الوطن الكبير

ياسر الطيب عثمان
وَطَنِي يَارَمْزَ الْمَحَنةِ وَالْجَمَالْ
وَمنَارةَ الْصُبْحِ وَالْفَجْرِ الْسَعِيدْ
فى حِيَاضِكَ لن نُفَرِطَ
لَنْ نَحِيدْ
نَبْنِيهُو مَجْدَكْ مِنْ جَدِيدْ
نَطْوِى صَفْحَةَ الْظُلْمِ الْعَنِيدْ
نَبْقَى دَرَقَة ونَبْقَى فَرْحَةْ
تُسْعِدُ الْنَاسْ الْحَزَانَى
نَمْسَحْ الْدَمْعَ الْبِسِيِلْ
مِنْ عُيُون اطْفَالْ يَتَامَى
نَبْقَى قِبْلَهْ ونَبْقَى قُبْلَةَ
تَمْنَحْ الْثُوُارَ وَالأحْرَارَ وُدَا
مِنْ شِغَافِ الْقَلْبِ
وَالأعْمَاقِ عِشْقَا
نَنْكُرُ الْذَاتَ لِنَبْنِي
لِلْسٌودَانِ عِزَاً ومجدا
بِصُمُودٍ بإباءٍ بِعَزيِمَةِ شَعْبْ
مُرْهَفُ الْحِسِ رَقِيِقَا
لَهَفَاً يَرُوُم لِقَاكَ دَوْمَا
شَوْقَاً وَتَحْنَانَاً وَحُبْ
الأحَاسِيِسْ وَالْمَشَاعِرْ
سَامْيَةْ وَلْهَانَةَ وْنَدِيَةْ
يَلْقَاكَ بِالأحْضَانْ يِقَالْدَكْ
دِيِمَهَ صَافِى الْنِيَةْ
بى بَشَاشْتُوُ
وِابْتِسَامَاتُوُ الْرَضِيَةْ
شَدِيِدُ الْبَأسِ عِنْدَ الَوَرَىَ
وفى الْمَعَارِكِ لَيْثٌ ذُو شَكِيْمَةْ
يَلا يَا كَنْدَاكَةْ غَنِى ورَدِدِىِ
كُلَ أشْعَارَ الأصَالَةِ وَالْحَمَاسَةْ
لِبِلادِىِ
أرْضُ الْنِيلِ
أرْضُ الْخَيْرِ
مَهْدُ الْفَنِ
نَبْعُ الْنْورِ
عُنْوَانُ الْحَضَارَةِ وَالْسَمَاحَةْ
بَلَدَاً شَتَلْ فِيْهَا الْكَرَمْ وَالْجُوُدْ
جِنَانْ وُبَرَاحَةْ
بُسْتَانْ لِلْنَخِيِلْ
وَالْخَدَارْ وَالْوَاحَةْ
وَطَنَنْ بِالْحْيْلْ سَمِحْ
أرْضَا وإنْسَانَاً رَضِى
حَوْلُوْ الْطُيُورْ صَدَاحَةْ
يَفْتَحْ قَلْبُو نَفَاجْ
قَبُلْ يَفتَحْ بَوَابْةَ الْسَاحَةَ
لِلْمُحْتَاج لِلْمَحَنَانْ
لِلْمَرنُوُعْ ولِلْمَفْجُوُعْ
لِلْمَهَلُوُعْ وَالْمَخَلُوعْ
مِنْ طِيِبْ شَذَاهُو يِفُوُحْ
نَدَىَ حِسُو
غِنَاءاً واحْتِفَاءاً
بى وَطَنْ مُلهِمْ
رَغْمَ الْمُعَانَاةِ
مِنْ قَهْرٍ وَهَمْ
لَكَ يَا سُودَان نَشْدُو
بِالألْحَانِ بِالآمَالِ
تِرْيَاقَاً يُزِيْحُ الْغَمْ
ومِنْ حُرْقَةْ أسَاهُو
صَلابَةً وَمَهَابَةْ
تَلْقَاهُو دِيِمَةْ بِغَنِى
لِلْبَلَدْ الْعَلْيْهَا الْنِيِلْ
يَحِيِضْ وْيْفِيِضْ
يَرْقُصْ فى دَلال يَتَّنَى
مِنْ غْيْرْ مَنْ وَلا مِنْ مَلالْ بِتْجَنَى
يُنْبِتُ الأزْهَارَ تُحْيِى
غَرْسَ فَنٍ لِلْرَجَاءِ ولِلْتَمَنِى
هَامَ وَجْداً فى هَوَاكْ يتغنى
لِلْغَابَاتِ وَلِلْتِلالْ
لِلْصَحْرَاءِ وَلِلْرِمَالْ
صَاغَهَا نَثْرَاً وَنَظْمَا
نَغَمَاً وَألْحَانَاً شَجِيَةْ
تُشْعِلُ الْدُنْيَا حَفِيَةْ
تُزَغْرِدُ الأُمَاتُ فَرَحَاً
فى شُمُوُخٍ وَإبَاء
يَرْقُصُ الأبْنَاءُ
وَالآبَاء
زَهْوَاً وَفَخْرَاً بِالْفِدَاءْ
بِالْعَزْمِ وَالإصْرَارِ
بِالإقْدَامِ
وَبِالْرَجَاءْ
تَحُفُهُمْ حُلَلُ الْكَرامَةِ وَالْبَهَاءْ
وَجْدَاً وَعِشْقَاً
لِبِلادِىِ
لِلْبَذلِ لِلإيِثَارِ لِلأيْدِىِ الْفَتِيَةْ
لِلْثُوُارِ لِلْشَفَاتَةْ وَالْكَنْدَاكَةْ
لِلْشَجَاعةْ لِلْبَسَالَةْ وَالْفَرَاسَةْ
عَلِّىِ صْوْتَكْ وَامْلَا فَمَكْ بِالْنَشِيِدْ
بِالأهَازِيِجْ بِالْهُتَافَاتْ وَالْزَغَارِيِدْ
لا دَسَاكِرْ لا عَسَاكِرْ
لا عَصَابَاتْ جَنْجَوِيْدْ
دَمَرَ الهَمَجُ الْلَعِيِنْ
كُلَ أشْكَالَ الْجَمَالْ
الا مَا بِقدَرْ يِطَالْ
عِزَتْنَا أوْ قِيمَ الْنِضَالْ
سُوُدَانَا يَا وَطَنَ الْمَوَدَةِ
يَا حَبِيْبَاً
يَا رَفِيْقَاً
لِلْمَحَبَةِ وَالْكَمَالْ
هَذَا إرْثُكْ
نَسْلُ حَرثُكْ
نَسْجُ رَسْمُكْ
يَوْمَ عُرْسُكْ
فَاحَ عِطْرُكْ
يَنْضَحُ فى دَلال
وَيُغَنِى
عَبَقَ حُبِكْ
بِالْفِكْرِ بِالوَعْىِ بِالإِبْدَاعِ
بِالْقِيَمِ الأصِيلَةْ
نَنْشُدُ المَجْدَ وَنَرْقَى
بِكَ يَا وَطَنِى لِنَبْقَى
وَتَبْقَى
أسْمَى غَايَاتْنَا الْنَبِيْلَةْ
اخْتَفَتْ الْضَغَائِنْ وَالْمَرَارَاتْ الْدَفِيِنَةْ
رَغْمَ الْجُرْحِ والإيِلامُ حِيِنَا
الْتَمَاسُكُ وَالْتَعَاضُدُ
أضْحَى
أنْبَلُ الْغَايَاتِ فِيِنَا
أسْمَى آيَاتِ الْمَعَانِى وَالْخِصَالْ
مَهْمَا لَيْلُ الْظُلْمِ وَالْتَعْذِيْبُ طَالْ
وِاتْوَشَحَتْ أجْسَادْنَا بِالْدَمْ وَالْنِصَالْ
بَرْقُ الْنَصْرِ يُشْرِقُ لَا مُحَالْ
يَنْبَلِجُ الْصُبْحُ مُنِيِرَاً
يَصْرَعْ
أشْبَاهْ الْرِجَالْ
فَالْنَصْرُ آتْ
رَغْمَ قَسَاوَةِ الْتَهْجِيِرِ عُنْوَةْ
لِلْمَنَافِى وَالْشَتَاتْ
لا تَحْزَنْ وَلا تَأسَى
عَلَى كُلِ مَا حَلَ وَفَاتْ
الْنَصْرُ آتْ
الْشَمْسُ رَغْمَ الْلَيْلةِ الْظَلْمَاءِ
حَالِكَةِ الْسَوَادْ
يَسْطَعُ نُوُرُهَا
يَضْوِىِ الأنَامْ
فِيِمَ الْمَلاَمْ
الْنَصْرُ آتْ
يَا شَفَاتَةْ يَا ثُوُارْ
وكَنْدَاكَاتْ
الْوَطَنْ الْكَبِيِر عِزُوُ
مَا تِتْفَرَقُوُ
بِتَاذُوُ
الْسُوُدَانْ بِكُلِ سِمَاتْ
مَا بْتَنْصِفُوُ الْكَلِمَاتْ
بَاكِرْ يَهِلْ فَجْرَاً
غَزِيِرْ الْطَلْ
يَسْقِى الْزَرْعْ
يَرْوِىِ الْضَرْعْ
يَصْبِحْ للْخَدَارْ مَنْهَلْ
يَكْسِرْ قُيُوُدَ الْذُلْ
الْمَهانَةْ تَزُوُلْ
وَالْقَاسِىِ الْصَعِيِبْ بِنْحَلْ
شَانَكْ يِا وَطَنْ
دِمَانَا وَالأرْوَاحْ
رَخِيِصَةْ فِدَاكْ
يا دِرِعْنَا يَا أصِلْنَا
وُمُبْتَغَانَا
مُشْتَهَانَا
ومَرْتَع أحْلامْنَا وصِبَانَا
مَهْدَ أجْدَادْنَا وسَمَانَا
كُلَ مَاتْضِيِقْ يُومْ عَلِيْنَا
كُنْتَ مُقْنَعْ دِيِمَهْ لْيْنَا
كُنْتَ سُتْرَتْنَا وغُطَانَا
أعْلَى قِمَةْ واسْمَى غَايَةْ
رَغْمَ الْنَوَائِبِ وَالأعَادِىِ
لَنْ نُهَادِنَ لَنْ نُبَالِى
بِالْجِدِ بِالإِخْلاَصِ بِالْعَمَلْ
دُوُنَ خَوْفٍ وَتَرَاخٍ أوْ وَجَلْ
وَالْعَلَمُ الْحَبِيِبُ يُرَفْرِفُ شَامِخَاً
فَوْقَ عِمَادِكَ الْمَنْصُوُبُ
أعْلَى مِنْ زُحَلْ
نَسْلَمْ فى حُضْنَكْ
نَأمَنْ بِجَنْبِكْ
نَشْفَى بى قُرْبَكْ
نَطِيِبْ
مِنْ رَزَايَا مِنْ مِنَنْ
مِنْ بَلايَا مِنْ تَنَاحُرِ
مِنْ إحَنْ
نَرْنُو إلى الآفَاقِ وَالأحْلامُ مُتْرَعَةٌ
وَعْيَاً وَفِكْرَاً وَفَنْ
ْتَغْسِلُ الأبْدَانَ تَخْلُوُ مِنْ دَرَن
نَعْشُقُ الْخَيْرَ وَنَسْمُوُ
فَوْقَ هَامَاتِ الْزَمَنْ
نَنْبُذُ الْشَرَ وَنَنْأىَ
عَنِ الأَحْقَادِ وَالآفَاتِ مُدْعَاةِ الْفِتَنْ
نَرْفَعُ الْرَايَاتَ نَهْتُفُ عَالِيَاً
يَحْيَا الْوَطَنْ
نَبْنِيِهُوُ مِنْ أوَلْ جَدِيِدْ
حَىَّ عَلَى الْعَمَلْ
حَىَّ عَلىَ الْفَلاَحْ
بِالْسِلْمِ وَالْسِلْمِيَةْ سِرْنَا
وَانْتَصَرْنَا
رَغْمَ أصْوَاتِ الْبَنَادِقِ
وَالْمَذَابِحِ وَالْرِمَاحْ
نَعْمَلْ لِكَسْرِ الْقِيْدْ
بِالْوُحْدَةْ وَالْتَجْدِيِدْ
وَالْمَا بِعَرْفْ الْقْيْدْ
بِجْهَلْ مَعَانِى الْحَلْ
الْعَسْكَرْ لِلْثُكُنَاتْ
وَالْجَنْجَوِيِدْ يِنْحَلْ
إرجو نشر هذه القصيدة فى صفحة المقالات