لبنان ما بين حجم دمار وحجم تكلفة إعادة الإعمار
فادي عيد
مر أكثر من أسبوع على اتفاق الهدنة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل ، وما زالت معالم الدمار الواسع الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية في جنوب البلاد تتكشف يومًا بعد يوم ، وسط تساؤلات متزايدة حول موعد بدء عمليات إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار.
يتساءل العديد من اللبنانيين عن قدرة الحكومة اللبنانية على تغطية تكاليف إعادة الإعمار في ظل وضع اقتصادي متأزم، حيث تجاوز الدين العام نسبة 150% من الناتج المحلي الإجمالي.
يُضاف إلى ذلك حالة التدهور الاقتصادي التي فاقمتها الحرب الأخيرة ، وفي حين يشير خبراء إلى أن الفساد المستشري في لبنان هو السبب الرئيسي في التراجع الاقتصادي فهناك شبه إجماع على أن انخراط حزب الله في الحرب كان له تأثير سلبي عميق على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
ووفقًا لتصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال ، نجيب ميقاتي ، شهد لبنان أكبر موجة نزوح في تاريخه، حيث تجاوز عدد النازحين 1.3 مليون شخص نتيجة الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
ورغم سريان اتفاق الهدنة ، لم يتمكن سكان العديد من القرى اللبنانية الجنوبية من العودة إلى منازلهم بسبب التواجد المكثف للقوات الإسرائيلية في تلك المناطق ، وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن سكان الجنوب اللبناني يواجهون صعوبات بالغة بسبب الإنذارات الإسرائيلية وانتشار الدبابات والجنود الإسرائيليين في قراهم ، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني.
وعلى الرغم من توقف القتال ، فإن حجم الدمار الذي تم الكشف عنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار أطفأ فرحة اللبنانيين ، الذين باتوا يدركون أن عملية إعادة الإعمار قد تتأخر لأشهر بسبب نقص التمويل اللازم.
في سياق متصل ، اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية ، سمير جعجع ، حزب الله بـ”مصادرة قرار اللبنانيين” وتساءل “من أعطى حزب الله التفويض لمصادرة قرار اللبنانيين واحتكار قرار الحرب والسلم؟”.
ويرى الخبير السياسي حسن سوالمة أن اتفاق الهدنة سيزيد من الضغوط الداخلية على حزب الله لمطالبة الحزب بتعويض المتضررين من الحرب ، وأضاف أن الحزب قد تعهد سابقًا بإعادة بناء ما دمرته الحرب ، إلا أن التنفيذ يواجه تحديات كبيرة.
ويتوقع سوالمة أن تشهد الفترة المقبلة تراجعًا في شعبية حزب الله ، خاصة داخل حاضنته الشيعية ، نتيجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الحرب ، والتي ستؤثر على البلاد لسنوات.
وحقيقة الامر أمام هذه التحديات يبدو أن لبنان يواجه واحدة من أصعب الفترات في تاريخه الحديث ، ومع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، تزداد الضغوط على القيادات اللبنانية للعمل المشترك ونبذ الخلافات لإعادة بناء البلاد ووضعها على مسار جديد يحقق مستقبلًا أفضل للشعب اللبناني ، كي يطرح السؤال نفسه وهو هل يجتاز لبنان التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية ، اما يدخل في أزمة جديدة في ظل ما يحدث في الجوار السوري بعد ان انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في أيام قليلة جدا ، عموما ننتظر كي ترد لنا الأيام المقبلة ، فلعل بعد دخول ترامب للبيت الأبيض نجد اجابات لأكثر من معضلة في الشرق الأوسط.