ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
إذا ألقيت نظرة سريعة على ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تصل إلى الاعتقاد بأن النرجسية غزت العالم، على الأقل العالم الرقمي.
ويتفق خبراء الصحة النفسية على أن النرجسية باتت أكثر انتشاراً ووضوحاً في الحياة اليومية. وليس من الغريب الانتشار الهائل لصور “السيلفي” في مواقع التواصل الاجتماعي حتى بات أمراً اعتيادياً بين أبناء الجيل الحالي.
لكن لماذا يرتفع عدد النرجسيين الآن أكثر من أي وقت مضى؟
ما هي النرجسية؟
يصف قاموس كولينز باللغة الإنجليزية النرجسية بأنها “اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها، خاصة المظهر الجسدي للشخص”. إنه الإفراط في حب الذات، والاهتمام بالمظهر الخارجي وراحة الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته.
وتشمل النرجسية مجموعة من الصفات الشخصية التي ربما لدى أي منا بعضاً منها، ولكن في الحالات الأكثر تطرفاً، يتم تشخيصها في خانة الصحة العقلية بأنها “اضطراب الشخصية النرجسية”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
كيف يمكنك اكتشاف الشخص النرجسي؟
يقول تينيسون لي، وهو مستشار بريطاني متخصص في اضطراب الشخصية النرجسية، إن هناك تسعة معايير تشخيصية للمرض على النحو المنصوص عليه في دليل التشخيص والإحصاء في جميع أنحاء العالم.
ويجب أن تتحقق خمسة معايير على الأقل كي يُصنف في خانة النرجسيين:
- أن يكون لديه شعور مبالغ فيه بأهمية ذاته.
- أن تكون لديه أوهام النجاح والقوة.
- الإعجاب المفرط، الذي يجعله يؤمن بأنه فريد من نوعه.
- الشعور بالاستحقاق.
- أن يكون استغلالياً ويحسد الآخرين ولا يتعاطف معهم.
- أن تدل مواقفه على التكبر والعجرفة.
ويقول تينيسون لي: “تُصنف حالة الشخص على أنها اضطراب، عندما يسبب اهتمامه المفرط، نوعاً من المعاناة أو المصاعب للمحيطين به”.
هل تحولت إلى وباء؟
وفقاً لدراسة أجريت في الولايات المتحدة، فإن 6 في المئة من الأمريكيين نرجسيين.
ومع ذلك، هناك خمس دراسات أخرى على الأقل استخدمت معايير أكثر صرامة ولم تستطع العثور على حالة واحدة للنرجسية، حتى عند استخدام عينات كبيرة جداً
ويقول لي، الذي يرى أن الحالة أكثر شيوعا مما نظن: “لا أعتقد أنها حالة سريرية يمكن تشخيصها وفهمها على نحو كافٍ من قِبل الإختصاصيين”.
وتقوم أنوشكا مارسين، تركت شريكها بعد ظهور أعراض الاضطراب النرجسي عليه، بإدارة شركة استشارية في علم النفس، تقدم المشورة والنصيحة للآخرين حول كيفية اكتشاف الشخص النرجسي.
وتقول عن الاضطراب بأنه وباء، ويوجد الكثير من تلك الحالات حولنا بكل تأكيد.
ما هو علاج اضطراب الشخصية النرجسية؟
يقول الدكتور لي إن العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية يأتون إليه معتقدين أنهم مصابون بالاكتئاب، ولكن في الواقع فإن الأدوية المضادة للاكتئاب لن يكون لها أي تأثير على مرضى هذا الاضطراب.
ويضيف: “علاج اضطراب الشخصية النرجسية ليس بالأمر السهل على الإطلاق”.
إنه شكل من أشكال العلاج النفسي الصعب، لأن إقناع المريض بوجود مشكلة لديه أمر صعب جداً، فهم عامةً يعتقدون أن الآخرين يتحملون المسؤولية.
سوف يأتي الكثيرون متأخرين إلى الجلسات أو لا يحضرونها على الإطلاق، لأنهم لا يعتقدون أن العلاج أو الشخص الذي يعالجهم مهم.
لكن الخبر السار هو أن مستوى النرجسية ينخفض مع تقدم العمر.
النرجسي الذي يعترف بنرجسيته
يعتبر تيودور نفسه أحد كبار النرجسيين في بريطانيا.
ويقول إنه يعرف ذلك، منذ سن مبكرة: “لقد شعرت بالرضا من التلاعب بالأفراد لتحقيق غاياتي، وبعد أن أنهيت الجامعة، أوضحت لي صديقتي آنذاك، وكانت خريجة علم النفس، أنها تعتقد أنني مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، ومنذ ذلك الحين تم تشخيص الحالة”.
ويضيف: “أنا أفهم ذلك بسبب مستوى ذكائي ووعيي، لماذا يعتقد الناس أن ما أفعله مؤذٍ، لكنني لا أهتم بذلك لأنه يلبي احتياجاتي”.
الآن، حالته تساعده في كسب رزقه، ونشر سلسلة من الكتب حول النرجسية ، وسيقوم بتقديم الاستشارات والنصائح عبر الانترنت للأشخاص الذين يعتقدون أنهم يعيشون مع أمثاله مقابل سبعين دولار للجلسة.
ويقول تيودور إنه يعمل بجد بشكل ناجح، والسبب برأيه يرجع إلى انتشار النرجسيين، “أعتقد أن الطريقة التي تحول بها المجتمع، أصبحت أكثر نرجسية وهي ظاهرة تزداد بشكل مضطرد”.
لكن البروفيسور روبرتس يختلف مع هذا الرأي: “لقد أخذت مجموعات من ثلاث جامعات مختلفة وأظهر التحليل تراجع نرجسية الطلاب بالفعل على مدار ثلاثين عاماً”.
وخلاصة القول هي أنه على الرغم من أن النرجسية سهلة التعريف، إلا أنه من الصعب قياسها.
ومن المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي تشجع السلوك النرجسي، و”لدينا رجل متهم على نطاق واسع بالنرجسية يعيش في البيت الأبيض، وسيكون تأثيره بعيد المدى”.