ديسمبر المتفردة واحتيال العسكر
رشا عوض
إننا لا نطالب بالديمقراطية من أجل الحصول على حكومة لا تخطئ يديرها عباقرة بأخلاق ملائكة! بل نطالب بها لأنها أكثر الأنظمة السياسية التي تجعل الحكومة تحت الرقابة والمساءلة الشعبية الأمر الذي يعظم فرص التصويب وصولاً إلى عزل الحكومة الفاشلة وإبدالها بأخرى وفق تدابير دستورية وقانونية! وهناك فرصة لعدم تجديد التفويض الانتخابي للحزب أو الأحزاب التي أتت بحكومات فاشلة.
وبالتالي من الغريب جداً بل المضحك أن يأتي أحدهم ويقول لك أيام الديمقراطية كانت هناك “صفوف خبز وبنزين ومافي سكر عشان كدا أحسن لينا العساكر”!
وجود الحرية يتيح لك الاحتجاج والتظاهر وتبديل الحكومة الفاشلة!
لكن في ظل حكومة العسكر توجد صفوف الخبز والبنزين وكل أنواع الأزمات التي هي في الأساس “حصاد الأنظمة العسكرية وتركتها التي ترثها الأنظمة الديمقراطية” ومن يحتج بكلمة أو مظاهرة يطلق عليه الرصاص أو يسجن! أفق التغيير والتصويب والمساءلة مسدود تماماً بالدبابة والبندقية والسجون!
صفوف الخبز والبنزين وانعدام السكر دليل على خيبة العسكر الذين حكمت أنظمتهم السودان وتحكمت في موارد البلاد 54 عاماً من عمر الاستقلال!
لو الحكم العسكري ناجح على الأقل كان النصف قرن مدة كافية جداً لتوفير ضرورات الحياة وكان الشعب السوداني طوى صفحة الخبز والسكر وانتقل إلى مستوى أعلى من الصراع.
بعد ثورة ديسمبر تجاوز الوعي الشعبي فكرة الاستنجاد بالعسكر لحل أزمات الحكم، انقلاب 25 اكتوبر 2021 خرجت التظاهرات الضخمة ضده قبل أن ينفذ أي في 21 اكتوبر، وعندما كانت الحكومة الانتقالية مخنوقة بالأزمات تظاهر المواطنون من أجل تطوير الأداء وإنجاح مسار الانتقال المدني وليس من أجل إسقاط الحكومة رغم مثابرة غواصات الفلول على فرض هذا التوجه على قوى الثورة، لذلك لم يجد العسكر الطامعون في السلطة سوى تصنيع حاضنة “توم هجوية” توجوها بما يسمى اعتصام القصر (اعتصام الموز) ونفذوا انقلابهم الذي ولد ميتاً وقابله الشارع بالمقاومة التي ارتقى خلالها 120 شهيداً ومئات الجرحى!
ديسمبر استعصت على الاستسلام للانقلاب العسكري وقاومته.
أشعل الكيزان حرب الخامس عشر من ابريل 2023 لهدف واحد هو طي صفحة الثورة نهائياً واستئناف “الإنقاذ” مجدداً بواسطة الجيش وكتائب الظل والأجهزة الأمنية بعد ضربة قاضية للد.عم السريع تخرجه من الميدان العسكري نهائياً أو على الأقل تعيده إلى بيت الطاعة كخفير لنظام الكيزان!
رغم أن الحرب لم تحقق المخطط له في سويعات أو أسابيع، إلا أن أبواق العسكر تحاول جاهدة أن تجعل من الحرب رافعة سياسية للحكم العسكري مجدداً عبر ما نشهده من تزييف للحقائق وتضليل واستماتة في تحميل وزر هذه الحرب للقوى المدنية وأحياناً للثورة في حد ذاتها!
ما يحدث في الساحة الإعلامية انحدر من خانة التضليل إلى درك “التعهير” بدون أدنى مبالغة!!
تزوير في حقائق نعايشها لحظة بلحظة ونراها بام أعيننا!
من يخوضون الحرب من الكيزان والعسكر على أجساد الأبرياء يسرقون لسان الشعب السوداني وبمنتهى البجاحة ينطقونه بسرديتهم وبأقوالهم هم!
يزعمون أن الشعب بعد هذه الحرب كفر بالأحزاب السياسية وبات ينضح بالكراهية والغضب تجاه قحت وتقدم ويتوعد قياداتها ومناصريها بالضرب والطرد من الوطن أو الشنق في ميادين عامة! وكأنما هذه الحرب أشعلتها الأحزاب! وفي ذات الوقت يسبح الشعب بحمد العسكر الذين سرقوا الشعب عندما كانوا متفقين وقتلوا الشعب عندما اختلفوا في قسمة المسروقات فتقاتلوا بالأسلحة الثقيلة وسط النساء والأطفال والعجزة! لا تستطيع أن تحصي عدد التاتشرات والعربات العسكرية ولكن يستحيل أن تقع عينك على سيارة اسعاف واحدة تنقذ الجرحى أو سيارات دفاع مدني تنتشل الناس من تحت الأنقاض!
يزعمون أن الشعب في هذه الحرب أعمى فاقد للبصر والبصيرة فلا يرى الكيزان ومليشياتهم وأجهزتهم الأمنية وهم يخوضون الحرب وبأجهزتهم الإعلامية يؤججون نيرانها، فيبحث عن أسباب الحرب وسط القوى المدنية التي لا تحمل عكازاً ولا عصا!
أما الغضب من انتهاكات الد.عم السريع فيجب أن لا يتوجه إلى من صنعوه وسلحوه وجعلوا منه جيشاً موازياً للجيش ورفض برلمانهم المأفون منح وزير الدفاع الحق في تعيين قيادته ويجب أن لا يتوجه إلى الجيش الذي شارك الدعم السريع في انتهاكات أفظع من انتهاكات الحرب الحالية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وحتى في هذه الحرب بل يجب أن يتوجه الغضب الحارق إلى القوى المدنية ليس لأنها لم تدن انتهاكات الدعم السريع بل لأنها أدانت انتهاكات الجيش مثلما أدانت انتهاكات الد.عم السريع، ولكن المطلوب كيزانياً من القوى المدنية ليس فقط أن تكتفي بإدانة الدعم السريع وتتستر على انتهاكات الجيش بل المطلوب منها أن تتماهي مع سردية أن الد.عم السريع شيطان رجيم هبط على سماء السودان صبيحة الخامس عشر من ابريل 2023 فتصدى له جيش من الملائكة!
هذا “التعهير الإعلامي” هو نتاج سلسلة من العمليات المنهجية للتلاعب بالعقول والغرس المستمر للأكاذيب، والتعاقد مع شركات متخصصة في التلاعب بخوارزميات السوشيال ميديا وصناعة الحسابات الوهمية (جيوش المنقبين) ودفع ملايين الدولارات لها لصناعة الزيف وتصوير الرأي العام السوداني كنصير للعسكر وكمؤيد ومحب للحرب وكاره للسلام ورافض للقوى المدنية الداعية للسلام والديمقراطية.
الزمن كفيل بتعرية كل الأكاذيب، ومهما يكن من أمر فان الحق أبلج والباطل لجلج
محاولة تقديم خطاب يؤسس على التوق للتحول للديمقراطية لأنها ترتكز على المراقبة والمساءلة عباره عن انشاء غوغائيه تتموضع حول زخرف اللغه والمرواغات اللاموضوعيه وذلك لان خيار الديمقراطيه يحوى إجراءات وسياق ومبادئ ومخروطياته بناء الدوله من منظور البناء السياسى والارتقاء المدنى للسياسه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
والسودان لم يؤسس دوله منذ 1956 وانما تم تأسيس منظومه اداريه على شاكله نهج المستعمر تعمل بمرجعيه امتيازات الوظيفه ويقودها مجموعه مركزيه ذات مصالح متشابكه تعمل كدوله عميقه وافنديه ونخب غردونيه مركزيه فاشله وحاقده ومتعاليه على الجماهير ……………………………………. ومن ثم أسست أحزاب جهويه لا تمارس الديمقراطيه الا زيفا وشعارتيا ولا تؤسس للممارسه الديمقراطيه داخل الحزب…………………………… الديمقراطيه تستلزم التربيه المدنيه وتاصيل السلوك الديمقراطى في الأداء السياسي.
من الطبيعى التوق للديمقراطيه لا للحكم العسكرى ولكن منظمات المجتمع المدنى والأحزاب الديمقراطيه غير ديمقراطيه من حيث الممارسه , فالحديث عن الديمقراطيه هو انشاء وخطاب استهلاكى ساكت……………………………………
جربنا الحكم الديمقراطى عبر انتخابات ولكن كانت النتيجه ظلم وفساد وانعدام خدمات وانعدام مواد تموينيه وطرد حزب من البرلمان وتضخم عنف الدوله تجاه أصحاب الراى, ثم في الديمقراطيه عشنا اختراق الأحزاب للجيش وتسليم السلطه للجيش , لافرق بين الحكم العسكرى والحكم الديمقراطى الذى طبق في السودان حيث انعدام المحاسبه والمساءلة في كليهما……………………………………………………
ادعاء ان الديمقراطيه في السودان تتيح عزل الحكومه الفاشله وابدالها وفق تدابير دستوريه وقانونيه ……دا حصل متين في السودان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ادعاء ان ثورة ديسمبر استعصت على العسكر!!!!!!!!!!!كلام انشائى ساكت ولا سيما ان ثوره ديسمبر انتجت هبوط ناعم وتماهى مع العسكر وإعادة انتاج الكيزان جهارا نهارا وفتحت الباب للتدخلات الاقليميه المحوريه والدوليه ………………….. ثورة ديسمبر لم تحقق اهداف الجماهير بل تبنت شعارات الحزب الشيوعى السودانى(حريه سلام عداله) ولم تحقق ولا واحد فيها …………….. برز خطاب ان الثورة مستمره والثوره لاتنتهى كخطاب اسقاطى رغائبى ساكت- ودا كلام فارغ ساكت ……………………..ودا جهل معرفى بماهيه الثورة وظروفها الموضوعيه …………….ولاسيما ان السودان على وشك الانهيار من حيث التقسيم والانعدام من الوجود ودا رهين بسقوط الفاشر وقد نتوقع هجوم يوغندا ودول جوار أخرى على السودان ——
تسويق ان الكيزان اشعلو الحرب ——هذا خطاب جدلى ونقاش استهبالى ذاتى لا موضوعى لان معطيات الواقع تؤكد ان اجتمعات 12 و 13 رمضان ( اجتماعات تخطيط انقلاب) في دار حزب الامه وتواجد ياسر عرمان وخالد سلك وطه والواثق البرير وقيصل في بيت الأمير حميدتى وتواجدهم مع عبدالرحيم دقلو ( قابلهم اركو مناوى ومالك عقار) قبل ليله من بدايه الحرب يؤكد من بداء الحرب + تصريح الأمير حميدتى ان الاتفاق الاطارىء سبب الحرب وكذلك خطابه امام الرباعيه -لماذا خليتونا نبداء للحرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما سرديه ان مليشيا العطاوة(الدعم السريع) شيطان رجيم اى شيطان رجيم لكن لم يهبط من السماء ولكن صنعه الكيزان وضخمه البرهان واحتضنه قحت-تقدم ووظفته الامارات كبيدق لتحقيق أهدافهم الامبرياليه لمصلحه مشروع الشرق الأوسط الجديد وصفقه القرن -انفاق ابراهام وتجفيف المنطقه من الإسلام السياسى وتفكيك دول الممانعه واهداف أخرى………….
الكذب سمه غير اخلاقيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
توظيف الاعلام في الحرب الحديثه واستغلال وسائط التواصل الاجتماعى عبر التلاعب بالخوارزيمات دا جزء من الحرب ……
والدعم السريع له شركات بالامارت تعمل تخليق اعلام تزيفى وحسابات وهميه وفبركه فيديوهات وغيرها ————–حرب الاعلام لا تقل عن حرب الميدان ———فطرفى الحرب يشتغل عليها وهذه هي الحرب الحديثه —————ما هو الغريب في الامر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم الزمن كفيل بفضح العملاء وكشف الحقائق وفضح من اشعل فتيل الحرب ولمصلحه من والان الحقائق بداءت تظهر ( المقدم ………. بتاع لجنه التمكين بداء لايفات يفضح فيها القحاته ولكن يتم ضرب لايفاته وحيظهر الكثيرون في الأيام القادمه )……….
تعود كتاب و صحفيو و مثقفو السودان على اجترار الماضي و العشق في التشبث بالماضي
ثورة ديسمبر 2018 انتهت يا استاذة رشا , فالاجدى و الأفضل ان يكون الحديث الان عن ثورة جديدة على ثورة ديسمبر و ما بعدها
نحن الان في مرحلة الثورة على ثورة 2018 و هنا لا اقصد الثورة المضادة و لكن اقصد تصحيح المسار الوطني فقد بني للاسف على باطل و ما بني على باطل فهو باطل
و الباطل هنا هو عدم وجود هياكل شعبية مدنية مجتمعية تحاسب الثورة و تراقب عملها فغياب هذا العامل هو الذي أجهض ثورة دسمبر حيث تمخضت عن فئران يأكلون قوت اهل الدار اي الشعب ثم تأتي القطط الخارجية لتلتهمهم و تكنسهم كما حدث و قد ( حدس ما حدس و كلكم تعرفون ما حدس )