مقالات وآراء

أرادوا أن يقتلونا فأحيانا الله

إسماعيل عبد الله

 

دولة الظلم القديمة استمرأت إعدام وإبادة المجتمعات المهمشة ، وأمسى ديدن جنرالات حربها القدامى – جيل حسن بشير نصر ، والجدد من أنصار عبدالفتاح البرهان ، ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، التي وصلت لمستوى رفيع حين تم اصدار مذكرة اعتقال ، من اكبر محكمة عالمية مختصة في جلب مجرمي الحروب لدائرة القضاء الدولي ، بحق الجنرال الشهير الراقص رئيس المنظومة البائدة ، الذي اعترف على رؤوس الأشهاد بجرائمه البشعة ، وأن عدد ضحاياه فاق العشرة آلاف ، متناسياً قول المولى عز وجل : (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ، لقد ولع دهاقنة ورموز المؤسسة العسكرية في إناء جرائم ترتعد لها الفرائص ، في جنوب وشرق وغرب البلاد ، وفي الحرب الأخيرة التي ندعو رب الكون لأن يضع لها حدا ، خططوا ورتبوا لإبادة سندهم ويدهم اليمنى ، بزرع شرائح موجهة للطيران الحربي على شاسيهات سيارات الدفع الرباعي ، التي يتجول على ظهورها الذين أتت بهم ذات الدويلة تلبية لنداء الوطن ، النداء الذي يعزف سيمفونيته المسيطرون حسبما مالت غرائزهم المنحرفة ، كانت الخطة محكمة بحسب التقديرات البشرية ، كيف لا تكون محكمة والمؤسسة الظالمة قد استجلبت طيارين أجانب مهرة ، وطائرات أجنبية معبئة رابضة بمطار مروي ، لكن رب الكون قد حكم وهو العدل الحكم ، بأن جعل كيد الكائدين يرتد الى نحورهم ، فامتدت الست ساعات المضبوطة بضبطيات العقل البشري ، لما يقرب السنتين ببضعة أشهر ، وتمزقت المؤسسة التي شغلت الناس وتنمرت عليهم ، وصدم المواطنون بالتدحرج السريع لكرتها الساقطة في بئر الهلاك ، فرأينا طاقم قيادة المؤسسة يمكث تحت الأرض شهور عددا وشهدنا تساقط مصانع السلاح الكبرى في أيدي جند الوطن المنتصرين بأمره مثل تساقط قطع الدومينو.

سلاح الدولة القديمة الموجه نحو صدور السكان غادر وجبان ، ففي خضم انطلاق الرصاصات الأولى من فوهات مدافع جنود الظلم والطغيان ، قتل بصواريخ الطيران العميل أكثر من ثلاثة آلاف من الجنود المغدورين بمعسكر سركاب ، في توثيق جهير لدموية المؤسسة الظالمة ، ومن نواميس الكون الذي له رب يحميه ، أن دولة الظلم زائلة ونعيمها زائل ، ولنا عبرة في هذه الأيام بعد أن راقبنا مراحل نزع ملك الرئيس السوري بشّار الأسد لحظة بلحظة ، فكل ارهاصات خروج الأرواح واحدة ومتطابقة ، كما هو حال الخروج الطويل لروح المنظومة البائدة وشخوصها لدينا في السودان ، فقد جاءت إرادة الله بغير ما يتمنى “الكرتيون”، فدفعت المؤسسة المشؤومة أثمان باهظة في المعدات والأرواح ، بذات قدر الخسائر التي أحدثتها بحقوق الشعوب ومقدراتهم وممتلكاتهم ، وسيعلم الناس حجم الخسائر التي تكبدتها المؤسسة المجنونة بجنون العظمة لاحقاً ، لقد ساق الله الرزق للمستهدفين بالإبادة رزقاً هنيئا مريئا ، ذخائر ومعدات وآليات حديثة من أكبر مستودعات المؤسسة المهزومة ، فمثل هذه الفتوحات لابد أن نربطها بإرادة الخالق العالم ببواطن ما يدور برؤوس الفتنة ، ونواياهم الفاجرة تجاه الشعوب المسكينة ، لذا كان حتمياً أن تستجيب العناية الإلهية لدعوات الأرامل والثكالى ، اللائي رأين فلذات اكبادهن تقطعهم قذائف الطائرات العميلة ، فما جرى لمدينة الأشباح التي سكنتها القطط كما تنبأ قائد المعركة الأخلاقية الكبرى ، التي لا حياد فيها ، ما هو إلّا مشهداً صغيراً لما توعّد به الله أهل القرى ، إن هم فسدوا وفسقوا وأتوا الفاحشة واحتفوا بالرذيلة، وقتلوا الوليدة – مثلما كان يجري من رمي لحديثي الولادة بمكبات نفايات المدينة المغضوب عليها ، إن القرآن الذي نتلوه والسير والأخبار التي يعظنا بها ، ليست ببعيدة عن حيواتنا ومماتنا ، إنّها جزء من مسيرة دولتنا الظالمة والباطشة والساقطة.

إنّ الحرب الغادرة التي اشعلها الظالمون على وشك بلوغ عامها الثاني ، والمتوعدون بالقضاء وإبادة ابناءنا الأوفياء ، قد أدخلوا أهاليهم الذين لم يشهدوا حرباً ضروساً لأكثر من مائة وخمسين عاما ، في أتون أزمة إنسانية هي الأقسى ، فذهبت أحلامهم البائسة أدراج الرياح ، واصبحوا يتمنون العودة للماضي البغيض ، لكن هيهات ، وهنا أذكر الصحفية التي أجهشت بالبكاء حنيناً للعودة لمدينة الخطيئة ، ومثلها كثيرات حسبن أن الحرب نزهة قصيرة الأجل ، يعقبها نصر ترفرف له رايات الضلال بالساحة الخضراء ، التي اعتاد كبيرهم الرقص فيها على أشلاء وجثث ضحاياه مستعلياً مستكبراً ، يصف بني وطنه بالحشرات والفئران ، لقد صنعت الدولة القديمة نفوسا عرجاء غارقة في الاستبداد وقهر الضعفاء والتنمر على النساء ، جاهلة بموقع النساء من الدين والدنيا ، لقد أحيانا الله بعد أن أرادوا أن يقتلونا ويبيدوا وجودنا في الدولة ، التي خضّب أجدادنا أرضها بخضاب حناء الدماء كفاحاً من أجل الوطن والبقاء ، أرادوا أن يجعلونا شتاتاً يهيم على وجهه في الصحارى والأدغال ، فعلّمناهم كيفية معاملة الأسرى وأين نصوب فوهات بنادقنا ، التي لا تشبه بنادقهم المصوّبة باتجاه صدور النساء والأطفال ، إنّ هذه الحرب المحتومة سوف تضع أوزارها ولو بعد حين، لكن ما بعدها لن يكون كما قبلها بحسب ما يحلم الظالمون ، بل سترسم مخرجاتها خارطة جديدة ، وذلك لأن الله قد أحيانا بعد أن أرادوا أن يقتلونا.

 

[email protected]

 

‫10 تعليقات

  1. كلام عاطفي لا معنى له من جنجويدي حافد
    لم يحقد عليكم احد ولم يظلمكم احد بل علموكم وادوكم حقكم بالزيادة منذ الاستقلال وحتى تاريخ اليوم وايم عبود والنميري واللانقاذ والديمقراطيات كانت لدارفور نصيب الاسد وعندما كانوا ايام الديمقراطية الاولي / وعبود والديمقراطية الثانية والنميري لم تكن هنالك حركات تمرد في دافور ولا حتى حركات مطلبية لانهمكانوا ياخذون حقهم وزيادة فندما كان طلاب دارفور والجنوب يعطونهم تذاكر طائرة في اجازاتهم مقابل تذاكر القطار والبصات لبقية ابناء الولايات كتمييز ايجابي لبعد المسافة لم يكن ذلك وفق جوبا او نيفالشا او اديس ابابا او غيرها ولكن عدل دولة المتحضرة
    فالعنوان الصحيح لمقالك هذا
    اردنا قتل واذلال والقضاء وافقار شعب السودان مقابل حقدنا القبلي فاحياهم الله
    هذه هي الحقيقة لقد هزمكم الله وحده وفشل مخططكم

    1. دعنا من هذه الحرب والمغالطات والاكاذيب التي فيها ولكن من قتل 2 مليون جنوبي في ارطهم لم ياتو اليك بل انت من ذهبت اليهم وقتلتهم مرة باسم الوطن ومرة باسم الله من قتل عشرات الالاف في جبال النوبة بالبراميل المتفجرة من قتل مئات الالاف في دارفور يا عزيزي الشمس لا تغطي بغربال الا ترون الحروب والقتل تنتقل كل يوم لمنطقة جديدة وسوف تشمل كل السودان إن لم يرعوي امثالك فنحن سبب كل هذه الحروب أو على اقل تقدير صمتنا وكذبنا ومكابرتنا هي ما تسببت في كل هذه المآسي.

  2. الا وقول الزور، لا توجد وظيفة اوضع من تبرير الجرائم والانتهاكات على الابرياء، الشعب السوداني كله رأي جرائم وانتهاكات الجنجويد رأي العين، نسأل الله أن يرينا في الجنجويد والكيزان عجائب قدرته

  3. مهلا . الحرب لا زالت فى بداياتها الاولى فقد قاتل الجيش السودانى ستين عاما فى حرب الجنوب هلك فيها اتنين مليون انسان . فمن صنفنا حسب هواه بأننا جلابة دولة 56 واعتبرنا فجأة اعداء له واستحل دماؤنا واعراضنا واموالنا وغدر بنا وهجرنا فى المنافى نقول له ان الحرب سجال وسيدافع الجلابة كما اسميتهم وصنفتهم عن حقهم وسيقابلوا العنف بالعنف والقتل بالقتل والدم بالدم كما امرنا الله فمعركة كتبت علينا سنخوضها للنهاية . سيتم اعداد ملايين الشباب المقاتلين من ابناء جلابة 56 كما صنفنا الاعداء و56 هم كل قبيلة سودانية انتهكت حشرات الجنجويد اعراضها ودمها وسرقت اموالها ودفنت ابناؤها احياء وصورت واحتفلت بالجريمة ولم يسلم انسان من جرائم حشرات الصحراء وشاهدناهم يقتلون الوالى خميس ابكر امام اطفالهم وزغاريد نسائهم ويمثلون بجثمانه . فمهلا يارفيق الحرب فى بداياتها تحبو وسترى بأم عينيك من هم جلابة 56 .

  4. اقتباس: (. لقد ولع دهاقنة ورموز المؤسسة العسكرية في إناء جرائم ترتعد لها الفرائص ، في جنوب وشرق وغرب البلاد ، وفي الحرب الأخيرة )..

    ..نعم كانت هناك حرب في الجنوب وحرب دارفور التي اشعلها الدارفوريين انفسهم،، ما لم نسمع به هو الحرب في شرق السودان، !!

    …اخبرنا يا اسماعيل أين كانت الحرب في شرق السودان ومتي؟؟ الا إذا كنت تحسب حرب الجيش ضد التجمع الوطني الحدوديه،والتي لم تطال مدن الشرق، ولم يطال سكان الشرق نهب واغتصاب وقتل كما يفعل الجنجويد في بلاد النيلين..

    ..أمنية الدارفوريين هي ان تشتعل الحرب في الشرق ،ظنا منهم ان اهل الشرق سيضعوا يدهم فوق ايديهم لقتال اهل الشمال ، مع العلم ان اهل الشرق لم ولن يتحالفوا مع الدارفوريين لا في الحرب ولا في السلم،لانهم يدركون تماما ان الدارفوريين شيمتهم الغدر والخيانه، ولا وازع لهم، صدورهم تمتلئ بالغل والحقد علي كل اهل السودان ..
    … التقسيم قادم يا اسماعيل ولا راد له،لكم دارفوركم وانا أرض السودان القديم.

    الانفصال. سمح،،

    …استاذ اسماعيل حرب طي الخرطوم ضربت اسفينا في الوحده القسريه الهلاميه بين بلاد النيلين ودارفور،وكانت بمثابة آخر مسمار في نعش هذه الوحدة المفتعله..

  5. لن تستطيعوا يا دولة 56 لأنكم تقاتلون من وراء ظهور الرجال، لم يشهد لكم التاريخ بخوض معركة كرامة واحدة، من اعتمد على رجال اخرين لكي يقاتلوا بالنيابة عنه سيرتد عليه الجراء والمرتزقة لينتهكوه وهناك سوابق تاريخية كثيرة، انتم مثل المصريين، ستحكمون دائماً بمن هو قادم من الخارج او تصبحون وكلاء لمستعمر خارجي تارسون السلطة من وراء ظهره.

    1. نقاتل من خلف الرجال ؟
      اي رجال ؟
      1/ كولمبيين ؟

      2/ تشاديين ؟
      3/ نيجريين ؟
      4/ جنوبيين ؟
      5/حبش ؟
      ديل انتو
      اها نحن اصلا ولدنا ساااادة ونموت ساااادة وسوف تستمر 56 تاني 560 سنة ههههههههههههه

    1. مثل عقدة نقصكم يا أبوعفنة تجاة أسيادكم وولاة أمر نعمتكم وكاسرين عينكم المصريين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..