للباحثين عن صنم دولة 56 … سبطول بحثكم
معمر حسن محمد نور
لعله من اكثر ما تم تداوله والتراشق حوله بيننا ، طوال فترةالحرب. تعبير دولة 56. وانقسم الناس بين مثبتين لوجودها ومنكرين للفكرة. ويكمن السبب في ان كل طرف تناوله لتعزيز رؤيته للحرب واسبابها. والذين حملوا السلاح ضد الدولة ، يتداولونه منذ ما قبل اشتعال اوارها. وسيزداد التداول كلما تغيرت اوضاع السيطرة على. الارض.
والواقع ان كل طرف تناول هذا التعبير ، قد استخدمه بصورة ادت الى التأثير السالب على آخرين لا تورط لهم فيما يذكرون.
فالقائلون بوجودها ، قد مسوا من حيث قصدوا ام لا ، بمكونات سودانية بعمومها. ومن كثرة التناول السالب لم تعد استدراكاتهم بأنهم يقصدون نخبة متنفذه من مكونات محددة ، ذات اثر. فقد مس القول كل المكونان المعنية.
اما القائلون بعدم وجودها، فقد استخدموها لتثبيث وضع لم يعد خافيا انه لا يمكن ان يستمر بعد هذه الحرب. ووصموا مكونات اخرى بالعنصريه
عليه فبقدر ما قد لا نجد تمثالا ينحته نحات لها ، لن نعدم فنانا تشكيليا يعبر بفرشاته عنها. بمعنى اننا عبثا نشخص مجردا. وهذا هو المستحيل عينه. ويشبه بالكلية ما روي عن على كرم الله وجهه (لو كان الفقر رجلا لقتلته).
ومن هنا نصل الى ان الباحثين عن صنم ينسفونه لدولة 56 ، سيطول بحثهم. فهذه الدولة ، تجريد حالنا الأن. فالناريخ يحدد موعد نيلنا للاستقلال . اما الدولة ، فهي فشلنا الكبير في ادارتها حد ان صرنا نقود افظع حرب عرفناها. وعملت فينا تقتيلا ونزوحا وتهجيرا وحرمانا من المأوى والتعليم والصحة والامان.
صفوة القول كلا الاثبات والانكار ، يشكلان معضلة لما بعد الحرب. وعلينا البحث عن دولة المواطنة والخدمات والعدالة ، بعيدا عن الوقوع في فخاخ المصطلحات.