الكيزان وسر غياب … النقد الذاتى والمحاسبة
سهيل احمد الارباب
اشكالية السودان الان ليس مع الكيزان لانهم اخوان مسلمين كبقية الدول … ولا لانهم اجهضوا ديمقراطية ابريل ١٩٨٦م … لان تاريخهم المقسوم مابين ١٩٨٩م الى ١٩٩٩م الى ٢٠١٩م الى الان مقسوم مابين انجازات رغم الديكتاتورية الى عام ١٩٩٩م … ودورات الاخفاقات والتخبط والفساد التى تلت ذلك بعد الانقسام الى الان .
وتحولت الفئة الفاسدة الى مافيات جريمة منظمة تحكم الدولة من ٢٠٠٠م والى الان وتابعين اهمتهم انفسهم ومصادر ارزاقهم وخوفهم من المنافسة المهنية والارزاق فى حال تغير النظام الذى يرعاهم رغم ادراكهم بفساده وفساد قادته.
ولكن عجزهم عن مواجهة الحقيقة وخوفهم على مصادر ارزاقهم يجعلهم يغالطون اولا انفسهم ومصداقيتها مما امات ضمائرهم وان اقسموا بغير ذلك واصبحوا اتباع عصابات جريمة منظمة كمشجعى كرة القدم لاينفضون عن فريقهم وان عنى الخسران المبين.
وهؤلا الان يزاودون انفسهم وقد غابت عقولهم وضمائرهم وان كان الثمن ذهاب الوطن فى حريق كبير وخسران مبين من اجل ان يعودوا حكاما على كومة من الخراب وازمنة الكوليرا والطاعون .
وهم الان يعانون انفصاما عقليا ونفسيا تجاه تطورات الاحداث بسوريا فبعد ان ماحدث بسوريا من ثورة فى بدايتها اتخذوها ايقونتهم فى تحذير الشعب من ثورة تقود الى فوضى وذهبوا الى اكثر من ذلك بان قام البشير حينها بكسر حصار الاسد نتاج اجرامه غير المسبوق وايديه ملطخة بدماء السوريين متخدين من حماته الايرانيين والروس حلفاء لهم ومايزالون يرون فيهم حلفاء استراتيجين وقد انقضى نظام الاسد الى مزبلة التاريخ بارادة شعبه.
..
فلاعجب ان احتفى هؤلا ايضا راكبين الموجة فى حالة تزيف عظيم لواقع مافعلوا بايديهم بعد ثورة ديسمبر المجيدة من انقلاب ب٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م وبعد فشله بواقع الارادة الشعبية المقاومة اشعلوا نار الحرب التى تدور الان فى حالة هروب للامام من مواجهة ارادة الشعب وخياره فى دولة قانون وعدالة يعلمون تماما انهم سيكونوا اول ضحاياها نتاج ما اقترفوا من اجرام باستحلال دماء شعبهم ونهبهم الاموال وتخريبهم مؤسسات الدولة .
وهؤلا الفئه التى تمثل نموذج الانقاذ مابعد 1999م يهابون ليس محاسبة الشعب فقط وانما يهابون حتى فى محاسبة انفسهم بممارسة نقد ذاتى لتجربتهم ويتعاملون معها خداعا لانفسهم بالتاجيل بفحوى عدم الاولوية بتحديات المرحلة وظن الكارثية فى محاولة الاصلاح.
وهى حالة يصحب الاصلاح بعدها ولامسار لها غير انتاج المذيد من الكوارث وهذا سر عودتهم بذات الوجوه من القيادات التى اختبرت بادارة الدولة وكانت سبب انهيارها بالعشرية الاخيرة من حكم البشير وقد تعفنت بفسادها وقصور رؤيتها .
جوهر الحركة الاسلامويه الكيزان هو تمكين كوادرهم في مفاصل الدولة وبناء دوله داخل الدولة ومن ثم يمارسون الفساد والافساد كممارسه منهجيه للثراء والتحول الطبقي ومن ثم يتجهون نحو إعادة صياغه المجتمع كتابع قطيعي وقد نجحو في ذلك 30 سنه بالرغم من المعارضة العميلة المتماهية مع الإمبريالية وبالرغم من استمراريه الحروب في بقاع السودان وكذلك استمراريه الحظر الاقتصادي والسياسي _________
وهؤلا الان يزاودون انفسهم “وقد غابت عقولهم وضمائرهم وان كان الثمن ذهاب الوطن فى حريق كبير وخسران مبين” –ليس مفهوم الوطن عند الاسلامويين الكيزان هو الجغرافيه السودانية بل مفهوم الوطن لديهم ليس جغرافية ولا شعب ولا سيادة وانما تمدد جوهره تمدد أيدولوجيتهم الإسلامية فلذا حريق السودان ليس في اولوياتهم وهذه بديهيات في الفضاء السياسي ………………………………………………………. ادعاء ان الكيزان في توجس مما حدث في سوريا من اقتحام جيش الحركات الإسلاموية المتباينة ( سلفيين وسلفيين جهاديين واخوان مسلمين وتكفيرهم وغيرهم) لسوريا لتحريرها من طاغيه علوى مارس ابشع أنواع الدكتاتورية تجاه شعبه عبر فرز طائفي ليس سليم وذلك ببساطه ان قيادات الكيزان وقيادات الحركات الاسلامويه في العالم رحبت هذا الانتصار الفذ وابتهجوا به ومقاربتها بما حدث في السودان بما يسمى ثوره ديسمبر فيه اختلال منهجى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!\ أدعاء ان الكيزان يهابون محاسبه الشعب كلام لا تبرهنه التجربة حيث فشلت حكومة الكومولو الحمدونية التي حصلت على اكبر توافق وطني وشعبي في تاريخ السياسة السودانية من محاسبه ولم يستطيعوا محاكمة ولا كويز دعك عن محاسبه قيادات كيزانيه ولولا اصطفاف الأمير حميدتى مع الجماهير لما فشلت حكومة الكومولو الحمدوكيه لسجن المخلوع بشه ونافع الما نفع ولا احمد هارون ولا غيرهم —————بناء خطاب سياسي منطلق من تخيلات وهميه لا يساهم في تخليق الوعى ولا يساهم في حل مشكل السودان الذى على وشك الانهيار والتشظي المنشود إقليميا ودوليا —————————-مثل هذه الخطابات الرغائبيه تشكل متنفس نفسى من منظور الاسقاط النفسى كحيله دفاعيه…………………………………………..