لا قبلية ولا جهوية تجمعنا السودانية
الطيب جاده
خرج ابونا ادم من الجنة بسبب شجرة وخرجت انا من السودان بسبب شجرة الكيزان وخرج الشعب السوداني بسبب الحرب الدائرة الان .
شجرة الكيزان عززت من ظاهرة القبلية ، اما هذه الحرب اللعينة يريد العنصريين تحويلها الي حرب أهلية بسبب تصريحاتهم العنصرية لذلك
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي تثير اهتمامي وخصوصا المحتويات التي يقدمها بعض من يسمون انفسهم بنشطاء في التيك توك ، محتوياتهم مليئة بما يكفي من حقد وكراهية وعنصرية تجاه الآخرين بل تجاه مكونات بأكملها ومناطق جغرافية ، هؤلاء النشطاء اغلبهم فاقد تربوي لان الفاظهم لا يتفوه بها انسان سوي ، والخلل ليس فيهم بل الخلل في من يستمع لهم ويشجعهم في غيهم ويدعمهم لان الدعم يأتي إليهم بمنافع مادية.
في نظري الشخصي هذه الحرب سوف تزيد من النعرات العنصرية في السودان ، لأن المشكلة الأساسية هي عدم تقبل بعضنا البعض ، لأن عقول الاغلبية العظمى في الدولة السودانية محتاجة الي تخطيط ووعي الوطنية وحب الوطن قبل القبيلة ، ما ينبغي قوله بكل وضوح اننا امام ظاهرة عنصرية قبلية ، وبالتالي اعتقد ان هذه العنصرية التي يمر بها السودان لن تعالج امراضها المزمنة بسهولة بل في ظل هذا الوضع يصعب علاجها.
لا شك أن المشهد الضبابي الذي يعيشه الشعب السوداني من جراء تفشي العنصرية القبلية يُدمي العيون ويعتصر القلوب ، فرغم أن هناك مَن يعتبره امر فردي من بعض الأشخاص مدعي الوطنية وحب الوطن إلا أنه غير ذلك ويكشف مدى الحقد والكراهية من بعض هؤلاء الجهلاء ضد المجموعات العرقية الأخرى ، هذا الأمر أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان سوف يدخل في نفق مظلم وأنه يسير إلى المجهول ، وأن السيناريو القادم هو الأسوأ وأن الشعب هو مَن سيدفع الثمن بتشجيع أصحاب اللايفات في التيك توك العنصريين.
للأسف غالبية المجتمع السوداني بما فيهم بعض دعاة الوطنية وحب الوطن يميلون الي التفاخر بقبائلهم ويقللون من بعض القبائل .
كل الاعمال في المجتمع السوداني اصبحت باسم القبائل .
السؤال الذي يحيرني هل يأتي يوما نتفق فيه كسودانيين ؟ هل نتقبل بعضنا البعض ؟ إلى متى نظل هكذا ؟ وما هو الحل؟ أسئلة بحاجة إلى أجابه ، لماذا هذه الأسئلة صعبة ؟ ببساطة ووضوح الكل يريد تلميع نفسه على تشويه الحقائق وبيع الأوهام وسرقة الأحلام. قبل أن نجيب على هذه الأسئلة سنرسم باختصار الحالة الراهنة في السودان
أولا : داخل الدولة السودانية توجد مجموعة من القبائل لا تعترف ببعضها البعض وتري نفسها هي الافضل في الدولة السودانية .
ثانيا : يبدوا أن الشعب السوداني قد ارتضي واستسلم لهذا الواقع في ظل غياب اصحاب الوحدة من أجل وطن يسع الجميع.
ثالثا : خارج السودان توجد مجموعه من السياسيين والنشطاء واشخاص عاديين ليس لهم اي انتماء ولكن لهم تأثير بسرطان القبيلة والانتماءات الجغرافية وخير دليل نحن في فرنسا عبارة عن قبائل . قامت بعض هذه القبائل بأنشاء روابط تمثلهم فقد لا يحق لأي سوداني حتى المشاركة معهم ، أصبحنا قبائل في بلاد الغرب بل حتى أصبحنا نتشكك حتي في سودانية بعضنا البعض. الحل الوحيد هو أن نتقبل بعضنا البعض وترك نظام القبيلة والتعصب القبلي والإجماع والاعتراف بالاخر بغض النظر عن لونه أو عرقه كلنا سودانيين تجمعنا الهوية السودانية .
فرضت علينا الحرب وفجأة تم تصنيفنا بأننا اولاد البحر وشمال السودان والجلابة ودولة ٥٦ وظهر احد شيوخهم فى فديو يحرض علينا وان اموالنا وديارنا فئ وغنيمة لهم ونساؤنا سبايا وهذا يعنى انه تم تكفيرنا واصبحنا اعداء لهم ودخلوا بيوتنا ونهبوا اموالنا وتركونا على الحديدة جوعى ومشردون واغتصبوا النساء وقتلوا المدنيين الابرياء وطردوهم من قراهم ومدنهم وظهر حميدتى بنفسه وهو يسئ لقبيلة محترمة من قبائل الشمال ويحرض عليها . اكثر ما ٱلمنى فى هذه الحرب اننا خدعنا ونحن اطفال فى المدارس لنغنى للنهر والعصافير والفراشات بدل ان يعلمونا الفك والتركيب والتصويب فى قلب العدو لندافع عن شرفنا واموالنا اذا تطلب الامر . فى حين ان هناك من كان يربى ابناؤه كما شاهدنا فى فديو مقتل الوالى خميس ابكر والتمثيل بجثته وسط الاطفال وزغاريد النساء ومشهد دفن شباب من قبيلة دارفورية وهم احياء . ربنا قال ولكم فى القصاص حياة .