماليين شعب حر لاتجد صومالي يكذب ابدا او يخون بلده أبدا مثل السودانيبن

      1. احمد اوكير:
        انت اذا كان لا يوجد من يخون بلده ليه نائمين في العز دا ما هي الجهه التي وقعت مع ابي احمد بخصوص المواني اقطع وشك بلاش غباء معاك دا الوهم شعب ا فيه كذاب او خائن لا يوجد باي ارض حتى الدول العظمى بها خونه وعملاء سمعنا وشاهدنا محاكمة ومعاقبة عملاء من هرب ومن قبض بطل جهل تكلم بفهم اترك العطفة

  2. عقبال ما نشوف في المستقبل القريب أرض نوبيا الحره واستعاده الدوله النوبيه. ربنا يخلصنا من شرور ارهابيي عرب وسط السودان وشرور وحقد جنجويدي دارفور.
    نوبيا الأرض، الحضاره، الإنسان، التاريخ، اللغه.

  3. يجب قتل كل. الزعماء السياسيين ورؤساء الأحزاب ورجالات الإدارة الأهلية المسيسون وقادة القوات المسلحة اصحاب التوجهات السياسية والذين تجاوز أعمارهم ال 40 عام فما فوق ويتولي الشباب امر إدارة وحكم البلاد ، لقد عاش هؤولاء زمانهم وزمان أبناءهم وزمان احفادهم ولا زالوا يصنعون الحروب ويتكسبون منه اقتصاديا وسياسيا
    وللاسف يضحون بالشباب من أن يبقوا هم احياء
    حتي ملك الموت تركهم يعمهون لحكمة بالغة
    مما أدوا بالشباب من الياس بالوحدة الوطنية واصبحوا ينادوا بالانفصال !!!!!
    وللاسف يسمون أنفسهم بالخبراء الاستراتيجيين !!!
    يجب التخلص منهم الان الان قبل الغد

  4. يا ايها الكاتب النحرير وعلي ما اعتقد انك دكتور والله أعلم…
    يعني بي لكك وعكك دا كوووووولوا لم تفطن ولم تستنجد بان القصة ليست جنوب ضد شمال… الجهل مصيبة والمصيبة الاكبر ادعاء المعرفة والاستنارة..

    يا زول ولا اقول ديك تور
    انظر الي الكوريتين
    انظر الي كولمبيا
    انظر الي العراق و كردستان
    انظر الي تايوان والصين
    انظر سوريا بل انظر الي ليبيا
    بل قريبا والان انظر الي السودان…

    لا عليك لا اظن انك تفهم… فالفهم قسم..

    بالمناسبة انظر ثم انظر ثم انظر دي كلها من اقلام كتاب امريكان وليست من عندي…

  5. أكبر من فلسطين عشر مرة، بل هي أكبر منطقة عربية محتلة، سكانها يدينون بالإسلام وكثير منهم حفاظ القرآن ، والأغلبية الساحقة صوماليون، ولغتهم الرسمية هي الصومالية المحلية وقليل من الناس من يعرف…ومن يعرف يصعب أن يتذكر ذلك الجزء المنسي من الصومال !

    أوغادين قضية أُريدَ لها أن تبقى منسية ، حتى لا تحظى بالتداول على الألسنة فلا تحظى حتى ضحاياها بالدعاء لمن في قلبه الرحمة
    “الصومال الغربي” يمثلها الجناح الخامس للنجمة الخماسية البيضاء التي تتوسط في العلم الصومالي الأزرق ، ويسمى أيضا “أوغادين” كما يحلوا لأهلها نسبة إلى القبيلة القاطنة في تلك المنطقة، تخضع حاليا تحت الإدارة الأثيوبية ويعرف بالإقليم الخامس حسب تقسيم الأقاليم الأثيوبية الأخرى.

    الكلمات التي أريد إيصالها أبلغ من مجرد وصف جغرافي على مساحة ما من الكرة الأرضية ، وليس مقال لصحفي محايد ومحلل يخشى من طرفي نقيض أن يضربوه بسوط من التهم… لكنها حقائق مؤسفة، ومشاهد حية نقلها لنا بعض من الصحفيين الذين تسللوا إلى المنطقة وجلسوا مع الضحايا و”ليس الخبر كالمعاينة” .

    وإن كانت تلك اللقطات لا تحملها هذه الكلمات، لكنها محاولة لوصف مدى المعاناة الذي لم يدركه العرب والمسلمون، ولم يلفت إنتباهم مرة واحدة، وكل من رآها بعين البصر أوالبصيرة، أو سمع قصصها كانت أقرب إليها عنده مجرد مسلسل رعب أنتجه ممثلون محترفون لكنها لم تنشر حلقاته كاملة من الشاشات لما يحمل من مشاهد مروعة ومناظر شنيعة.

    المنطقة محظورة من الظهور على شاشات العالم ، ويسحقها تيارالتخلف والفقر والجهل وأنكد العيش ، ووسائل الإتصال إن وجدت فهي محصورة ببعض من المدن الكبرى، أما الحديث عن النهب والقتل وحرق القرى والإغتصاب والتشريد مشاهد متكررة من وراء الكواليس وأحداث لا تتجاوز عن قلب الحدث بدلا من أن تنفذ من حدود المنطقة أو تروى إلى مسامع العالم .

    لا خوف على إثيوبيا من العار، لا تهديد ولا تنديد ولا الإعراب عن القلق من المجتمع الدولي أو العربي أو الأفريقي حول ما يجري هناك، وعدسات الكامرات لا وجود لها في أوغادين، حيث تنتشر دوريات جنود الإحتلال بشكل مكثف لمنع دخول أي نشطاء إعلاميين أو حقوقيين يحاولون الوصول إلى تلك المنطقة المعزولة عن باقي العالم .

    الكفاح لأجل الحرية والاستقلال بأوغادين اغتالته يد الخذلان والنسيان ، ومن نسيهم كان أحسن ممن خذلهم
    الكفاح للحرية والاستقلال اغتالته يد الخذلان والنسيان، ومن نسيهم كان أحسن ممن خذلهم … استفحم الأمر بعد أن صار الأقربون إليهم والمرجووين منهم النصرة طعنة بظهور الشباب الذين حملوا السلاح بعد أن عافت نفوسهم التجرع من تلك المحن ، ولاذوا سبيل النضال حتى يدركهم الموت.

    قضية أوغادين لا محل لها في ملفات القضايا من مناطق النزاع ، فملفها في سلة المهملات ولا يعتبرها أحد بأنها قضية إسلامية أو عربية أو حتى صومالية، أبسط ما يمكن وصفها بأنها قضية منسية، ولأمر ما قُضي بالليل أُريدَ بأن تبقى منسية ، حتى لا تحظى بالتداول في الألسنة أو أقل ما يقدر لمن في قلبه الرحمة من الدعاء لضحايا أوغادين .

    لا يبدوا في الأفق القريب ما يطمئن به تلك القلوب الخائفة لا بالسلام يلوح لهم فجر الفرج، ولا بالسلاح ينجلي منهم ظلام الظلم والمحن… وتستمر المأساة دون أن يتساءلها أحد، حتى يعير العالم انتباهه إليهم، ستبقى أوغادين عارا على العالم!.

    هذه من مدونة / مختار الحدري
    22/9/2016

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..