التجديد يتحقق بالانفتاح على أفكار العصر والتعلم من دروس الماضي والآخرين (6 – 7)
صديق الزيلعي
واكبت قضية التجديد أو التغيير أو التطوير البشرية منذ ميلادها. قد تتعدد الأسماء والمسميات، ولكن الجوهر واحد هو سعي الانسان للارتقاء بحياته نحو الأفضل. ابتداء من الانسان الأول الذي اكتشف الأسلحة الحجرية ليصطاد الحيوانات، ومرورا بعصر الكمبيوتر والاتمتة والرقمية، وهكذا بلا نهاية. سلسلة مستمرة من التغييرات والتفاعلات، والاختراعات، والأفكار، والرؤى. ويتعلم الانسان من تجاربه، ومن اخطائه، ومن مساهمات الآخرين. هذه العملية تشمل الافراد والمؤسسات والدول وكذلك الأحزاب.
الأحزاب كمؤسسات اجتماعية هي نتاج لمجتمعها بتركيبته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية. ونجاح الأحزاب يعتمد على اعدادها برامج وبدائل لتحسين واقع مجتمعها. وتسعي لإقناع الجماهير بتلك البرامج، وعلى قدرتها على الحكم وإدارة شؤون الدولة. هذا مدخل مجرد لمواصلة النقاش.
أبدأ باتفاقي التام مع زميلي هشام على هذه الفقرة بعنوان تحديات اليسار ومستقبل الحزب:
” اليسار في السودان، كما أشار الزيلعي، يواجه تحديات كبيرة. لكن هذه التحديات تتطلب من الجميع فتح العقول للأفكار الجديدة مع الالتزام بالمنهج الماركسي الذي أثبت جدارته عبر الزمن. الانكفاء على النصوص ليس خيارًا، لكن التخلي عنها أو تشويهها ليس حلًا أيضًا.”
• النقطة الجوهرية هي الاعتراف بان اليسار يواجه تحديات كبيرة. والشجاعة بالاعتراف يشكل خطوة أساسية للبدء في التعامل مع المسألة.
• التعريف الدقيق للمقصود بالمنهج الماركسي ستكون أحد محاور الحوار الأساسية.
• مهمتنا الاستهلالية هي تصنيف وتوصيف تلك التحديات باعتبارها الخطوة الأولي نحو تخطيها.
• تصنيف وتوصيف التحديات ليست مهمة فردية يقوم بها شخص واحد او مجموعة صغيرة من الاشخاص. هي مهمة تحتاج لجهد جماعي جاد ومنظم وسلسل.
• أهم مبدأ ان يكون الحوار في الهواء الطلق، وبشفافية، وموضوعية، وشجاعة.
• النقاط أعلاه هي لتهيئة المجال للبحث الحقيقي حول كيفية تطوير اليسار السوداني (أساسا الحزب الشيوعي) ومن ثم الانطلاق في انجاز المهمة.
• أن يتركز النقاش والحوار حول البرامج والبدائل والتجارب السابقة وحول مقترحات للمستقبل. ولا علاقة للحوار بالقضايا الحزبية التنظيمية والداخلية.
• حرية النقاش والتفكير شرط أساس لنجاح الحوار. وان الحوار مفتوح لمشاركة أعضاء الحزب، والديمقراطيين وقوى اليسار العريض، في مساواة ومبدئية.
النقاط أعلاه هي الشروط الأساسية لتهيئة المناخ لإجراء حوار علني عقلاني شجاع لا يتهيب شيئا. وان نتعلم من التجربة الفريدة وغير المسبوقة للمناقشة العامة حيث حددت انه لا توجد خطوط حمراء أو كوابح امام طرح وتبادل أو الحوار حول الآراء والأفكار.
وجود منبر علني، يمكن ابتداع شكل متفق عليه، لاستقبال وتبادل الآراء والحوار حولها، بحرية تامة مهمة في غاية الأهمية وضرورية لإنجاز المهمة الكبيرة، وتحقيق الأهداف من ورائها.
أتوقع ان يعمل البعض لتعطيل فتح هذا الحوار بحجة ان هذه مسائل لا تخص الا هيئات وأعضاء الحزب. والرد على تلك الحجة بان الحزب، مثل كل الأحزاب، هو ملك لشعبنا. ومن المهم لمثقفينا ان يتحاوروا حوله، كما يحق لهم ، أيضا وبنفس المستوي، التحاور على أوضاع كل الأحزاب.
أتوقع أن نسمع، من البعض، بأن هذه حملة ضد الحزب وستؤدي لانقسامه، ولكننا نؤكد ان الحزب طيلة تاريخه لم ينهار بسبب حوار جري حوله. والشفافية والعلنية ستكون مصدر قوة للحزب وليس مصدر ضعف.
اختم بهذه الكلمات الحزب وجد ليبقي حزبا سودانيا متجددا وديمقراطيا ومنحازا لأشواق وآمال سعبنا.