حوالي 800 قتيل خلال شهر ونصف في الجزيرة… والجيش يتوقع «انتصارات حاسمة»
ارتفعت حصيلة ضحايا هجوم قوات «الدعم السريع» على مناطق شرق الجزيرة وسط السودان إلى 800 قتيل بسبب رصاص قوات «الدعم السريع» وحصارها للقرى منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى جانب تسمم الغذاء وانعدام الدواء. وفيما أعلن قائد «الدعم السريع» في قطاع غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة بارك الله، إيقاف الهجوم على مناطق حدودية مع دولة تشاد يسيطر عليها الجيش وحلفاؤه، داعياً إلى الحوار بينهم وبين الحركات المسلحة لوقف القتال، قال عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش ياسر العطا إن قواتهم ستحقق انتصارات حاسمة قريباً.
قتل وتسمم وأمراض
وأكد «مؤتمر الجزيرة» وهو كيان حقوقي يعمل على توثيق ورصد الانتهاكات، أن أعداد القتلى الذين سقطوا برصاص الدعم السريع أو بسبب التسمم وتفشي الأمراض وانعدام الرعاية الصحية في المناطق التي تحاصرها قوات «الدعم السريع» ترتفع كل يوم.
وأعلن المؤتمر ارتفاع حصيلة ضحايا ثلاثة مناطق في ولاية الجزيرة جراء هجمات الدعم السريع وتفشي الأمراض إلى 794 قتيلاً، مشيراً إلى عدد القتلى في مدينة الهلالية ارتفع إلى 610 بينما بلغ عددهم في قرية ودعشيب 56 شخصاً بسبب الحصار وانعدام الرعاية الصحية، مضيفاً أن عدد القتلى في مدينة رفاعة ارتفع إلى 128 شخصاً.
وفي سياق متصل، كشفت منصة «نداء الوسط» عن نزوح جماعي لسكان قرى «الفوار، أم كوراك، أبوكرنة، عجان، وأبارا» في ولاية الجزيرة عقب هجوم عنيف وقصف عشوائي من قوة تابعة لـ«الدعم السريع» مما أدى إلى خسائر في ممتلكات المواطنين.
ومنذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن قوات «الدعم» التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» هجمات انتقامية على قرى ومدن شرق وشمال وجنوب ولاية الجزيرة وسط السودان بهدف النهب ورداً على انضمام قائدها أبوعاقلة كيكل إلى الجيش، ووفقاً لتقارير وسائل إعلام ومنظمات حقوقية أكدت أن قوات حميدتي إرتكبت جرائم مروعة تشمل القتل الجماعي والتهجير القسري والاغتصاب ونهب الممتلكات والموارد الاقتصادية.
في تطورات العمليات العسكرية، قال مصدر ميداني لـ«القدس العربي» دون كشف هويته، إن قوات الاحتياط المساندة للجيش والمتواجدة في مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، اقتحمت بأعداد كبيرة النواحي الجنوبية بهدف تأمين حدود «دار حمر» من أي محاولة هجوم من قبل «الدعم السريع».
وأشار إلى استيلاء قوات الاحتياط على معسكر أبو تقولا التابع لـ«الدعم السريع» بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، مبيناً في الوقت نفسه نجاح الطيران الحربي التابع للجيش في عملية إنزال جوي ناجح شملت عتاد عسكري ولوجستي لقواته في مدينة النهود.
انفجارات قوية
أما في العاصمة الخرطوم، فقد أفاد سكان محليون بسماع دوي انفجارات قوية في أمدرمان، نهار ألاربعاء، نتيجة استهداف مدفعية الدعم السريع من مواقع سيطرتها في أمبدة وتوتي، أحياء أمدرمان القديمة الثورات شمال المدينة.
وأشاروا إلى تحليق طائرة حربية صباح اليوم نفسه قصفها مواقع في الخرطوم بحرية وأخرى بمناطق جنوب العاصمة.
بينما، أعلن سلاح المدرعات عن تنفيذ عمليات نوعية في حي جبرة جنوبي الخرطوم.
وقال في منشور على صفحته على «فيسبوك» :»استطاعت قوات العمل الخاص السيطرة على ارتكازات الدعم السريع والاستيلاء على أسلحة والقبض على أسرى ومواصلة تنظيف منازل المواطنين والأعيان المدنية».
جنوباً، في منطقة الأعوج التابعة لولاية النيل الأبيض، كشفت مصدر عسكري لـ«القدس العربي» دون كشف هويته، أن قوة الجيش نفذت كمينا على عناصر من «الدعم السريع» بالقرب من المنطقة أسفر عن استلام عدد 2 مدرعة «صرصر» وأسلحة خفيفة أخرى.
وفي الأثناء، شهدت مدينة الفاشر غربي السودان، تراجع في حدة الاشتباكات المباشرة.
وقال ناشطون محليون إن قوات «الدعم» عاودت قصف الأحياء السكنية والمقار العسكرية بالمدينة، فيما نفذت مقاتلات الجيش الجوية هجمات على مواقع الدعم السريع في الأطراف الشرقية للفاشر ومواقع أخرى في منطقة كبكابية في ولاية شمال دارفور.
في السياق، أكد عضو مجلس السيادة السوداني ومساعد قائد عام الجيش ياسر العطا، أن الفترة المقبلة ستشهد «انتصارات حاسمة للجيش في كل محاور القتال وستكون بداية النهاية لمليشيات الدعم السريع في السودان».
وأضاف: «نحن نقترب من نهاية هذا الكابوس والنصر بات قاب قوسين وأدنى» لافتاً إلى أن «كامل مناطق الخرطوم ستكون تحت سيطرة الجيش قريباً».
في حين قال قائد الدعم السريع في قطاع غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بارك الله في رسالة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي: «منعت قوة تتبع للدعم من مهاجمة مناطق تنتشر فيها الحركات المسلحة منها : جرجيرة ومستورة ومدينة الطينة» وقواتنا الآن متمركزة في منطقة «كلبس».
وذكر أنهم يمدون أياديهم بيضاء لكل الحركات المسلحة ودعاهم للتحاور بالمنطق وتابع قائلاً: «رأيي الشخصي أن علينا أن نحتكم لصوت العقل وأن يكون هناك حوار فيما بيننا.. لماذا نتحارب». مطالباً أعيان وقيادات قبيلة الزغاوة ـ تنتمي لها غالبية قوات الحركات المساندة للجيش ـ للتدخل ومنع المواجهات العسكرية.
ولفت إلى أن الدعم السريع ليست عدواً للحركات المسلحة وإنما تقاتل ضد الظلم وضد ما أسماها بـ«دولة 56» وأكمل: «وجهنا السلاح فيما بيننا وفقدنا أنفسنا والجلابة نقلوا أبناءهم إلى خارج البلاد وتركونا نتقاتل».
ومنذ مايو/ أيار الماضي، تشن قوات الدعم السريع هجوماً عنيفاً للاستيلاء على مدينة الفاشر التي تعد آخر معاقل الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معها في دارفور، والتي أعادت بالمقابل انتشارها في محور الصحراء والمناطق الحدودية بين دولتي ليبيا وتشاد ومواقع استراتيجية في ولاية غرب دارفور تهدد عاصمتها الجنينة.
سياسياً، أعلنت إدارة السلام وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية السويسرية انتهاء حوار غير رسمي بين ممثلي قوى سياسية سودانية نظمته بالتعاون مع منظمة بروميديشن الفرنسية.
ونوهت إلى أن المشاركين في الحوار ناقشوا العناصر الرئيسية لعملية سياسية لإنهاء الحرب في السودان وصاغوا مقترحاً بشأن المبادئ والآليات اللازمة لمعالجة الأزمة في البلاد بشكل عام.
القدس العربي