صراع داخلي في السودان بين الإسلاميين والجيش
زهير عثمان حمد
أ. اتهامات مباشرة للبرهان
عبد الحي يوسف وصف البرهان بأنه كاذب وشخصية غير محترمة ، ما يشير إلى فقدان الثقة بين الحركة الإسلامية وقائد الجيش. هذه التصريحات توضح-
تباعد واضح بين الطرفين: الحركة الإسلامية ترى أن البرهان انقلب عليها ولا يعمل لصالح أجندتها.
تصعيد إعلامي وسياسي: يُستخدم خطاب عبد الحي لتعبئة القاعدة الإسلامية ضد البرهان ، مما يعكس صراعًا على الشرعية والقيادة داخل السودان.
ب. الإسلاميون في مؤسسات الدولة
تصريحه بأن الإسلاميين موجودون داخل مكتب البرهان يكشف عن انقسامات داخلية في الجيش السوداني ، حيث لا يزال للإسلاميين نفوذ داخلي رغم محاولات الإقصاء. هذا يعزز فرضية وجود “خط انقلابي” أو جناح داخل الجيش يتبنى رؤية متوافقة مع الإسلاميين ، ما يهدد استقرار المؤسسة العسكرية.
الدور الإقليمي والدولي
أ. العلاقات مع الدول الإقليمية
مصر والخليج : دعم هذه الدول للبرهان يُنظر إليه كمعاداة للإسلاميين ، ما يعكس رغبة في إقصائهم عن المشهد السياسي.
تركيا : انتقاد عبد الحي لموقف تركيا يشير إلى خيبة أمل الإسلاميين من عدم تقديم أنقرة دعمًا مباشرًا لهم كما فعلت في ليبيا. لكنه يسلط الضوء أيضًا على تقليل تركيا من أهمية الصراع السوداني في سياق مصالحها الإقليمية.
ب. اتهام البرهان بالعلاقات مع إسرائيل
الحديث عن لقاء البرهان مع نتنياهو وارتباط حميدتي بالموساد يهدف إلى تشويه صورة البرهان أمام الشارع السوداني الذي يُبدي حساسية تجاه التطبيع مع إسرائيل. هذا الاتهام يُستخدم لتعزيز رواية الإسلاميين بأن البرهان يعمل ضد مصالح السودان القومية والإسلامية.
معضلة الثقة بين الإسلاميين والجيش
عدم الالتزام بالعهود : اتهام البرهان بالكذب في التعامل مع قطر يعكس مشكلة أكبر تتعلق بعدم احترام الاتفاقيات ، ما يزيد من عزلته داخليًا وخارجيًا.
الدعم السريع : تحميل البرهان مسؤولية تقوية الدعم السريع يعكس محاولة الإسلاميين تصويره كسبب رئيسي في الأزمة الراهنة ، وهو خطاب يهدف إلى تحميله العبء الأخلاقي والسياسي للصراع.
الرسائل الموجهة
للداخل السوداني
عبد الحي يسعى لتثبيت فكرة أن البرهان غير مؤهل لقيادة المرحلة ، وأن الإسلاميين ما زالوا قوة لا يمكن تجاوزها في المعادلة السودانية. هذا الخطاب موجه لدعم الإسلاميين داخل الجيش وللقاعدة الشعبية الإسلامية.
للخارج
التصريحات تسعى لتقديم البرهان كقائد فاقد للشرعية الدولية وغير جدير بالتعامل معه ، بهدف خلق فجوة بينه وبين الدول الداعمة له ، مثل الولايات المتحدة ودول الخليج.
ماذا يعني ذلك؟
أ. استمرار حالة الانقسام الداخلي
تصريحات عبد الحي تعمق الانقسام بين الإسلاميين والمؤسسة العسكرية ، مما يضعف جهود أي تسوية سياسية.
وجود نفوذ للإسلاميين داخل الجيش قد يؤدي إلى انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية ، ما يُعقّد الصراع.
ب. تأثير على العلاقات الدولية
قد تستغل الدول الإقليمية والدولية هذه الخلافات لتعزيز نفوذها في السودان مما يجعل البلاد ساحة صراع بالوكالة.
انتقاد عبد الحي للدول الداعمة للبرهان (مثل مصر والخليج) يعكس رغبة الإسلاميين في كسب دعم خارجي جديد.
ج. صراع على الشرعية
مع استمرار الحرب وتدهور الأوضاع ، تتزايد الحاجة إلى قيادة موحدة. تصريحات عبد الحي تزيد من زعزعة موقف البرهان كقائد شرعي ، مما يعزز احتمالية ظهور قيادات بديلة سواء من داخل الجيش أو الحركات السياسية.
وتصريحات عبد الحي يوسف تمثل تصعيدًا ضمن الصراع السياسي والعسكري في السودان ، وتعكس الانقسامات العميقة داخل النخب السياسية والعسكرية. هذا الخطاب لا يستهدف فقط البرهان كشخصية ، بل يشكك في مستقبل الجيش كمؤسسة قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية. تداعيات هذه التصريحات ستعتمد على قدرة الجيش والحركة الإسلامية على إعادة صياغة مواقفهما ، وعلى مدى تأثير الأطراف الإقليمية والدولية في دعم أحدهما ضد الآخر.