من بدّل (ديكتاتوريتكم) فاقتـ.لوه!
عبد الرحمن الكلس
خلال سنوات حكم “الإنقاذ” العجاف، التي يدمرون البلاد حالياً لإعادتها مرة أخرى .. في تلك الحقبة المظلمة من سنوات اللعب كما الحكم بالدين، تم اعتقال المئات من الرجال والنساء المعارضين للدولة الديكتاتورية العسكرية الدينية بتهمة الردة.
أصبح من المألوف جداً آنذاك أن نرى بين فترة وأخرى كتّاباً ونشطاءً وناشطاتٍ من المطالبين بالديمقراطية وحرية الفكر والتعبير والضمير تُلفّق لهم تهمة الردة التي عقوبتها القتل. تلك التهمة الماكرة هي واحدة من اختراعات عمنا الأوزبكستاني الأشهر (البخاري) العديدة – سامحه الله – الذي مات وترك خلفه بخاريين كثر، خلفوا لنا بدورهم مهابيل أكثر مباشرةً ووقاحةً من أسلافهم الأوائل. هؤلاء يحاكمون الناس بلا خجل أو وجل أو رتوش، والتهمة مباشرة: الردة عن الديكتاتورية!
ولا بأس، فقد قال أهلنا قديماً: “الواضح غير فاضح”!
الردة الكوميدية الجديدة ارتجت لها أركان مدينة بورتسودان، التي أصبح السودانيون يطلقون عليها “بورتكيزان” تهكمًا وسخرية، لامتلائها بالكيزان، أي الإخوان المسلمين من السودانيين. وبطل قصتنا التي حدثت الأسبوع الماضي شاب يدعى “عزالدين”، يعمل موظفًا في وظيفة متوسطة بقسم العلاقات العامة في الصندوق القومي للإمدادات الطبية، وهو صندوق خاوي ليس به “كبسولة” دواء أو محلول مائي واحد، والزمان مسغبة وكوليرا!
سافر عزالدين هذا من بورتسودان في إجازة سنوية من عمله لزيارة أسرته النازحة إلى كمبالا – يوغندا، بسبب حرب الكيزان التي شتّتت الشعب، وصادف وهو هناك المؤتمر الصحفي المفتوح في ختام اجتماعات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدّم)، فذهب ليشاهد بعينيه ويسمع بأذنه. ولكن التُقطت صورة له في لحظة قدرية وهو بين الجمهور من الحاضرين، ويبدو أن مُلتقطها لم يكن حتى يعرف مَن هو “عز الدين”. انتشرت الصورة ووصلت إلى أعين وزارة الصحة، التي رأت الموظف متلبسًا بجريمة “حضور مؤتمر صحفي” – أي والله – فأصدرت بيانًا نارياً ملتهبًا، متحدثة عن الوطن والوطنية والكرامة، معلنة إيقاف عزالدين عن العمل وإحالته للتحقيق فورًا – نعم أي شيء ولا الكرامة!
اهتزت أركان سلطة “بورتكيزان” من أعلاها إلى أسفلها، وارتعدت فرائص وزارة الصحة، وسقط الصندوق الخالي للإمدادات الطبية، ومن يدري، ربما لم ينم الديكتاتور الصغير تلك الليلة، إذ كيف يجرؤ موظف، مهما كانت درجته الوظيفية بسيطة، في دولته الناشئة على البحر الأحمر، على حضور مؤتمر صحفي لأعداء “الديكتاتورية” الناشئة التي يؤسس لها؟!. وبينما تنتظر البلاد غذاءً ودواءً وكسوة من الجوع والمرض وزمهرير الشتاء، تنتفض الوزارة وتنتفض معها السلطة كاملة، وتُجنّد طاقتها لمعاقبة موظف صغير حضر فعالية عامة لا علاقة انتساب أو عمل تجمعه بها، وربما ذهب المسكين للاطمئنان على مستقبل أسرته ووطنه!
جوهر الأزمة ليس هو عزالدين، وكل هذا الرعب الطاغي ليس من حضوره الفعالية السياسية، لكن الرعب كل الرعب يكمن في الجهة التي نظمت المؤتمر – (تقدّم) – وفي الأفكار الديمقراطية التي تمثلها وتطالب بها. هذه الأفكار هي الكابوس الذي يخشاه الكيزان والبرهان أكثر من أي شيء آخر، وهو ما دفعهم للانقلاب على حكومة عبد الله حمدوك، ولإشعال حرب 15 أبريل التي دمرت البلاد وقتلت وشردت شعبها.
هكذا هو الأمر واضحاً: القلق ليس من المسكين “عزالدين”، بل من شبح الديمقراطية الذي قد يخترق حتى المؤسسات الفارغة مثل الإمدادات الطبية!
إنه نموذج للسلطة القمعية الغبية التي يؤسسونها !
الاستعارة اللفظية التي أستخدمتها كعنوان لمقالك استقيتها من الحديث المحمدي الصحيح الذي نصه ( من بدل دينه فاقتلوه ) وهو حديث يضع العقيدة الإسلامية في مصاف واحد مع عصابات المافيا. و أنت بالطبع كنت تهدف الي ادانة البنيكوز رغما عن ان الإدانة كان يجب ان تكون تجاه العقيدة الإسلاميّة التي تحرم انسلاخ أفرادها و إلا كان مصيرهم القتل فلماذا تدين الكيزان و تترك جزر المصيبة اللا وهي تحريم الانشقاق على عصابة الإسلام؟
كلنا كذلك يا نجارتا ،،،، اشبعنا حميدتي،شتما وكرها لانه غزا بيوتنا وقتل رجالنا وسبى حرائرنا واسترق ابناءنا وباعهم في اطراف افريقيا ، ولم نوجه اللوم لمصدر شروره وافعاله ، وكيف اتى محملا بهذا الحقد والاجرام من قلب الصحراء،، لا يعادله الا اجرام الاسلاميين اكلي الاكباد وناكحي المؤخرات بالاسياخ ، نعم نحن كلنا نعلم ولكننا نخاف من مقولة من بدل دينه فاقتلوه ،، لذا سنظل مجرمين والى الابد وبرعاية الهية كاملة،،،
الحديث المذكور يخالف آية في القرآن تقول لا إكراه في الدين من شأء فليؤمن ومن شاء فليكفر أفأنت تكره الناس على ان يكونوا مؤمنين