مقالات وآراء

حقيقة صادمة : محبة النبي ليست صلاة ولا زيارة

محمد الصادق

 

لقد صار بعض رجال الدين يشككون في فقر النبي (زهده) ، وهو شيء ثابت لا مجال لنفيه أو دحضه ، بحسب المتواتر من السيرة والسنة ، وبحسب القرآن.

البعض يحتجون بآية الضحي :

{وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}

ويقولون أن الله (أغناه) ،

وهذا صحيح ،

لكن هذا لا ينفي أنه كان ينفق كل ما لديه.

فعندما تكلم بعض الناس على تقسيم الغنائم ،

قال النبي :

(إِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ شَيْءٌ ، إِلَّا الْخُمُسَ ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ) (رواه أبو داود).

أي إن الخمس الذي كان حقًّا له من الغنائم

لم يكن النبي يأخذه لنفسه،

بل كان يتصدق به على المسلمين! .

كيف لا وهو القائل :

 

(يَا أَبَا هِرٍّ – هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِنَّ الْمُكْثِرِينَ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ) .

 

الفرق بين حب النبي واتباعه والصلاة عليه :

==============

لقد أمر الله في كتابه بالصلاة علي رسوله :

{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤئكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا} .

 

والصلاة عليه هذه جعلت في تشهد الصلاة.

 

وأما الإتباع فحينما قال له الفاروق عمر : واللهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي ،

فقال له النبي : لا والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك! .

فقال له عمر : فإنه الآن والله لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي! .

فقال له النبي : الآن يا عمر! .

فهذا يعني حب الدين وما جاء به محمد ، ويؤيد ذلك الحديث الآخر :

 

(لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هَواهُ تبعًا لما جِئتُ به) .

 

هنالك حب النبي في اخلاقه وطريقته ،

ومن ذلك تبني طريقته إزاء المال والماديات ،

فالفقر هو طريقة النبي محمد في حياته ، وهو فقر اختياري ، ولا بد أن من يحبه يتشبه به في هذه الخصلة.

 

فها هو عمر بن الخطاب يدخل عليه يومًا في بيته ، فيراه مضطجعًا على حصير قد أثر في جنبه ، وألقى ببصره في خزانة رسول الله فإذا فيها قبضةٌ من شعير ، نحو الصاع ، وقبضة أخرى من ورق الشجر في ناحية الغرفة. قال عمر : فابتدرتْ عيناي بالبكاء. فقال ﷺ: (مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟) قلت : يا نبي الله ، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار ، وأنتَ رسولُ الله وصفوتُه ، وهذه خزانتك؟! فقال: (يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟) قلت : بلى. (متفق عليه).

 

وفي رواية أخرى ، فقال عمر : يا نبي الله لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا؟ فقال : (مَا لِي وَلِلدُّنْيَا! مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا) .

(رواه أحمد).

 

ارتباط المحبة بالزهد :

=============

تأمل جيدا في الحديث التالي

الذي يبين بوضوح

ما هي محبة النبي :

عن عبد الله بن مغفل ، قال :

قال رجل للنبي :

يا رسول الله والله إني لأحبك.

فقال له :(انظر ماذا تقول)،

قال : والله إني لأحبك،

ثلاث مرات،

فقال :(إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا ، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه)

رواه الترمذي وقال حديث حسن

 

والتجفاف هو بمثابة (المنشفة) عندنا اليوم ، فكأنما الرسول يقول للرجل : استعد لفقر لا بلل معه!! .

أي لفقر شديد (جاف) !! .

فقد كانت هذه هي طريقته ، التي تبنّاها أحباؤه من صحابته المقربين ، فصاروا فقراء بعدما كانوا اغنياء ، فها هو الصديق صاحبه يدفع ماله كله للزكاة ، ويقول تركت لأولادي الله ورسوله ، وقد عرف عنه وعن الفاروق انهما بعد توليهما الخلافة لم يستطيعا ذبح الأضحية كما يفعل الكثيرون من رعيتهما !! .

وعرف عن الفاروق انه كأمير للمؤمنين لم يستطع أن يشتري حلوي لزوجته ، وأن يكسي ابنته التي تمزق قميصها ، وها هي عائشة تأتيها ألف من الدراهم فتنفقها كلها ، وعندما تأتي لتفطر من صيام تقول لها جاريتها : (لو اشتريت لنا لحما بدرهم؟!) .

انظروا ..

تنفق الف درهم ولا تبقي درهما واحدا لشراء لحم !!

فهذا إنما كان تقليدا لطريقة محبوبهم النبي : وليس هذا بسبب فقر الدولة ولا بسبب عجزهم ولكنه زهدا منهم.

والحديث واضح :

(تحبني؟؟)..

..(فأعد للفقر تجفافا) !! .

 

لو كان حب النبي مرتبط بالفقر

فهو أمر صعب

لكنه فعلا مرتبط بالفقر :

(فأعدّ للفقر تجفافا)

الكلام واضح !! .

إنّه فعلا أمر صعب

وربما لهذا السبب تحاشاه رجال الدين !!! .

لكن ..

إن لم نقدر علي فضيلة ما..

أننكر؟؟ .. ونزوِّر ؟؟!! .

كان الأولي برجال الدين

أن يقولوا للناس

مثلما قال عمرو بن العاص

حينما خطب الناس بمصر :

(ما أبعدَ هديَكم من هدي نبيكم ،

أما هو فكان أزهدَ الناس في الدنيا ،

وأنتم أرغبُ الناس فيها)

 

حقا إنها لحقيقة صادمة

ان يرتبط الحب بالزهد

ولذا كان العلماء في الماضي فقراء

وكان رجل الدين يسمي (الفقير)

لكن المصيبة أن يتم تزوير هذه الحقيقة

الي شيء آخر

فيقال أن الحب ذكر دائم للنبي !! .

إن المطلوب هو الإكثار من ذكر الله تعالي وليس ذكر الرسول !! .

هكذا جاء في القرآن :

 

{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا} .

 

من أين جاء رجال الدين بأن محبته بكثرة ذكره والصلاة عليه ؛

بل قالوا أن الاكثار من الصلاة عليه لأن المُحبُّ يكثرُ من ذكْرِ محبوبه !! .

وجاءوا بأحاديث غريبة وضعيفة ومنكرة مثل :

 

– أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة .

 

– صَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي …

 

– مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ .

 

– إنَّ أَوْلَىٰ الناس بِي يومَ القيامةِ : أكثرُهم عليَّ صلاةً .

 

– أكثروا الصلاة عليَّ فإن الله وكَّل بي مَلَكًا عند قبري … الخ.

 

– مَن صلى عليك مِن أمَّتك صلاةً .. كتب الله له بها كذا وكذا .

 

– صلُّوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء .

 

ثم إنهم جعلوا محبة النبي زيارة قبره !! .

والمشهور عن إمام المدينة نفسها – الامام مالك انه قال كرهت ان يقول الرجل زرت قبر الرسول. وهذا موجود في المدونة الكبرى (2\ 370): “وقال مالك : وناس يقولون (زرنا قبر النبي) قال : فكان مالك يكره هذا ويعظمه أن يقال (إن النبي يُزار)

وهذا يتسق مع أحاديث اخري مثل (لعن الله زوارات القبور) ، وحتي أن الترخيص في زيارة المقابر هو من أجل الإعتبار فقط (فإنها تذكركم الآخرة) ولا يعني هذا الوقوف عند قبر معين ، والمرء ليستعجب .. إذ أن هذا ليس محل نقاش اصلا ، وكان هذا واضحا جدا الي وقت قريب ، فقبل أربعة أو خمسة عقود كان بعض علماء المملكة يرون ضرورة نقل قبر النبي عندما ارادوا توسعة المسجد ، مستدلين بقوله : (لا تجعلوا قبري وثنا يعبد) ويقال أن السلطات قد قامت حينها فعلا بنقل القبر ، دون أن تعلن عن ذلك.

 

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نرجو من كل من فهم المعلومة

أن يساهم بنشرها وبشرحها ،

حتي تعم الفائدة ،

ولكي نزيل الدخيل

من المفاهيم الساذجة والخبيثة ..

فهذه إذن نصيحة ،

والدين النصيحة -كما في الحديث :

(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)

 

□■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة<<<

 

نذكّر بالدعاء علي الظالمين

في كل الأوقات .. وفي الصلاة

وخاصة في القنوت

-قبل الركوع الثاني

في الصبح

علي الذين سفكوا الدماء

واستحيوا النساء

((واخرجوا الناس من ديارهم بغير حق))

واسترهبوا الناس

النساء والاطفال وكبار السن

وساموهم سوء العذاب

وعلي كل من أعان علي ذلك

بأدني فعل أو قول

(اللهم اجعل ثأرنا

علي من ظلمنا)

فالله .. لا يهمل

ادعوا عليهم ما حييتم

ولا تيأسوا ..

فدعاء المظلوم مستجاب

ما في ذلك شك :

{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی

لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يامحمد صادق رجال الدين مانادوا بالصلاة كثيرا على النبى صلى الله عليه وسلم كما ادعيت أنت ذلك .أثبت ذلك بالنقل عنهم بدلا من هذا التعميم المخل . فرجال الدين ذكروا أن كثرة الصلاة عليه دليل محبة وليس سبب محبة , عكس أية ذكر الله سبحانه وتعالى ثم ناتى لقول الامام مالك فقوله اكره زيارة قبر الرسول فليس ذلك مدعاة للمنع بل تقريع فى الاسلوب وهويحب قول زيارة الرسول فأنه حى يزار ولك شك فى ذلك ?

  2. كلام خارم بارم لاقيمة له فالناس تجاوزا مثل هذه التخارف منذ
    زمن طويل وقد اتاحت لهم محركات البحث وعلي رأسها قوقل
    الغوص في كتب تخاريف السلف الطالح وتبين لهم كم كانوا في
    ظلمات ماجاء الاسلام الا ليخرجهم منها كما اتاحت نفس محركات
    البحث عظيم الفرص لعظماء التنويريين ليكشفوا للناس كافه كم
    أضلونا شيوخ الضلال قرونا طويله ليخرجونا هذه المره وبحق من
    الظلمات الي النور والي الابد.

  3. كلام لم تستفيدون منه شي غير الحروب العبثية والطائفية ، طائفية الدين طائفية والعرق التي يكذبون عندما يقولون دعوها فإنها نتنة، الان بالجزيرة القتل لأسباب القبلية التي ليس لاحد بالدنيا حق اختيارها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..