مقالات سياسية

خطر حقيقي يهدد وجود السودان

هشام هباني

الخطر الحقيقي الذي يهدد وجود السودان لهو خطر متجذر كداء سرطان الدماغ الفتاك وأما هذه الحرب القذرة ليست سوى عرض لهذا المرض السرطاني المتمكن من الراس وإذا لم يستأصل هذا الداء العضال من الرأس فلا أمل في شفاء هذا الوطن ..

والرأس أعني به العقل السياسي السوداني الكسول المفلس الأناني وهو الذي تسبب في إجهاض استقلال الوطن وكل ثوراته وبالتالي أفضى لعدة حروب انفصل بسببها ثلث الوطن وأبيد ملايين المواطنين بسبب هذا الداء اللعين والذي يتوزع على كل العقل السياسي أي شامل لكل القوى السياسية المدنية التي سخرت هذا الجيش في كل مؤامراتها على الديموقراطية والفتك بالشعب وطمرت هذه الآفة السياسية بذلك نضالات وطموحات شعبنا في وطن حر كريم ولكن تظل جرثومة الكيزان لها القدح المعلى في رسوخ هذا الداء العضال وهذا الخراب الذي سيمسح الوطن من الوجود إذا لم تنصلح بقية العقول السياسية في الضفة الأخرى لتفيق من غيبوبة تشظيها ومزايداتها ومناكفاتها كي تنهض و تضطلع بمهمة إنقاذ الوطن من هذا الزوال المحتوم وغير ذلك سيفنى الوطن من الوجود . وسيكتب التاريخ أن هذه القوى المتشاكسة في الضفة الأخرى قد تواطأت بسلبيتها وتفاهات مواقفها الصغيرة في إفناء وطنها من الوجود بهذا الموقف السياسي الصغير وهو بلا شك موقف سلبي داعم لهذه المؤامرة الكبرى ولكن أكثرهم لا يعقلون لأن معظمهم مدجنون في كيانات أشبه بالزرائب سلبت منهم انسانيتهم وجعلتهم كائنات بلا عقول.

مداميك

‫6 تعليقات

    1. اللخو خير الله… من قبل قلنا المشكلة في عبود و جعفر نميري ( رحمهم الله ) و اسقطناهم و قلنا العلة في الكيزان و أيضاً اسقطناهم فهل انصلح حالنا ؟؟؟ و قيادات الكيزان كانوا في السجون فماذا فعل الذين كانوا في السلطة ؟؟؟ يا اللخو العلة في العقلية السودانية بصفة عامة و عقلية النكب السياسية بصفة خاصة

  1. لم يخطىء كاتب المقال ، فالمفهوم السائد ان الانسان ابن بيئته ، و هو مصطلح غير دقيق و يمكن تصحيحه بان اغلب البشر هم ابناء ثقافتهم و ممارساتها الحياتية.
    اجتاز ديكارت ذاك المفهوم قبل قرنين تقريبا ، و انطلقت معها نظرية المعرفة ، و مازال اغلب القادة و المثقفين السودانين لا يعملوا بها.
    ان اكبر مهدد وجودى للسودان هو الثقافة السودانية بلاشك فهى من اقعدت بنوعية الانتاج الزراعى و الصناعى و الاقتصاد ككل ، و قطعا من نحت بالسودان الى غابر الامم.
    وهذه الممارسة الحياتية المخلة هى من انتجت العسس و الطائفية و الشلليات الى اخره.

  2. هذا ما قلته أنا مراراً و تكراراً العلة في عقلية النكب السياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار و إذا لم تنصلح تلك العقلية المنحطة و الخربة لن ينصلح حال السودان بل قريباً جداً سنجد أنفسنا شعب واحد في دويلات صغيرة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..