مقالات وآراء سياسية

الحركة الإسلامية السودانية : النابل والحابل !!

محمد الصادق

تصريح يوسف عزت ، المستشار السابق لقائد الدعم أنهم فوّضوا الحركة الإسلامية لتدير لهم العمل السياسي والمدني ، بالإضافة إلي تصريحه الذي أُقيل بسببه ، أن الحركة الإسلامية يحق لها المشاركة في حوارات السلام ، يؤكد أن الدعّامة ليسوا منفكّين عن (الحركة الإسلامية) مثلهم مثل المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ، بالرغم من زعمهم محاربة (الكيزان) ؛ وهم كذلك مثل العدل والمساواة الذين لم ينكر رئيسهم أنهم ينتمون للحركة الإسلامية ، عندما سُئل في برنامج (بين نيلين) قبل اسبوعين او ثلاثة بفضائية الحُرّة ؛ والمعروف أن العدل والمساواة ظلت تقاتل حكومة (الحركة الاسلامية) لعقدين من الزمان.

من المعروف كذلك أن الحركة الإسلامية أنشقت قبل ربع قرن لمنشاوية وقَصريين ، أو لمؤتمر وطني ومؤتمر شعبي ، حكومة ومعارضة ؛ والآن المؤتمر الشعبي يقف في صف الحرية والتغيير ، ولا يستطيع أحد أن يقول أن الشعبي تخلي عن انتمائه للحركة الإسلامية ، مع أن قوي الحرية والتغيير هي الآن العدو اللدود للحركة الإسلامية ؛ وقبل عدة أشهر جاء في الأخبار أن الذي جاء خلفا ليوسف عزت ، هو الشيخ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الحركة الإسلامية. ومع أن الدعم السريع يصطف مع قحت في المناداة بالحرية والديمقراطية ، لكنه شارك في الإنقلاب عليهم قبل ثلاث سنوات ، وشارك أيضا في فض الأعتصام ، وحتي بعد سقوط الإنقاذ كان يقوم بدور النظام العام ، فكان يوقف الشباب في الطرقات ، فيحلق شعورهم المستطيلة ، ويجلد من يلبسون البناطيل الضيقة ؛ وتذكرون سجالات وزير الإعلام الحالي مع مستشاري الدعم أول الحرب ، أنهم أنفسهم كيزان ، وأنهم كانوا يتولون مناصب دستورية في عهد الإنقاذ.

في الملف السوداني اليومي بفضائية الجزيرة مباشر ، شعر المذيع أحمد طه بحيرة شديدة ، وكان المشهد أقرب الي الكوميديا ، عندما حاول بعض الضيوف دحض صلة الشيخ عبد الحي بالحركة.

لقد تحدثنا من قبل عمّا اسميناه (استلاف) الحركة الإسلامية بعد المفاصلة ، فأحد اصول الحركة أن الإسلام سياسة ودين : (دين ودولة) ؛ وقد كان الترابي يجمع بين الزعامة الدينية والقيادة السياسية، ولكن بعد إستبعاده أُوكل أمر الإرشاد الديني إلي هيئة علماء مكونة من خطباء مشهورين وأساتذة جامعات ، وكلهم تقريبا ينتمون إلي التيار السلفي ، بحكم ارتباطهم بالسعودية، وبالدعم السخي الذي كانت تقدمه حكومة السعودية وشيوخها للجوامع والجامعات، عندما كانت المملكة تتبني النهج السلفي وتأخذ نشره علي عاتقها ؛ وقد كان شيخ عبدالحي أبرز أولئك العلماء ، وما اكتسب الشيخ ألقه وبريقه إلا من خلال إعلام الدولة ومؤسساتها. الحركة الإسلامية والسلفيون طرفا نقيض ، وقد كنا ونحن طلاب ، نخزّن في ذاكرتنا أن اسم (حسن الترابي) هو (الأوبوزيت) لاسم (جعفر شيخ إدريس) الذي تحوّل إلي سلفي موغل في السلفية.

الحركة الإسلامية السودانية حركة تجديدية من الطراز الأول ، بينما السلفية حركة متجمدة متحجّرة ، ونذكر أن مما كان الترابي يغيظهم به أول شُهرته ، هو حديث الذبابة ، الذي ينكر نسبته للنبي وأن مضمونه شيء مقرف بينما كان السلفيون يتمسكون به ؛ وكان السلفي -كما عبر أحد الظرفاء- يود من الغيظ لو استطاع أن يصطاد الذباب من الهواء ليغمسه في شرابه.

ولسخرية الأقدار فقد شرعت هيئة العلماء تلك ، قبل عشر سنوات من وفاة الترابي ، في إجراءات لمحاكمته بعد أن اتهمته بالزندقة ، وأرادت أن تدينه بالرّدة ، وقد حصلت علي توقيعات أعضاء الهيئة ، وتقدم شيخ عبد الكريم بالدعوي القضائية تحت المادة ١٢٥ من القانون الجنائي السوداني ، لكن عارضهم الشيخ هاشم الهدية ، وعلماء بارزون من خارج السودان من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي ، الذي استهجن اعدام عالم ديني يفسر القرآن ويحفظه عن ظهر قلب.

إن المشكلة لا تتمثل فقط في أن الحركة الإسلامية (استلفت) ، لكن ما عقّد الأمر أكثر ، وجعل الحابل يختلط بالنابل ، هو أن السلفيين أنفسهم (تأخوَنوا) ، فقد كانوا قبل سقوط الإنقاذ ينأون بأنفسهم عن السياسة ، ويفتون بعدم جواز الخروج على الحاكم ، وكان شعارهم قول الشيخ الألباني: (من السياسة ترْكُ السياسة) ؛ لكنهم بعد ثورة ديسمبر تعاطوا السياسة من أوسع أبوابها وتراجعوا عن فتواهم بعدم الخروج على الحاكم ، وأصبحوا يستنفرون أتباعهم للتظاهر والوقفات الإحتجاجية ، وأصبحت كل الخطب في المساجد سياسية ، لا تخلو من تحريض صريح أو مبطّن ضد الحكومة القائمة.

 

□■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة

 

نذكّر بالدعاء علي الظالمين

في كل الأوقات .. وفي الصلاة

وخاصة في القنوت

-قبل الركوع الثاني

في الصبح

علي الذين سفكوا الدماء

واستحيوا النساء

واخرجوا الناس من ديارهم

بغير حق

واسترهبوا الناس

النساء والاطفال وكبار السن

وساموهم سوء العذاب

وعلي كل من أعان علي ذلك

بأدني فعل أو قول

(اللهم اجعل ثأرنا

علي من ظلمنا)

فالله .. لا يهمل

ادعوا عليهم ما حييتم

ولا تيأسوا ..

فدعاء المظلوم مستجاب

ما في ذلك شك :

{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی

لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. يا كيزان السجم والرماد سلفيين علي سروريين علي شعبي علي عربجي … حاج نوري علي كواتة علي .***آيطة !!
    سوطوا سواطتكم وانتم تهبطون بسرعة البرق الي قاع مزبلة التاريخ !!
    قم يا عبد الحي !!
    قوم حيلك يا عاطل … تباً لك ولامثالك يا كذاب !!
    الشيخ التفاف وطعمية قديمة بايتة حول عبد الحي !!
    https://x.com/i/status/1863495378835796115

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..