هل بدأ ضعف التحالف المصري الذي يفيد الجيش ؟
معمر حسن محمد نور
تشابكت الاحداث الدولية والاقليمية التي لها علاقة بالحرب السودانية بطريقة مباشرة وغير مباشرة. ما يستدعي اهمية لملمة هذا الشعث للوصول الى الخيط الرفيع الرابط بينها .. نبدأ بما رشح من توافق بين الصومال واثيوبيا بشأن استخدام اثيوبيا المغلقة لموانيها ، فمصلحتهما مشتركة. لكن اللافت هو حدوثه في تركيا لما لعبته من دور محوري في احداث سوريا التي رحبت بها الحركة الاسلامية لتصدر الجولاني للامر واستغلال اسرائيل للوضع وضرب مقدرات الجيش السوري الذي يراه مراقبون منطقيا بل وباحتمال التنسيق مع محيط اقليمي حتى لا تقع الترسانة القوية في يد الاسلاميبن المتطرفين هناك .. المؤكد ان هذا يضعف التحالف الذي بنته مصر مع الصومال وارتريا التي صرح افورقي بتدخله لصالح الجيش ان وصلت حرب السودان ولايات محددة منها النيل الازرق ولم يحرك ساكنا والمعارك في مجلية التضامن. وهو تحالف اعلن طرفان منه انهم في صف الجبش السوداني. ما جعل اثيوبيا في صف الدعم السريع.. ارى في الخلفية نفس الايادي الامريكية التي حركت تركيا لترتيب ما حدث في سوريا. ففي الانباء ان ترمب ، ينوي الاعتراف بجمهورية ارض الصومال المستقلة عن الصومال وتدعمها اثيوبيا. وارسال قوات مصرية الى الصومال كان لدعم موقف عسكري صومالي ضد صوماليا لاند. لكن موقف ترمب المحتمل اعاد خلط الاوراق. ومؤكد ان هذا اضافة ضغط على مصر مع ما احدثه صعود الاسلاميين المتطرفين في سوريا ما يؤثر بصورة غير مباشرة على الجيش وحلفائه.
داخليا ، هنالك ثلاثة امور لها صلة غير مباشرة بذلك اهمها طرا تلاسن الاسلاميين ما يؤكد مفاصلة جديدة ليست جهوية كما يرى البعض ولكن بين معسكر يرى ان الحرب التي ادارها الحناح الأخر اضرت بهم والاوفق هو العدول عن ذلك. لكن الطرف الاخر يملك المال وله اسبابه في تحدي المجتمع الدولي ولو بتصعيد مطلوب الجنائية لرئاسة الحزب. ما يفسر الاشارات المتباينة في علاقة الاسلاميين بالجيش. ومن هنا نقرأ الحدث الثاني وهو المقطع الذي بثه الناجي مصطفى عن وجود مؤامرة لمنع الدخول الى مدني الذي في رأيه لن يتم ان فات هذا الاوان. فالموقف من الحرب وليس نظرية مؤامرة افراغ الجزيرة لصالح طرف تركه لتقديرنا.
من هنا ندخل الى الامر الثالث وهو اللقاء الاذاعي الذي تحدث فيه الناطق الرسمي لتقدم الأستاذ جعفر حسن عن ان اعلان اديس مع الدعم السريع كان في الاصل مبادرة. تقدم وكان التنسبق كاملا باتصالات يومية بين قيادات تقدم والجيش والدعم السريع. بل واقترحت قيادة الجيش عاصمة اقليمية قبل الموقف المفاجئ برفض الاجتماع. في تقديري ، ان اللقاء لم يغير شيئا في علاقة الاسلاميين بالحرب ومعرفة قحت وتقدم وغيرهم بذلك. لكنه يوضح بجلاء خطل الرؤية التي تتبناها تقدم وقحت بان الحرب في الاصل ضد المدنية وليس ضد الدعم السريع بدليل تصريحات سناء حمد للجزيرة مباشر. فلئن واجهت قيادات تقدم بلاغات النائب العام ، فقد دفعت قيادة الدعم السريع دماء تعز عليها من الاقارب والقوات. لذا ليس من الصواب الحديث عن حرب على غير الاثنتين وهدفها السلطة مغلفة بحديث ان الله ليزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن .
نجمل القول ان اشتداد استهداف المدنيين من الطرفين ، هو من قبيل لن تذوقوا امنا. لكن استمرار الحرب ، بدأ يضعف سردية المؤتمر الوطني بالنظر الى الضحايا وفاتورتهم اليومية. فلا كرامة ولا يحزنون ما سيجعل الخصم هو المستفيد. سيما مع اشتداد الرياح الاقليمية في وجه الاسلاميين .
تشكيل المشهد في المنطقة والشرق الأوسط لم يبدأ بالاحداث في سوريا بل بدات بالحرب البرية الإسرائيلية علي غزة وتلاشي حماس وثم حزب الله والدعم الامريكي للمعارضة السورية لتحجيم النفوذ الإيراني والروسي فامريكا لن تمانع او ترفض حكومة إسلامية معتدلة غير متطرفة في سوريا عدوة لإيران وضد المصالح الروسية بعد تجريدها ومنعها من السيطرة علي الأسلحة الكيماوية والعتاد العسكري لنظام بشار الاسد التي قامت اسرييل بتدميرها بطلعات جوية مكثفة مع الاحتفاظ بكرت ضغط يتمثل في الاكراد في الشمال الشرقي لسوريا ،،اما منطقة شرق افريقيا سوف تلعب امريكا علي كل الحبال وما يهمها هو امن الممر المائي علي البحر الأحمر وباب المندب والقيام بضربات جوية متواصلة ضد الحوثيين لاضعافهم فايران حاليا في أضعف حالاتها وتقهقر الي الخلف صبيحة كل يوم جديد فريموت ادارة المنطقة اصبحت في يد امريكا وأما ما يخص السودان فالامريكان ينتظرون اللحظة التي يصل فيها طرفي الصراع الي مرحلة توازن الضعف لفرض شروطها علي الطرفين وأعتقد أن الطرفين قد وصلوا فعلا الي هذه المرحلة فامريكا لن تسمح للروس للتغلغل الي شرق القارة الأفريقية وإيجاد موضع قدم علي سواحل البحر الأحمر فلا يمكن وضع مقارنة بين منطقة الشرق الأوسط وشرق افريقيا من حيث الأهمية من موارد للطاقة وممرات مائية بغرب افريقيا فامريكا تصب كل اهتمامها علي هذه الرقعة الجغرافية….
شكرا على الاضافة.لقد اهتممت فقط بما يرثر في بلادنا وعلى هذه الحرب اللعينة