مقالات وآراء

زوال الطغاة

هلال وظلال

عبد المنعم هلال

 

زوال الطغاة هو سنة من سنن الله في الكون عبر تتكرر في كل العصور والأزمان. الطغاة على مر التاريخ كانوا يتجبرون يغفلون عن مصالح شعوبهم ويتمادون في الظلم والاستبداد ، لكن نهايتهم كانت دائماً حتمية لتبقى العبرة خالدة أن الظلم لا يدوم مهما بلغ.

فرعون الذي قال (أنا ربكم الأعلى) بلغ به الطغيان أن تحدى إرادة الله وظلم بني إسرائيل لكنه غرق في البحر مع جنوده ليكون عبرة لكل طاغية بعده.

الإمبراطورية الرومانية رغم عظمتها وقوتها العسكرية سقطت بسبب فساد قادتها واستبدادهم مما أضعفها أمام أعدائها.

الملوك الطغاة في أوروبا مثل الملك لويس السادس عشر الذي أدى استبداده إلى اندلاع الثورة الفرنسية حيث قُطع رأسه في مشهد يعكس زوال الطغيان بقوة الشعب.

أدولف هتلر الذي قاد ألمانيا في عهد من الاستبداد والحرب انتهت حياته بالانتحار وهزيمة مشروعه النازي.

الربيع العربي مثال واضح على أن الطغاة لا يصمدون أمام غضب الشعوب كما حدث في بعض الدول العربية فهناك أمثلة كثير لزوال القادة الطغاة..

سنن زوال الطغاة ظلمهم لشعوبهم فالطغاة غالباً ما يسقطون بسبب الظلم الفادح الذي يمارسونه على شعوبهم مما يولد الغضب والثورة.

فساد أركان حكمهم يؤدي إلى زوالهم فحين يحيط الطاغية نفسه بالمنافقين والفاسدين ينهار نظامه من الداخل كما حدث مع العديد من الطغاة عبر التاريخ.

إرادة الشعوب تقهر أعتى الطغاة فلشعوب حتى وإن تأخرت تتحرك في النهاية لتطيح بالطغاة عندما يبلغ السيل الزبى.

بفضل الوعي العالمي اليوم مع انتشار التكنولوجيا ووسائل الإعلام لم يعد للطغاة فرصة لإخفاء جرائمهم مما يعجل بسقوطهم وعلى الرغم من تغير الأزمنة تبقى نهاية الطغاة متشابهة إما بالسقوط المدوي أو الهروب أو الموت المأساوي.

من العبرة المستخلصة أن الطغيان مهما طال أمده زائل لا محالة لأن العدل هو الذي يبقى.

مسؤولية الشعوب في الحفاظ على مكتسباتها بعد سقوط الطغاة أكبر من إسقاطهم لضمان عدم تكرار الاستبداد والتذكير الدائم بالعبر التاريخية يجعل من الشعوب أكثر وعياً وإصراراً على العدل والحرية.

زول الطغاة ليس مجرد شخصية أو وصف بل هو مفهوم متجدد يعبر عن الصراع بين الخير والشر بين العدل والطغيان والطغاة مهما كانت قوتهم يظلون دروساً حية على أن قوة الشعوب وقيم الحق ستظل تنتصر في النهاية.

زوال الطغاة هو شهادة على عدل الله في الأرض وتذكير بأن السلطة مسؤولية وليست سيفاً مسلطاً على الرقاب ومع كل طاغية يسقط يتجدد الأمل بأن العدل أقوى وأن إرادة الشعوب لا تقهر.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..