وشوشني الهلال وانتشيت
هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ـ في ليلة كروية حبست الأنفاس استطاع الهلال السوداني أن يقتنص فوزاً ثميناً على مازيمبي الكونغولي العنيد بهدفين مقابل هدف في مواجهة مثيرة ضمن منافسات دور المجموعات كانت المباراة مليئة بالبذل والعطاء والعنف من الجانبين وشهدت أداءً متبايناً بين الشوطين مما ترك الجماهير في حالة من الترقب حتى صافرة النهاية.
ـ دخل الهلال المباراة بتركيز متذبذب وبدأ بداية متواضعة حيث كان مازيمبي هو الطرف الأخطر في الربع ساعة الأولى.
ـ صنع الفريق الكونغولي عدة فرص خطيرة كادت أن تسفر عن أهداف لولا تألق خط الدفاع وصمود الحارس عيسى فوفانا في بعض اللحظات.
ـ رغم الدور الدفاعي الذي قام به الحاج ماديكي وغاسوما فوفانا في التصدي لهجمات مازيمبي وبناء جدار أمام الدفاع إلا أن كثرة ارتكاب المخالفات في المناطق الخطرة كانت مصدر للقلق .
ـ إيمي لاعب وسط الهلال النشيط أظهر حيوية كبيرة خلال الشوط الأول وتمكن من كسب العديد من الأخطاء لصالح فريقه لكن نعيب عليه بعض الفردية والأنانية حيث بالغ في التصويب العشوائي من مسافات بعيدة متجاهلاً زملاءه الذين يتمركزون في مواقع أفضل للتسجيل.
ـ كوليبالي على غير العادة بدا خارج أجواء المباراة تماماً إذ لم يظهر سوى في تسديدة يتيمة استلمها حارس مازيمبي على دفعتين مما أستدعى أن يوبخه ويوجهه فلوران على الخط.
ـ في شوط الثاني كان هنالك تحسن تدريجي فقد دخل بدأه الهلال برغبة واضحة في تحسين الأداء وكانت التبديلات التي أجراها المدرب نقطة تحول مهمة في المباراة.
ـ عبد الرؤوف الذي لعب دور المايسترو في خط الوسط كان العنصر الأبرز حيث صنع تمريرة بينية ساحرة أسفرت عن ضربة الجزاء التي سجل منها الهلال الهدف الأول لكنه لم يستطع إكمال المباراة بسبب الإرهاق ونفاذ مخزونه اللياقي وتم استبداله.
ـ الغربال أضاع فرصة هدف محقق كان يمكن أن يقتل به المباراة ويحسمها مبكراً مما أثار حفيظة الذين توقعوا منه لمسة أكثر دقة في تلك اللحظة الحاسمة.
ـ مازيمبي المعروف بقوته الهجومية استطاع تعديل النتيجة بتسديدة بعيدة استغل فيها تقدم الحارس عيسى فوفانا عن مرماه وتمركزه الخاطئ.
ـ الهلال لم يستسلم وكان الأكثر إصراراً على الفوز ومع دخول اللاعب الشاب جان كلود تحولت دفة المباراة لصالح أصحاب الأرض.
ـ جان كلود كان بمثابة المفاجأة السارة للجماهير حيث أشعل الهجوم وسجل هدف الفوز في الزمن بدل الضائع بصاروخية لا ترد كانت بمثابة الرصاصة الأخيرة في قلب مازيمبي.
ـ هنالك دروس مستفادة رغم الفوز إلا أن المباراة كشفت عن بعض السلبيات التي ينبغي على الجهاز الفني معالجتها منها كثرة الأخطاء الدفاعية لا سيما في ارتكاب المخالفات في مناطق خطرة.
ـ ضعف استغلال الفرص فقد أضاع الفريق فرصاً سهلة كانت كفيلة بقتل المباراة.
ـ غياب التركيز لبعض اللاعبين مثل كوليبالي وبوغبا بعد دخوله اللذين لم يظهرا بالمستوى المطلوب خاصة كوليبالي الذي كان محط آمال الجميع.
ـ الهلال رغم أدائه المتذبذب وغير المقنع في بعض فترات المباراة لكنه أظهر شخصية البطل واستطاع اقتلاع فوز غالٍ من فريق عنيد بحجم مازيمبي وبهذا الفوز الغالي أمن الهلال صدارته للمجموعة ولكن علينا أن نعلم أن القادم أصعب.
ـ نأمل أن يعمل الجهاز الفني على معالجة الأخطاء وتطوير الأداء خاصة مع اقتراب المراحل الحاسمة وحتى ذلك الحين تظل الفرحة بالفوز عارمة ولا يسعنا إلا أن نردد (وشوشني الهلال وانتشيت … راقني الهوى فما أبيت) .
تحولت دفة المباراة لصالح أصحاب الأرض.
يا للحسرة …اين هي …الأرض…
هل اندثرت …كل الازمنة والأماكن الجميلة…ام ما زال في الخاطر .. شئ من العشم
خالص وتقديري …لك ..
وانت مع احرار ثورة ديسمبر الفتية