مقالات وآراء

سياسة السعودية في الترفيه والإنفتاح : ما لها وما عليها ؟؟

محمد الصادق

ما تقوم به هيئة الترفيه بالمملكة السعودية هي سياسة انفتاح ، لملء أوقات الفراغ ، ربما تريد بها الحكومة أن تبعد الشباب من مشاكل خطيرة: مثل الإنخراط في التنظيمات الإرهابية ؛ ومثل المثلية الجنسية وكذلك قضية الإنتشار الفظيع للمخدرات وسط الشباب ؛ هل يصدق أحد أن المملكة تحتل المركز الثالث عالميا ، والأول شرق اوسطيا من حيث انتشار المخدرات !! .
وهناك مشاكل اخري كثيرة يعانيها شباب اليوم ، وبلا حرج يحدِّث كثير من التربويين والأطباء النفسيين عن الكبت ، واوقات الفراغ.
فعلي الناس بدل التباكي والعويل ، أن يبحثوا عن البديل ، والبديل موجود :
“لا يصلح أمر هذه الأمة
إلا بما صلح به أولها”.
لو قيل لك أن حدثا ما جري في القرن الخامس الهجري وحضره عشرون ألف متفرج (في مكان واحد) ؛ ماذا يمكن أن يكون هذا الحدث؟؟
مباراة نهائية في كرة القدم؟؟
حفل للمطرب الفلاني أو المطربة؟؟
مصارعة حرة عالمية؟؟
سباق رالي أو أي سباق اخر؟؟
أسواق موسمية مخفضة الأسعار ؟؟
لا بالطبع. الشباب المسلم في ذلك الوقت لم يكن ليحتشد مثل ذلك الحشد ، إلا من أجل طلب العلم.
فقد عرف أن بعض العلماء كانوا يلقون دروسا يبلغ مرتادوها عشرات الآلاف ؛
ولم تكن هناك قاعات دراسية تتسع لأعداد كهذه، ولكنهم كانوا يتجمعون في الطرقات حول المساجد ، منذ الصباح الباكر ، وكان هناك عشرات المبلغين ؛ فالعالِم يتفوّه بجملة واحدة ، ويسكت عدة دقائق حتي ينقل المبلغون كلامه.
ومثل هذا الدرس يتخرج عنه علماء آخرون ؛ يكون لكلٍ درسه .. وهكذا.
هل كانوا يفعلون ذلك من أجل شهادات تؤهلهم لوظائف – مثلا؟؟
لا .. لا بالطبع ، بل لأن طلب العلم هو أجلّ الأعمال، فهو سبيل الجنة:
(من سلك طريقا يلتمس فيه علما ..)
ولكن أين هذا الآن ؟؟
اين طلب العلم الآن ؟؟
لا يوجد !!
لماذا ؟؟
لأن أمة الإسلام اعتقدت
أن العلم انتهي !!
أن العلم وصل إلى نهايته!!
مع أننا نعلم أن القرآن الكريم ، كتاب المسلمين ؛ يوصف بأنه :
(لا تفني عبره ولا تنقضي عجائبه)
ولذلك كل قرن كان يظهر علماء ، كلٌ يضيف شيئا لم يقله الماضون ، فالقرن الأول كان له علماء ، والثاني والثالث والرابع ، والخامس والسادس والسابع ، والثامن والتاسع والعاشر .. الخ .
ونحن الآن نستدل بعلماء عاشوا في القرن ١٣ الهجري ؛ لكن بعد ذلك ربما اعتقدوا أن ١٣ قرنا كافية ؛ ولا نحتاج بعد ذلك حتي للبحث ومحاولة الفهم ؛ يقال لك : الأوائل فهموا ؛ وفهمهم موجود في الكتب، فماذا نفهم نحن؟ هم أصلا لم يتركوا شيئا لنا ، لكي نعمل فيه الفهم : (ما ترك الأول للآخر شيئا)
لم يبق لنا إلا نأخذ ونحفظ!!
وحتي أقوال السلف ، كثير منها اُستبعد ، وصار غير مطروق ، بزعم أنها غير مجمع عليها ؛ مع أن بعضها قد يكون هو القول الأصح؛ فحسب الإمام أحمد : (من ادعي الإجماع فقد كذب).
إذن فالعلم صار مهجورا
وطلبه غير مطلوب
وهذا سبب الخواء الفظيع
الذي يعانيه المجتمع المسلم.
*****
هناك فرق كبير بين إقامة الحفلات والمهرجانات والمسابقات ؛ وبين اجبار الناس علي حضورها ومتابعتها.
والله وددت لو سمعت خبرا عن فشل مهرجان ما ، لأن موعده تضارب مع نقاش فقهي (تفاعلي) يديره بعض الشباب في احدي منصات التفاعل الاجتماعي.
نحن محتاجون لسياسة الإنفتاح هذه من أجل أن نعرض ثقافتنا وديننا في أوربا والغرب ، مثلما يعرضون الآن ثقافتهم وحضارتهم في بلداننا ؛ فالإسلام رسالة عالمية غير مرتبطة بالعالم العربي أو ما يسمي بالعالم الإسلامي، فالكرة الأرضية كلها عالم إسلامي:
{وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا كَاۤفَّةࣰ لِّلنَّاسِ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ}
والإسلام نفسه رسّخ لسياسة الإنفتاح في المجتمعات الأخري ، فالقرآن أباح في الإنزالات الأخيرة ما لم يكن مباحا لعشرات السنين ؛ لقد أباح طعام اهل الكتاب ، واباح أيضا زواجهم من المسلمات كما رأينا في مقالنا السابق.
ولكن نعيب فقط علي سياسة الإنفتاح هذه غياب الدور الإعلامي ، الذي يبصر الناس بالمسوغات التي دعت للسير في هذا الإتجاه.
وختاما .. فإذا كانت هذه ثقافة الغير في ملء أوقات فراغ الشباب ، فالسؤال الذي يفرض نفسه أمام الإنتقادات العاطفية لهيئة الترفيه:
ما هي طريقة المسلمين اليوم في ملء أوقات الفراغ؟؟ فقد جاء في الأثر:
(اذا لم تشغل نفسك بالخير شغلتك بالشر).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نرجو من كل من فهم المعلومة
أن يساهم بنشرها وبشرحها ،
حتي تعم الفائدة ،
ولكي نزيل الدخيل
من المفاهيم الساذجة والخبيثة ..
فهذه إذن نصيحة ،
والدين النصيحة -كما في الحديث :
(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)

□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. السعودية بارك الله فيها وفي شعبها وفي اولياء امورها ،، تسير على الطريق الصحيح ، وفي طريق حياة العلم والرفاهية ، بعد قرون من الاستعباد الديني منذ بدء الرسالة،ومرورا بابن تيمية الحراني وارهاب فكره وانتهاء بمحمد بن عبد الوهاب وفكره الارهابي التي اعادت شعبا كاملا الى العصور الحجرية رغم تمتع ارضها بالخيرات وشعبها بالادب والثقافة وعبد الله القصيمي مثالا ،، المملكة السعودية السعيدة رغم تمتعها بالخير والثروة الوفيرة كان شعبها يعيش تحت وطاة شيوخ ادعو امتلاك مفاتيح العلم ، واغلقو عقول وادمغة شعب باكمله ، وحرمو عليهم الثقافة والادب والفنون بمختلف الوانها ، وحرمو،عليهم حتى،التمتع بالاكل والشراب الا باستشارتهم وفتاويهم ، ملايين المقالات كانت ستكتب،عن المعاناة والعنت والشدة التي عانى منها هذا الشعب الطيب الكريم بسبب تعاليم دين انتهى زمنه وتشريعات اهيلت عليها اتربة التاريخ ، تحية لمحمد بن سليمان والذي اعتبره اشجع،واقوي زعيم عربي انجبه التاريخ الحديث ، اول زعيم،عربي حر فضح قوانين وتشريعات حمورابي والتي،نشرت الارهاب بدء من مصر مرورا بسوريا وانتهاء بالسودان الممزق والمنهوب من فكر لا يرقي عن فكر البغال والحمير

  2. عبط وبلاهة وصناجة السودانيين دايماً تدخلهم في اوهام عجيبة ومطبات بايخة !!
    سعودين فوق عزهم وبلدهم يرفهوا يغنوا يرقصوا ما شغلتك يا اخي …
    وانت بلدك مدمرة اهلها تشردوا يشحدوا في الطرقات لكن برضهم يغنوا ويرقصوا ويتهابلوا !!

    والله ما عندك سالفه يا الخال السوداني ابو سمرة يا طريميخ !!
    وايش اللي دخلك بالسعودية ؟؟؟
    بالمناسبة هل تعلم يا هداك الله ان قانون منع الرق في السعودية صدر في عهد فيصل عام 1966…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..