من مستعمرة بريطانية سابقة.. فرنسا تعيد رسم معالم انتشارها في أفريقيا
يعكس تسليم فرنسا 12 طائرة “ألفا جيت” إلى الجيش النيجيري، الديناميكية الجديدة بين والقوة الرائدة في غرب أفريقيا، في وقت تفقد فيه تدريجيًا موطئ قدمها في مناطق نفوذها السابقة الناطقة بالفرنسية.
وفي مواجهة سلسلة من الانتكاسات الدبلوماسية والعسكرية في مستعمراتها السابقة، تقوم فرنسا برسم معالم انتشارها من جديد بعد الرحيل القسري من بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وطلب تشاد والسنغال مغادرتها بلدانهم.
وباتت باريس تعتمد الآن على نيجيريا، المستعمرة البريطانية السابقة، التي تمثل الاقتصاد الرائد في القارة، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 477 مليار دولار في العام 2023.
وقد شكلت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس النيجيري بولا تينوبو إلى فرنسا في نهاية نوفمبر الماضي، خطوة حاسمة في هذا التقارب. وكان اللقاء التاريخي، الأول منذ أكثر من عقدين، وأتاح إبرام عدة اتفاقيات في مجالات الدفاع والطاقة والابتكار. ومن المتوقع أن تتكثف التجارة بين البلدين، والتي بلغت 4.5 مليار يورو في العام 2023، في السنوات المقبلة.
ويأخذ التعاون الفرنسي النيجيري بُعدًا جديدًا من خلال تسليم 12 طائرة مستعملة من طراز “ألفا جيت” وتلبي هذه الصفقة، التي تظل قيمتها سرية، حاجة ملحة للقوات الجوية النيجيرية. وستكون 6 طائرات جاهزة للعمل بشكل مباشر في مهام مكافحة التطرف، بينما ستخصص الطائرات الست الأخرى كقطع غيار لازمة للصيانة.
ونقلت دورية “جينز” العسكرية الدولية عن رئيس العمليات الجوية لسلاح الجو النيجيري، المارشال الجوي حسن أبو بكر، قوله إن عملية الشراء تأتي كجزء من حزمة تدابير وإجراءات لتقوية قدرات السلاح، الذي وصفه بأنه يشهد “عصرًا ذهبيًا”.
ولفتت “جينز”، المعنية بالشؤون العسكرية، إلى أن سلاح الجو النيجيري يضم في خدمته حاليًا 8 طائرات حربية خفيفة من طراز “ألفا جيت”، من بين 28 طائرة كان استلمها في ثمانينات القرن الماضي.
ارم نيوز