مقالات وآراء

الحزب الشيوعي السوداني: الطريق البرلماني للاشتراكية (1956)

 

من الحقائق المغيبة عن الحزب الشيوعي أنه تبنى الطريق البرلماني للاشتراكية في مؤتمر الثالث (1956) بألمعية وحصافة لا تزال تنظر قلماً حاذقاً يسبر غور ذلك “النشوز” عما شاع إلى يومنا أن للاشتراكية طريق واحد هو ثورة البروليتاريا. ونشر الحزب ذلك الولاء للديمقراطية الليبرالية في كتاب “طريق السودان للسلم والاشتراكية” الذي تلاشى بالزمن وبقيت لمح منه في كتاب ” آفاق جديدة” لأستاذنا عبد الخالق محجوب الذي صدر في أعقاب المؤتمر في 1956. وجاء فيه:

إمكانية التطورات الاشتراكية عن طريق ديمقراطي برلماني
“إن شعبنا قد اختار النظام البرلماني لطريق تطوره. وهو يستند على تقاليدنا القبلية من نظام الشورى وحرية ابداء الرأي وتقليب وجهات النظر.
إن التطورات الاشتراكية في بلادنا يمكن أن تحدث في بلادنا باتساع نطاق القوى الوطنية الديمقراطية في حركة واسعة ومستمرة وطويلة الأمد تحتل مركزها الجماهير العاملة السائرة نحو اليسار. وبوجود هذه الحركة الواسعة يمكن أن تحرز أغلبية برلمانية من الكتلة اليسارية المؤلفة من الشيوعيين وذوي الميول اليسارية من الاشتراكيين والديمقراطيين. ولكن السير في هذا الطريق لا يعتمد عليهم وحدهم، ولكنه يعتمد على مدى احترام الدستور من قبل الحكومات التي تسبق الحكومة الوطنية الديمقراطية وعلى هذه الحكومة أيضاً
. . .
بهذا يضع الشيوعيون أهمية كبرى للنظام البرلماني في بلادنا . . .” (صفحة 92).
ولن يفهم الناس الصراع الذي دار في أروقة الحزب حول الموقف من انقلاب مايو 1969 ما لم يقفوا على عقيدة الحزب في البرلمانية التي هي الضحية الأولى والدائمة للانقلاب العسكري ما دام. فلم يكن ذلك الصراع نزوة أو اعتباطاً، بل كان عن ولاء الحزب للبرلمانية حتى وهي تطرده من ساحتها طرد البعير الأجرب. فأبت نفسه زعم الانقلابيين استبدال الليبرالية فيما زعموا بديمقراطية جديدة بمحتو اجتماعي. وقال إنه صراخ “من أعلى البيوت” ولن نتسمى بها.
ومن أراد أن يتوسع في الصراع الداخلي في الحزب والمجتمع قبل انقلاب مايو وبعده على بينة من تمسك الحزب بالديمقراطية الليبرالية فعليه بكتابي “مصادر العنف في الثقافة السودانية” الصادر عن درا المصورات قي 2019.
وأزكى للراغبين المقال في الرابط ادناه الذي وثق بأن الماركسية اتفق لها بلوغ الاشتراكية عن طريق البرلمان في أصل نصها عند ماركس وأنجلز (وحتى لينين). واستغربت دائماً كيف هيص الناس للأحزاب الشيوعية الأوربية في انشقاقها عن النموذج السوفيتي في السبعينات والثمانينات، واختطاط البرلمانية طريقاً لتحقيق الاشتراكية. فخطة تلك الأحزاب في أصل الماركسية. ومما يدهش حقاً جراءة الحزب الشيوعي السودان لاجتراح البرلمانية طريقاً للاشتراكية في ذلك الوقت الباكر. وهي جراءة تستحق أن يتوقف عندها النظر.
مقال الدكتور كلايد بورو، الأستاذ بجامعة تكساس، عن سبل الماركسية الشتى لبلوغ الاشتراكية.
الرابط
(PDF) Marxist Political Theory, Diversity of Tactics, and the Doctrine of the Long Civil War
وله كتاب
The Dangerous Class: The Concept of the Lumpenproletariat

‫7 تعليقات

  1. عشان كدا قام بشق قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين كان ينادي بإسقاط الحكومة الإنتقالية بل تفاخر أعضاء لجنته المركزية بأنهم أسقطوا حمدوك ودعموا جيش الإسلاميين في الحرب ورددوا أكاذيب الإخوان المسلمين وجيشهم بأن قوى الحرية والتغيير ومن بعدها تقدم هم الجناح السياسي للدعم السريع!
    كل ما تكتبه من أساطير حول حزبك السابق وأستاذك السابق لن يصمد أمام فظائع نفس الحزب في القضاء على ثورة ديسمبر

  2. !!What an Ideological Anomaly

    شيوعى يؤمن بشريعة إنجلز وماركس ( الحنيفة المُطهرة) و لكن قِبلته تمثال الحرية!

    شيوعىٌّ أٌتيحَت و فٌتِّحت له أبواب (جنان) الشيوعية في موسكو للدراسة و التَعلُّم و
    لكنه اختار (جحيم الرأسمالية) و الإمبريالية !!!!
    جاء فى الأثر : مَثَلُ الشيوعىّ في نفاقه و كُفرِه الخفىِّ بالشيوعية كمَثل المسلم الذى يتَّخذ تل أبيب قبلةً
    يُيِمِّمُ شطرها عند كل صلاة…

  3. ولكن أين الاشتراكية نفسها ناهيك عن مناقشة كيفية تحقيقها في السودان أو في أي مكان آخر. أنت عالق في التاريخ وعبد الخالق محجوب والشيء السيئ فيك أنك تستخدم هذا الرجل للدفاع عن الإسلاميين والحكم العسكري في السودان

  4. هذا الرجل يكتب بقلم تجاوزه الزمن .. من اراد ان يعرف معنى مقولة خارم بارم فليقرأ لهذا الرجل !!!1

  5. Any communist entered the United States and acquired its citizenship lied 3 times at least, once when he applied for a visa, second when applied to adjust his status/to be PR (Green Card) and the third time when he applied for naturalization, because
    , there is a direct question on the three respective forms asking have you ever been a member of, affiliated to
    or joined a communist party?

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..