مقالات وآراء سياسية

الفريق البرهان لم يكن جزءا” من عملية إنضمام كيكل

إذن لماذا قدم البرهان لمنطقة الغر يوم أمس؟

عبد الواحد احمد ابراهيم

 

للإجابة على هذا السؤال يجب وضع تقديم بسيط عن وصف شخصية القائد أبى عاقلة كيكل الذى لم يكن غواصة للاستخبارات داخل الدعم السريع بالمعني الصحيح كما زعم ترويجه …

فعلى الرغم من أن فكرة تكوين درع البطانة كان بايعاز من بعض العسكريين والسياسيين حتى يتم به كبح جماح حميدتي في ذلك الوقت بل أن المؤتمر الصحفي انعقد داخل الخرطوم (الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة فى حكومة عمر البشير) .

كذلك مشروع أبى عاقلة كيكل ليس هو مشروع كيزان ولا هو حركة إسلامية على الرغم من علاقاته مع منظومة الكيزان كأجهزة كانت حاكمة وقتذاك .

فبعد تكوين الدرع وبعد جولات وندوات فى الوسط والشمال وحتى غرب السودان إلا ان ابى عاقلة إنصدم بعدم الموافقه على تسليحه بواسطة القوات المسلحة قبل حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م حتى نصحه داعميه العسكريين بالذهاب للدعم السريع ليتم تسليحه وكان ذلك قبل الحرب وحتى جاءت المفاجأة الكبرى بانضمامه لمليشيا الجنجويد بعد الحرب

فالمعروف عن أبى عاقلة انه شخصية تمتلك دهاء وفراسة فطرية وهو رجل مقدام (قومابى) (أخو اخوان) وهو ليس شخصية مجرمة ولكنه صاحب طموح خاص وهذه من الميزات الاساسية التى تعجب انسان البطانة تحديدا” وهى ميزات جيدة بالنسبة لهم و لكل من يبحث عن امجاد شخصية وكذلك هى مهمة للشخص كى يصبح قائد يلتف حوله الجماهير فى منطقة البطانة والجزيرة ككل

فطيلة فترة تواجده مع الجنجويد كان أبو عاقلة كيكل مهتما” بتامين وتوفير الحماية لأهله بقدر المستطاع وقد عمل على حماية عشيرته فى شرق الجزيرة وكذلك بذل محاولات فى بعض مناطق الجزيرة الاخرى (تسليح اهالى السريحة وسليم وموقفه مع اهالى التكينة والهلالية ومناطق اخرى تحت ذريعة حماية أنفسهم من المتفلتين) لذلك جاء إنضمامه للقوات المسلحة وإنسلاخه من الجنجويد وبالا” على مواطنى تلك المناطق وبالذات مواطنى شرق الجزيرة ودفعوا إذاء ذلك ثمنا بالتهجير والقتل والنزوح مما دفع بمعظم هؤلاء الاهالى بالمنطقة للإلتفاف حول قواته ودعمها لمجابهة ظلم تلك المليشيا وتحرير أرضهم منها … هذا فيما يخص كيكل .

واما ما سوف لن اذكره هو الآلية التى تمت بها عملية تركه للجنجويد وعودته للقوات المسلحة ولكن الذى أذكره هنا هو عبارة عن معلومة عن الكيفية التى يدير بها الفريق البرهان هذه الحرب وفق نظرية ما اسماه (الحفر بالإبرة) حيث يقوم بتوزبع الادوار بينه والفريق ياسر العطا والفريق شمس الدين الكباشى وفق ثلاث محاور وخطط تتقاطع حول هدف واحد هو إنهاء تمرد الجنجويد وإنهاء المشروع السياسى لاحزاب الحرية والتغيير(قحت) التى تدعمه وذلك بمساعدة عامل اساسى هو الشعب السودانى وموقفه ضد مليشيا الجنجويد .

هذه الثلاث محاور ورثت دولة بوليسية كان يحدد مصيرها عنصران هما جهاز الامن وفصيل التجار من العناصر الفاسدة وذلك طيلة فترة حكومة البشير التى كانت فيها الحركة الاسلامية تستخدم هذين العنصرين لتصفية خصومها .

فمنذ بداية الحرب وبعد ذهاب البرهان من الخرطوم إلى بورتسودان اصبحت هناك فئتان لجهاز الامن واحدة فى بورتسودان حول البرهان وآخرى فى أم درمان حول ياسر العطا وبينهما تقاطعات ولعب أدوار ومن بين تلك الأدوار عملية إنضمام كيكل للجيش والتى قامت بها المجموعة المقربة للفريق ياسر العطا مع تغافل وصمت مجموعة البرهان التى اكتفت بالمشاهدة والمتابعة والتحليل لكى تتم السيطرة على نتائج تلك العملية وإحتواءها فى نهاية المطاف لو كانت سلبأ “أو إيجابا” .

من هنا ولأسباب ذاتية تخص البرهان وأخرى موضوعية تخص المنطقة ككل جاءت زيارته إلى منطقة الغر حيث تتواجد فيها قوات درع السودان بقيادة كيكل .

فقدوم السيد قائد القوات المسلحة الفريق اول عبدالفتاح البرهان شخصيا الى حيث تتواجد قوات درع البطانة بمنطقة الغر والعفايا وإعلانه عن مباركة وتدشين قوات سهل البطانة بالإعلان عن قوى او فرقة عسكرية قوامها .(١٥٠٠٠) عنصر يتوزعون على خمسة ألوية بمنطقة الصباغ بالبطانة الشرقية شمال حلفا الجديدة على بعد ٨٦ ميل منها ومعللا” ان طلب هذه القوى جاء لحماية المنطقة سبق ان تقدم به ناظر عموم الشكرية السيد العميد معاش احمد محمد حمد ابو سن وجاءت الاستجابة الآن فى وقتها … هذه الزيارة وهذا القدوم له اسباب خاصة وعامة اى سبب ذاتى لأحتواء الموقف بعد تصريحات القائد أبى عاقلة كيكل وسبب موضوعى أساسه أن للمواطنين الحق فى المقاومة والدفاع عن اراضيهم بالصورة التى يحددونها او يرونهاحيث جاء خيار الدرع وإنطلاقه من منطقة الغر هو الوسيلة المتاحة للمقاومة الآن .

لا شك ان ألاجهزة الأمنية ومن ورأئها مجموعات سياسية هى التى تدفع بالمشهد العسكرى والسياسى وينعكس ذلك من خلال تطابق وتناقض تصريحات السادة والقادة سياسيين وعسكريين

لا شك ان الشخص الذى يعلم ما يدور فى منطقة الغر والقطاع الشرقى للبطانة (وهذه هى منطقة تواجد القوات المنوط بها تحرير مدنى والجزيرة) يعرف جيدا الاخبار والاحداث التى تحدث مع جميع القوات العسكرية المتواجدة هناك من القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والمستنفرين والبراؤون وقوات درع السودان او البطانة والمشتركة .

حيث كانت زيارة البرهان هى لاحتواء تلك المشاهد وتغطية التصريحات السالبة وتوحيدها خلف او تحت لواء القوات المسلحة وإنهاء حالة الاستقطاب الحاد الذى كلن طرفه السياسيون المتواجدون هناك .

زيارة البرهان جاءت مباشرة بعد تصريح تم تداوله منسوبا” لقائد درع السودان بإعلانه عن عدم ذهابه لبورتسودان من قبل أن يعود النازحون الى ديارهم وان مكانه هى سوح النزال والمعارك ومواقع القتال وليس المكاتب فكان رد البرهان هو هذه الزيارة التوفيقية لتوحيد الرؤيا و لتنفيذ الخطط .

السبب الموضوعى هو إدراك السيد القائد العام للجيش بأن ما يدور فى منطقة البطانة ذات الطبيعة الخريفية الأخاذة والتى لم تعد هى تلك المنطقة التى كان يزورها عمر البشير سنويا فيما عرف بخيمة الحاردلو (للعرضة) (وأكل كبدة الحاشى) بعد ان تدجنت بالكلاشنكوف والآربيجى والدوشكات وكذلك لم تعد هى الأرض التى ساح الفريق البرهان فى مراعيها وأكل فيها (الدبليبة) بعد ان اضحت تلك المراعى عبارة عن خيم للنازحين .

وكذلك لم يعد مواطن البطانة الهادئ صاحب الروح البدوية الرعوية المسالمة والمسامحة بعد أن نزح وهجر داره بسبب غزو الجنجويد كسابق عهده قبل الحرب .

والسيد القائد العام يعلم دون غيره أن ما يحدث فى شرق الجزيرة عبارة عن مقاومة مسلحة وثورة تطورت ادواتها من سلمية ضد الحرامية إلى حمل السلاح لاسترجاع الأراضي والبيوت والمدن المسلوبة وضد الجنجويد المغتصبين أنفسهم عليه فإنه لا بجب ان تكون عملية تحرير مدينة ود مدنى والجزيرة أمرها مربوط بوضع ترتيبات ما بعد الحرب وطرد الجنجويد من هذه المناطق حيث تؤكد المعلومات على عدم وجود قوى تذكر للجنجويد فيها وذلك بعد قذف الطيران والحصار الاقتصادى والاجتماعى المفروض على الجنجويد هناك ويشاهد المواطنون الموجودون هناك حالات انسحاب وسفر يومية من الجزيرة تحديدا مدنى والحصاحيصا وشرق الجزيرة تمبول ورفاعة ومعظم قرى الجزيرة .

فى مدينة رفاعة والحصاحيصا وقرى الجزيرة ناحية الوسط بها عدد غير قليل من السكان لم يغادروا وهم فى اوضاع شبه كارثية وظروف اقتصادية ونفسية غير طبيعية لكنهم يتعايشون مع الواقع .

إذن تفيد المعلومات بان الجزيرة فاتحة امام اى متحرك للجيش الذى سوف لن يجد صعوبة او مقاومة جنجويدية فى دخولها .

ولكن نسبة لتحرك الأحداث بعد أن اصبحت مليشيا آل دقلو عبارة عن جماعة متفلتة ليس لها مركز قيادة موحد فالأمر متروك لتقديرات القيادة وتحديد السيناريو الذى بموجبه تتم عملية دخول القوات المسلحة الى داخل مدينة ود مدنى وبالتالي كل الجزيرة .

كذلك من الاسباب الموضوعية لزيارة البرهان لمنطقة البطانة متحرك الشهيد العميد أحمد شاع الدين هى اكتساب فهم أعمق لتناقضات السياسية فى المنطقة وتحديد ومعرفة القوى الأساسية التي يمكن الإعتماد علبها فى تحريك الصراعات فيها لصالح وضع سيناريوهات هذا التحرير ودخول الجيش إلى مدينة ود مدنى .

فى المقالة القادمة سأتناول الاسباب الموضوعية والذاتية الاخرى وراء زيارة الفريق البرهان لمنطقة الغر .

ودمتم

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. (الاسباب الموضوعية لزيارة زولك ده لمنطقة الغر) العايز تعرضها في المقالة القادمة خليها لنفسك يا خوي .. لان كلامك ده لا يهم أحدا سواكم فقولوا لجماعنك في هواء البطانة الطلق وناس الغر وبورتسودان على البحر وانتم تأكلون السمك مع مناوي و شيبة ضرار .

  2. ماتشكر لينا الراكوابة في الخريف، تعرف مهما كآنت الأسباب فالخيانة لمن وثقوا فيك عيب وما تصرف أولاد رجال، كيكل دا زول زبالة ساكت وخاين ومنافق وجبان كمان، قال كيكل قال. الآن أى متحرك قاده كيكل هزم من اشاوس الدعم السريع ويفر كيكل هاربا، هو لو راجل ود رجال يثبت يموت في أرض المعركة بهرب ليه.

  3. تقرير فشنك ارهاصات فهم متقوقع او تمني ليس الا ….ماذا تعني 15 الف حديث عهد باستعمال السلاح بجحافل من الدعم السريع يا ناس اعقلوا ولا يتموا الاطفال وترملوا النساء لن يكون في هذه الحرب منتصر امشوا جده وفكونا من ساقية الدم هذه. الم تتذكروا تحليل طارق كجاب تحليل عسكر ي لتحرير الجزيرة نحتاج الي مليون سياره دفع رباعي!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..