التعلق بالماضي والبكاء علي اللبن المسكوب

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
لقد اعطي الله الانسان العقل وهو الاداة العظيمة التي يتميز بها عن سائر المخلوقات ، وحتما سوف يظل الانسان قابعا في الحيز البهيمي اذا لم يريد الانطلاق الي عالم الانسان من خلال إعمال آلة العقل التي تميزه عن باقي المخلوقات ، ظللنا في السودان عالقين وسط الفشل والحروب والكراهية والعنصرية وليس لدينا ارادة في التغيير الحقيقي ولا يريد الظلمة التخلي عن ظلمهم ولا نريد كشعوب وقبائل مختلفة في العادات والتقاليد ان نتعايش مع بعضا البعض ، الحقيقة التي يهرب منها الجميع هي عدم الاعتراف بالمسببات والعلة والمرض وظللنا هكذا نعيش في كذب وخداع نصنعه ونسوقه لانفسنا ، هنالك مشكلة حقيقية لم يتم تشخيصها ويتم علاجها علاج ناجع اما بالدواء المر او الجراحة او البتر كما حصل في الطرف الجنوبي من السودان وظللنا في دوامة مستمرة من التباكي علي الماضي وكأن ماضينا مشرق وتاريخنا ناصع يستحق التباكي عليه ، اننا نعيش في صراع بين الماضي المظلم والواقع الاليم حيث نقف امام عجز تام من تكوين دولة ونصنع تاريخ وحضارة وامة ، تلك امة قد خلت لها ماكسبت فماذا نحن صانعوا الان دعونا من البكاء علي اللبن المسكوب ، دعونا نعمل بعقل اليوم ونفكر لغدا ، إذا كان العقل الثنائي المفكر به عندنا يصر علي الاختيار أبدا بين اثنين لا ثالث لهما ، فأنا أنصح باختيار الحاضر أبدا ضد الماضي ، هناك واقع يواجهنا اليوم وله سمات تعريف لتفاصيله وموازين القوي فيه واتجاهات الحياة او الموت ، وقد يكون هناك ماض مخالف له ، ولكن في الاختيار الغبي المهلك بين اثنين كما نصر ابدا ، اختيار الواقع أفضل واخف في الخسائر من تجاهله وتدميره لصالح الماضي الذي مضي ولن يعود والتشبث بالماضي ماهو الا دليل للضعف وعدم القدرة علي التفكير والانتاج والابتكار والحياة لن تستقيم بدون عمل وعدل وامن وسلام حسي ومعنوي وعلينا البكاء علي اطلال الماضي ونندب حظنا علي اللبن المسكوب فلنغيير ما بانفسنا نشمر عن ساعد الجد في مواجهة الراهن والمستقبل بالجد والاجتهاد والعدل والصدق والشفافية والمحاسبة القوية الرادعة لكل متلاعب بامن واقتصاد وسلام السودان.
“وظللنا في دوامة مستمرة من التباكي علي الماضي وكأن ماضينا مشرق وتاريخنا ناصع يستحق التباكي عليه ، اننا نعيش في صراع بين الماضي المظلم والواقع الاليم ” صدق تعبيرك واوفى