“حصلت على كل ما تريد”.. كيف تجني تركيا ثمار التغير في سوريا؟
اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن تركيا المستفيد الرئيسي من السلطة الجديدة في سوريا، التي يقودها زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وبعد أقل من أسبوع من فرار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو، رفع المسؤولون الأتراك علمهم فوق السفارة في العاصمة السورية دمشق لأول مرة منذ 12 عامًا، قبل أيام فقط من وصول رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين، إلى دمشق.
وبيّنت الصحيفة أن الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، أصطحب كالين، الذي صلى في المسجد الأموي، بجولة في شوارع دمشق المزدحمة، حيثُ تجمعت الحشود لرؤية أول شخصية أجنبية تزور القيادة السورية الجديدة.
جولة نصر
وقالت دارين خليفة من “مجموعة الأزمات الدولية”، إن زيارة كالين إلى دمشق عبارة عن “جولة نصر”، حيث ظهرت أنقرة كمستفيد رئيسي من الحكومة الجديدة في دمشق.
وبيّنت أن سقوط الأسد برر نهج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا في الداخل التركي، ومنح أنقرة فرصًا جديدة في صراع على السلطة عبر المناطق الكردية في الشمال الشرقي ووفرت لها نفوذًا جديدًا مع إعادة بناء سوريا.
ولفتت خليفة إلى أنه “في حين تتجه كل الأنظار نحو دمشق، فإن الوضع في الشمال الشرقي أصبح حرا، وحصلت أنقرة على كل ما تريده. لقد سقطت مدينة منبج في أيدي القوات المدعومة من تركيا دون أن تتصدر عناوين الأخبار، لذا فهم يواصلون التقدم في الشمال الشرقي ويفلتون من العقاب بطرق لم تكن لتحدث من قبل” وفق تعبيرها.
نجاح كارثي
وبدورها قالت غونول تول من معهد الشرق الأوسط للأبحاث، إن انتصار المعارضة السورية لا يزال يفاجئ تركيا، مما أدى إلى ما وصفته بـ”نجاح كارثي” من منظور أنقرة.
وأشارت إلى أن سقوط الأسد سمح لأردوغان بطريقة لتعزيز صورته باعتباره الزعيم، الذي بذل قصارى جهده لحماية السوريين في الوقت الذي بدأ الآلاف من اللاجئين السوريين في مغادرة تركيا، الأمر الذي أدى إلى استرضاء مؤيديه القوميين، وفق قراءتها.
وفي حين بدأت أنقرة مؤخرًا في التواصل مع الجماعات المسلحة الكردية، التي اعتبرتها منذ فترة طويلة منظمات إرهابية، تحدثت تول عن التحولات المفاجئة داخل سوريا، حيث تعمل الجماعات المتمردة المدعومة من تركيا الآن على هزيمة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من بلدات في جميع أنحاء شمال سوريا، مما يؤدي إلى توسيع نطاق سيطرتها بسرعة.
وبيّنت أن المسؤولين الأتراك الذين سيظهرون في دمشق سيستخدمون نفوذهم المكتسب حديثا على حكام سوريا الجدد لضمان عدم سيطرة أي إدارة كردية مستقلة في الشمال الشرقي.
وأضافت تول أن “سوريا ما بعد الأسد تمنح تركيا قدرًا كبيرًا من النفوذ، ويمكن لهيئة تحرير الشام أن تستخدم كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها”، موضحة أن الهيئة “تسعى إلى تجنب العزلة وستستخدم مدخلات تركيا لضمان حصولها في النهاية على اعتراف المجتمع الدولي، ولكن في غضون ذلك، تظل تركيا بمثابة بوابة لهم إلى العالم الخارجي”.
ومضت قائلة: “ستلعب تركيا دورًا مهمًا، حيث تساعد هيئة تحرير الشام في إعادة البناء والإعمار، بالإضافة إلى أن سوريا تحتاج إلى الاستثمار، وستلعب تركيا دورًا مهمًا في كل خطوة على الطريق”.
ونوهت الصحيفة إلى أن تعهد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن تساعد الشركات التركية في إعادة بناء سوريا تسبب في ارتفاع أسهم شركات البناء والأسمنت التركية، رغم سمعتها المتضررة بسبب الدمار الواسع النطاق بعد الزلازل، التي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا في أوائل العام الماضي.
أرم نيوز