فوضى بورتكيزان .. سلطة الفشل!!

علي أحمد

لولا أنها حكومة “فالصو” لما أتت بهذا المهرج الفضائي الكبير من تلك البلاد البعيدة واستوزرته على حقيبة الإعلام والثقافة. يا لوجع الثقافة ويا لألم الإعلام!

الرجل ظل طوال عمره مجرد ظاهرة صوتية، والكائنات الصوتية لا تصلح للاستوزار إلا في سوبر ماركت بورتكيزان الذي افتتحه البرهان. فجِيء بالإعيسر وزيرًا وما يزال السودانيون يضعون أيديهم على قلوبهم هولًا من ذلك. إلا أن الرجل الطُحلبي اللزّج لم يكتفِ باللعب بقدمه اليُسرى، فقرر أن يلعب بقدميه الاثنتين، فحدثت الكارثة، إذ أصبح خالد “الإشيتر”؛ أي النشاز، وهو كذلك.

ومما نُقل أمس عن “سونا”، التي وقعت في أسره (شخصيًا)، طالب الوزير البورتكيزاني الإشيتر جامعة الدول العربية بالانعقاد الطارئ لتحييد بعض الدول التي تقع تحت مظلتها ولديها تدخلات في الشأن السوداني، وأن تتبنى الجامعة مشروعًا للحد من التدخلات الدولية في الشأن السوداني.

بغض النظر عن أن الجامعة العربية “لا بتودي ولا بتجيب”، وأنها مجرد لافتة قديمة مثبتة على أحد المباني بالعاصمة المصرية، إلا أن وزير الإعلام غير مُخوَّل بدعوتها إلى “الانعقاد الطارئ”، فهذه مهمة وزارة الخارجية بعد توجيه من رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء. لكن سلطة يرأسها برهان وينوب عنه عقار، ويفكر لها مناوي، ويُستخلف جبريلاً خفيرًا على خزائنها، ويُستأمن “أبو نمو” على معادنها، وينطق بلسانها الإعيسر، لا يُمكن أن تُفرِّق بين وظائف ومهام وزارتي الإعلام والخارجية. إنها سلطة الفوضى والعشوائية والجهالة والضلالة.

عندما جاء أمين عام جامعة الدول العربية، التي تقوم على خواء (لا بتودي ولا بتجيب)، إلى بورتسودان – وهو في الأصل وفد المخابرات المصرية – لم يكن يخطر بباله أن يُوضَع تحت قدميه هذا الفخ (اللغم) المعروف بالإعيسر. لكن مشيئة الله نافذة في عباده إلى يوم الدين، فقد انطلق لسان هذا (الفتى) مُدوِّيًا كانفجار عظيم أحاط بوفد الجامعة من اتجاهاته كلها، فتغوَّل على مهام رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، ولعلع بما لا يفهم، وبقبق بما لا يعي. فقال، مطاعنًا الاتحاد الأفريقي: “إن معظم المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية أدارت لنا ظهرها في هذه المعركة وعطَّلت عضوية السودان، بينما لم تفعل الجامعة العربية”.

بينما يعرف القاصي والداني أن الاتحاد الأفريقي لم يُعطِّل عضوية السودان بسبب الحرب، وإنما بسبب انقلاب 25 أكتوبر 2021. لكن الإعيسر غبي بطبعه، لا يدري، لا يدري أبدًا.

قال هذا المُتكلِّم المجنون إنه دعا الجامعة إلى قمة طارئة لتحييد بعض الدول. يريد أن يقول “الإمارات”، التي تتهمها عصابة بورتسودان بدعم قوات الدعم السريع. وقد حاولت إدانتها في الأمم المتحدة وفشلت، وها هو الإعيسر يحاول مجددًا مع جامعة (مصر). وعليه أن ينتظر إلى أن يُنفَخ في الصور، ليس ليحصل على هذه الإدانة فحسب، بل لتستجيب الجامعة لدعوته إلى الانعقاد الطارئ. فالإعيسر لا يدري أيضًا أنه يراهن على (سراب). ربما لم يسمع أن عضوية مصر نفسها، صاحبة الجامعة، بيد الإمارات وليس العكس. وبإمكانها أن تطرد أبو الغيط اليوم قبل غد، وتشتري مقر الجامعة، وتفتح له محل “فلافل” بأسفله يأكل منه ويقتل به الملل!

الإعيسر لا يعرف ذلك، ليس لأنه جاهل فقط، بل لأنه (موهوم) أيضًا. فلا دولة، يا أيها الكائن، ستغامر بإدانة الإمارات العربية المتحدة من أجل السودان. دعك من أن تقوم بهذا جامعة مصر “السيسي” التي لو توقفت عن دعمها الامارات لسقطت وحدها ميتة. هل فهمت؟ إذا لم تفهم، فسوف تنتظر كثيرًا. لكن خارج وزارة سلطة بورتكيزان.

لقد ابتذلوا كل شيء!