ما نحتاجه اليوم
يوسف أحمد عبد الجبار
بعد سنوات طويلة من الاقتتال والصراع ، ومع موجات النزوح التي اجتاحت بلادنا ، لم يكن هناك أي أسرة لم تفقد فردًا أو تعاني من وجود جريح. بل إن العديد من الأسر عانت بشكل أكبر. ومع ذلك ، يتعين علينا أن نتعالى فوق جراحاتنا ، وأن نكون دائمًا في حالة من اليقظة ، مقدّمين المصلحة الوطنية على كل اعتبار. نحن نعيش في زمن مليء بالتحديات والفتن ، مما يستدعي منا العمل على تقليل الاحتقان وتعزيز قيم الوحدة والائتلاف والاستقرار والتسامح. فالتسامح يتطلب منا تجاوز التعصب للأفكار والثقافات الفردية ، والانفتاح على الحوار مع الآخرين ، والاعتراف بحقوق الآخرين. يجب أن نكون متقبلين لثقافات وأفكار الآخرين لبناء مجتمع سليم ومعافى.
إن الطبيعة البشرية تتسم بالاختلاف والتنوع، فالبشر يمثلون شعوبًا وقبائل تختلف في عاداتها ومعتقداتها ، ويجب علينا تقبل هذا الاختلاف دون أن يشكل تهديدًا أو يثير مخاوف. من الضروري تجنب أي حديث يدعو للفرقة والنزاع.
أحد أبرز التحديات التي نواجهها اليوم هو إجراء الحوارات السياسية التي تفتقر إلى الخبرة والعمق ، حيث يديرها أشخاص غير مؤهلين لقراءة وتحليل الأمور السياسية بشكل صحيح. هذه الآراء والتحليلات الخاطئة قد تؤدي إلى انحياز فئة من الشباب نحو اتجاهات معينة ، مما يسهم في نشر الشائعات والأفكار المغرضة التي تضر بمجتمعنا.
علاوة على ذلك ، فإن غياب المسؤولية المجتمعية وضعف التواصل بين الأفراد يمثلان من التحديات الأساسية التي نواجهها. إذ تعتبر المسؤولية الاجتماعية من المبادئ المتفق عليها عالميًا ، لما لها من دور كبير في تعزيز صلاح الأفراد والمجتمعات. وقد أكدت جميع الشرائع والقوانين على أهميتها ، حيث تُعتبر قيمة اجتماعية حث عليها العلماء والمربون. التواصل الفعّال يسهم في بناء علاقات جيدة ومثمرة بين الأفراد.
ختامًا ، هناك شروط أساسية لنهضة الأمة ، تتمثل في الحرية والعلم والتمسك بالقيم الإنسانية والحضارية. هذه القيم تمثل مقومات أساسية لنهضة الأمم ورقيها ، مثل العدل ، والتعاون ، والإيجابية ، والتسامح ، والرحمة ، والصدق ، والأمانة. كلما كانت الأمة متشبعة بقيم إنسانية حضارية، كانت أقرب إلى النجاح والتقدم. لذلك ، تعتبر المنظومة القيمية في المجتمع معيارًا أساسيًا لنهضته ، وينبغي على الجميع احترام هذه القيم وتقديمها في جميع مجالات الحياة.
ياخي السودانيين ديل الكلام دة كبير عليهم،ولا اعمم
لك التحية على المقال من ثبج الثريا