أبريل ٢٠١٩م – نوفمبر ٢٠٢٤م : ماهي انجازات البرهان خلال (٢٠٣٩) يوم من حكمه؟!!

بكري الصائغ

ظاهرة غريبة مثيرة للدهشة والاستغراب الي الحد البعيد اشتهر بها البرهان طوال مدة حكمه ، ويندر ان نجدها عند أي رئيس دولة أخري ، فبالرغم من ان الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان هو رئيس مجلس السيادة ، والقائد العام للقوات المسلحة ، والحاكم الفعلي للحكومة الانتقالية ، وتخضع له المؤسسة العسكرية وجهاز الامن الوطني ، وهو صاحب الكلمة الاولي في كل ما يخص الشأن الداخلي للبلاد ، وهو من يتحكم في كل صغيرة او كبيرة في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية والسلك الدبلوماسي … الا انه وخلال سنوات حكمه لم تشهد له البلاد أي يحقق انجازات سياسية او عسكرية واقتصادية!! .

ولو طرحنا سؤال للبرهان عن انجازاته خلال الخمسة أعوام من حكمه لما استطاع ان يذكر واحدة منها سوى انه زار عشر دول بعد الحرب!! ، والتقى برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو!! ، وحضر مراسم تشييع ملكة بريطانيا اليزابيث!! ، وخطب من منصبة الأمم المتحدة!! ، وقام بانقلاب ٢٥/ أكتوبر ليمنع تسليم السلطة للمدنيين!! ، وهنأ الرئيس المصري السيسي بفوزه في الانتخابات الاخيرة!! .

لو طرحنا سؤال للبرهان عن السلبيات في حكمه، لقال أنه لا توجد سلبيات بدليل أن الشعب يحبه خاصة بائعات القهوة!! ، وانه أبعد اكثر (٤٠٠) من كبار الضباط في المؤسسة العسكرية الذين خدموا في زمن حكم البشير!! ، وأعاد العلاقات مع اسرائيل وايران ، وجلب للبلاد مسيرات وصواريخ استهدفت المواطنين وسكناهم بالدرجة الأولى وهذا يدل علي دقتها!! ، ومنعت قوافل الاغاثة من دخول المناطق المتاثرة بالجوع والفقر!! ، وتركت وزير المالية جبريل يعطي من يشاء من أموال الدولة ويحرم الموظفين والعمال وأرباب المعاشات من الحصول علي رواتبهم ومعاشاتهم ، المهم عنده عدم تاخير وصول الرواتب الشهرية للجنرالات والضباط في المؤسسة العسكرية ولبعض الحركات المسلحة التي تساند الجيش في الحرب!! .

بنهاية شهر نوفمبر ٢٠٢٤م ، يكون البرهان قد مكث في الحكم طوال مدة (٢٠٣٩) يوم ، ومنذ أن آلت السلطة له في ابريل ٢٠١٩م ما رايناه قد اهتم بمشاكل البلاد والمواطنين وكلها مشاكل لا تحصي ولا تعد جاءت كلها من أهل السلطة السابقة وكان البرهان واحدا منهم!! ، كان الواجب عليه فورا أن يعيد تنظيم القوات المسلحة التي خربها البشير خراب هائل ومدمر ، وأن يعيد هيبتها ومكانتها القديمة ويبدأ ب”هيكلة” الجيش ، ولكنه رفض “الهيكلة” عن عمد مع سبق الاصرار لانها تشمل ضم قوات “الدعم السريع” داخل القوات المسلحة ، وهو أمر رفضه نائبه “حميدتي” رفضا شديدا فتنازل البرهان مجبرا عن الفكرة ، ولم تظهر مجددا وبصورة حادة وبتوجيهات عليا الا في أبريل عام ٢٠٢٣م عندما شن الفريق أول ركن/ ابراهيم الكباشي العدو اللدود ل”حميدتي” حملة ضارية ضد قوات الدعم وقائدها وأعلن وقتها انه حان الوقت ليكون في البلاد جيش واحد والغاء كل الحركات المسلحة وأولها قوات “الدعم السريع”، ومن هنا بدأت أولي شرارات الحرب تظهر بوضوح بين الطرفين العسكريين حتي وصلت الي حد أن (٧٠%) من مساحة البلاد أصبحت ساحات اقتتال بين القوات المسلحة و”الدعم السريع”، لينضم إليها فيما بعد تنظيم “المستنفرين” و”براء بن مالك” وقوات مناوي ومالك عقار ، بل حتي الناظر ترك قرر أن يكون في صورة المحارب عثمان دقنة وأصبح المسؤول الاول عن “المقاومة الشعبية”!!… كل هذا ولا احد يفهم لماذا لم ينزل البرهان حتي الان لساحات المعارك والقتا وتركها لياسر والصبي المصباح أبو زيد!! .

قد يعطي بعض القراء العذر للبرهان في أن الحرب قد عطلته من تقديم انجازات ، وشلت حركته تماما في تحقيق مشاريع انمائية كبيرة كان يمكن ان يحققها في كل المجالات ، ولكن القارئ الذي رصد وتابع بدقة تصرفات وسياسة البرهان خلال فترة ما قبل الحرب – (أبريل ٢٠١٩م – ابريل ٢٠٢٤م) يجد انه لم يحقق اي انجاز وطني ، بل ولا حتي انجاز يدخل في ميزان حسناته!!.. والأسوأ من كل هذا ، أن البرهان عنده نية البقاء في السلطة حتي عام ٢٠٣٠م ، مستغلا فرصة عدم وجود معارضة قوية او حتي ضعيفة ضده في الساحة السياسية ، والشعب غارق في مشاكل الحرب ورزق اليوم باليوم ، والاحزاب السياسية ما عادت كالاول عندها كلمة في الشأن السياسي!! .

البرهان اليوم عنده ولاء الجيش وبعض الحركات المسلحة انضمت له تسانده في كل المواقف ، وعنده الحركة الاسلامية وكتائب الظل وتنظيم “البراء بن مالك” وجماعة المقاومة الشعبية ومناوي وجبريل وعقار وترك ، والسيسي المصري والخميني الايراني ونتنياهو الاسرائيلي … ودخل اخيرا فلاديمير بوتين قائمة المؤيدين للبرهان!!، ولكن بالرغم تضامن هؤلاء الرؤساء مع البرهان ، الا انهم لا يثقون فيه ثقة مطلقة بسبب تقلبات تصرفاته وتذبذب مواقفه ، وكراهية غالبية السودانيين له ولمن معه من الجنرالات الذين يرفضون وقف الحرب.

البرهان هو الرئيس الوحيد بين كل رؤساء العالم خلا نظام حكمه من اي انجاز ، ولا سعي طوال الخمسة اعوام والستة شهور الماضية لتطوير نظامه المهتري ، ولا بذل جهد من أجل لتحقيق شيء ايجابي يدخل في سيرته الذاتية!! .

[email protected]