ثأر المعلم السوداني
![معمر حسن محمد نور](/wp-content/uploads/2019/01/معمر-حسن-محمد-نور.jpg)
معمر حسن محمد نور
عندما كنا نعير اليمن معلمين واطباء بدلا من المرتزقة ، كان للمعلم السوداني تقدير خاص عند الاخوة اليمنيين . لما عرفوا به من اخلاص في العمل مقارنة بالمصريين الذين كانوا يتعجبون من جهد رصفائهم السودانيين عندما كانوا هم يرفعون شعارهم (استلمه جحش وخرجه حمار) . في ذلك الزمان ، لم تكن قرية يمنية تخلو من معلم سوداني . وحدث ان نشبت معركة بين قريتين من قبيلتين مختلفتين راح ضحيتها معلم سوداني برصاصة طائشة . والزملاء السودانيين مفجوعون في زميلهم . فوجئوا بأن قبيلة القرية التي قتل فيها المعلم السوداني ، قرروا ان يثأروا من القرية الاخرى بقتل معلم سوداني كما فعلوا .. استوجب الحل جهدا كبيرا . ولكن هل ما زال للسوداني نفس التقدير وقد صدرنا لهم المرتزقة؟ .
لم اجد مقاربة غير هذه الواقعة لما يحدث في هذه الحرب . فكأنما يقول كل طرف للاخر ، كما قتلتم المدنيين ومعظمهم اطفال ونساء وشيوخ ، فسنرد نحن بقتلهم . في حرب الاكاذيب التي يدعي فيها كل طرف ، انه ملتزم بالمواثيق الدولية . اما الآخر فمجرم لا يراعيها . والآخر يقتل النساء والاطفال بينما هم يستهدفون المسلحين . ايها المتقاتلون ، انتم واهمون لو ظننتم ان احيازاننا ستعمينا عن جرائمكم . فالنفس نفس اينما كانت ، وازهاقها مستقبح ومرفوض انسانيا قبل ان يكون دينيا .. ولكن يحق لنا السؤال : ما السر في ذلك؟محاولة الاجابة تستدعي موقفا للراحل قرنق عندما دفعت قواته الى اقصى الجنوب بعد تحرير المدن . اذ قال وقتها ، لو بقى معي عشرة رجال ببنادقهم لكفاني . فلن اذيقكم امنا . وحيث ان قرنق كان قائد ميليشيا ، فربما يفيد ذلك ان الطرفين اصبحا كذلك.
اما المدخل الثاني ، فربما يكون وجودية الحرب لكل طرف . فعندها تستخدم كل الوسائل المشروعة وغيرها. اما المجتمع الدولي ، فالطرفن يعلمان انه بلا قيم ، بل يعرف المصالح. وتكفي الاشارة لما حدث في غزة ، وقبول من ادرجوه قبلا في قوائم الارهاب زعيما في سوريا . عليه ، نتمنى ان تتوقف هذه الحرب اللعينة. فهل لمدني حين يلعلع صوت الرصاص الا التمني؟ .
قصتك عن اليمن لم تكن موفقة البتة لست ادري ما هي الحكمة من سرد قصة تسيء لشعب اليمن والذين هم اقرب الاعراب لنا نحن في الشمال والوسط رحما ولحمة فهم اكثر ذكاء مما صورته قصتك البائسة. قبل ان يرسل المنحط البشير وحميتي السافل مرتزقة لقتل نسائهم واطفالهم.
القصة حقيقية رواها معلمون كانوا معارين في اليمن
تحبون ان تقارنوا بنا لان هذا يرفع من شأنكم ولكن هيهات هناك فرق بين الثرى والثريا