مبادرة وطنية لإنقاذ الشهادة السودانية
إبراهيم سليمان
هل من سبيل لنزع الشرعية من حكومة بورتسودان الانقلابية ، دون تشكيل حكومة مدنية موازية؟ .
إذا افترضنا جدلاً ، أن الحكومة الانقلابية النازحة في بورتسودان برئاسة قائد الجيش الفريق البرهان ، قد اكتسبت شرعية الأمر الواقع ، لعدم وجود جهة أخرى تمثل السودان ولو رمزياً ، فهل هناك من سبيل لنزع هذه الشرعية ، غير تشكيل حكومة موازية ، من المعارضة المدنية؟ .
في البيان الختامي لاجتماع هيئتها القيادية مؤخرا بمدينة عينيتي بيوغندا أشارت تنسيقية “تقدم” إلى إنهاء اختطاف الدولة واستعادة شرعية ثورة ديسمبر ، وأوضحت في هذا الشأن “لذا يجب التأكيد على أنه لا شرعية إلا لثورة ديسمبر المجيدة ، ويجب نزع أي شكل من أشكال الشرعية الزائفة والتصدي لها بكافة الوسائل المتاحة وهو ما ستعكف الآلية السياسية ب”تقدم” على مناقشة خياراته من اجل الحفاظ على وحدة السودان أرضًا وشعبًا وتحقيق السلام الدائم والشامل واستكمال ثورة ديسمبر المجيدة”.
ربما بإمكان تنسيقة “تقدم” وحلفائها المعارضين ، إقناع المجتمع الدولي الذي لم يعترف أصلاً بحكومة الفريق البرهان في بورتسودان ، بأن تقبل تمثيلها للسودان دولياً وإقليمياً ، لكن نزع هذه الشرعية داخلياً على أرض الواقع ، ليس وارداً إلا بتشكيل حكومة مدنية موازية ، بإمكانها ملء الفراغ الخدمي والاعتباري الذي تشكل بغياب الحكومة الرسمية ، وبالإجراءات التعسفية ، التي اتخذتها حكومة بورتسودان ضد قطاعات عريضة من مكونات الشعب السوداني.
ننتظر ونرى ، تنسيقية “تقدم” ما هي فاعلة ، لكن إن رهنت تشكيل حكومة مدنية موازية بعقد مؤتمر مادة مستديرة لمكونات الطوف السياسي السوداني ، قد يطول الانتظار ، وربما تتجاوزها الإحداث على الأرض.
وإن حصل هذا ، هل يمكن توفيقها مع السلطة المدنية المشكلة أصلاً من قبل قوات الدعم السريع في كافة الولايات التي تسيطر عليها؟ .