التحرك التركي .. اوهام وحقائق

معمر حسن محمد نور
في شبابنا ، من يدخل دار السينما لمشاهدة فيلم ، كان يحكيه لاصدقائه. كان عامل اليومية يحكي فيلما من افلام الكاوبوي قائلا (البطل كان قاعد يسكر الخاين جا قال القاعدين كلكم ….. امكم. الجماعة كلهم دنقروا وسكتو. البطل عاين ليهو قال يا زول افرز. قال مانفرز ودورت ديشك ديشك .. البطل خلاه جرى. الناس حلفوا للبطل علي الطلاق ما تدفع دفعوا ليهو حق العرقي) , وهكذا كان مع اتصال اردوغان والبرهان عارضا الوساطة مع الامارات. فكل نسج من خياله بقية القصة. الثابت الوحيد هو وجود اتصال اما كل ما يروى ففيها الحقائق وفيها الاوهام يجب تبيانها .
اردوغان اسلامي وحزبه كذلك ، لكنه نشأ في دولة علمانية فعرف معناها. قد تلبس زوجته الحجاب ويصدر قانونا من البرلمان او يعيد الحياة لجامع اياصوفيا من اثر الى مسجد دون ان يكترث باحتجاج الغرب انه كان كنبسة. لكنه لن يختلف عن اتاتورك في الحفاظ على علمانية الدولة لانه نجح من خلالها. ويقبل بوجود التنظيم العالمي للاخوان المسلمين ولكن عندما يتعارض ذلك مع مصلحة تركيا يطردهم كما فعل مع المصريين والا سيدفع الثمن في البرلمان او الانتخابات القادمة.
٫ اردوغان يريد بعث امجاد العثمانيين. قد ينتج مسلسلا لارطغرل او عثمان لكنه لن يعيد سيطرته على فلسطين
ويتحرك اقليميا في هذه الاشواق مثل صيانة آثار سواكن . ومنها تحركه في سوريا ومحاولة اصلاح ذات البين بين السودان والامارات لكن مع اخذ العاملين الامريكي والاسرائيلي في الاعتبار.
الامارات وتركيا دولتان مع السعودية ومصر تسعى للنفوذ في الاقليم كل بعوامل مساعدتها ودوافعها.
مع كل ذلك تشترك الامارات مع السعودية ومصر في محاربة الاخوان المسلمين لذا كان التحذير الامريكي لهم من خطر ما تم في سوريا .
تساعد مصر الحكومة السودانية والامارات الدعم السريع لكن محاربة الاسلاميين تجمعهم. واسلميي السودان براغماتيون رغم تشدقهم بمعاداة العلمانية
اذا اخذنا كل ما سبق في الاعتبار يكون اقحام الحديث عن الدعم السريع من قبل الرغبات التي لا تسندها وقائع. ولن يغيرها منح ادارة مينا بورتسودان فهي تدير خمسين ميناء عالميا حتى في امريكا وكادت ان تنال حق ادارة ميناء نيو يورك لولا تدخل الجهات التشريعية.
لن يغير ترامب صفة الشريك العسكري الاساسي لانها مبنية على الكاش وترمب تاجر يبدأ السياسة ب(حقي كم؟) بل قد يطلب المزيد وعند الامارات ما يسد.
لذلك يجب قراءة رغبة تركيا في اطار اعادة ترتيب الشرق الاوسط من الرئيس المغادر. فلا اختلاف بين الرؤساء هناك فيما هو استراتيجي للمصالح الامريكية ليترك بايدن البيت الابيض بعد ان يجوط الامور ليرى شطارة ترامب في اصلاح ما خربه .
الامارات وروسبا يمكنهما شراء الذهب من الطرفين وبيع السلاح للطرفين والدول لا تبكي على موت مواطن خارجها. فعلينا نحن فقط العمل على صون ارواحنا ومقدراتنا.
دون اي اغفال لأطماع اخرى للامارات في السودان فإن اطماعها في مصر اكبر مع سياسة رهن الاصول في مصر والتي تدفع الامارات نظيرها في انتظار تكرار تجربة رهن قناة السويس التي ادخات الانجليز.
من هنا فإن تحرك اردوغان يجب النظر اليه في الاطار الكلي ونجاحه في سوريا والصومال يضغط مصر وقد ينجح في السودان لكن فقط في اصلاح مابين الحكومة والامارة.اما ابعد من ذلك ، فاوهام الذين تركوا امرهم بيد الآخرين رغم انه بأيديهم ان امتلكوا الوعي والارادة.
كلام نضيف ما فيه أي غبار أو لكلكة وواضح ومباشر وواعي وزي ده المطلوب في الكتابة عن السياسة الوعي والبعد عن المهاترة والإسفاف
شكرا