
اسمحوا لي ولمصلحة هذه القضية المزعجة أن أُسقط كل ما علمته بنفسي أو سمعته من رواة ثقاة طوال عام ونصف قضيتها في مناطق الحرب، عن ظهور طبقة من عديمي الضمير فاسدي الذمم والأخلاق ضعيفي الدين، رغم ادعائهم التدين الذي وضح أنهم ليس لهم فيه إلا المسوح الظاهرية والمظاهر الخارجية، الذين تكالبوا على إغاثات المنكوبين من النازحين تكالب الأكلة على القصعة، ساعدهم على ذلك، أنهم لسخرية الزمان كانوا من المشرفين على التوزيع، سأسقط كل الحكاوى والمواقف المخزية لهؤلاء مما علمته وسمعته واكتفي فقط بإيراد إحدى الروايات الرسمية التي وردت خجولة على لسان أحدهم الذي اعترف بتسرب بعض المواد الإغاثية للأسواق، وغير هؤلاء الحرامية الصغار التافهين الذين يخطفون اللقمة من الأفواه المنكوبة الجائعة، هناك حرامية آخرون من الوزن الثقيل يتحينون الفرص ويتصيدون الأزمات والكوارث ليستثمروا في فواجع الناس ونكباتهم وأحزانهم ويتربحوا منها ويكسبوا المليارات، وقد وجدوا فرصتهم بل ضالتهم في كارثة الحرب الحالية، فتحركوا بسرعة لاغتنامها والاغتناء منها تحت دعاوى استجلاب الدعم والإعانات والإغاثات من الخيرين داخل البلاد وخارجها، فبرزوا إلى العلن كما تبرز الثعالب الماكرة وأعلنوا أنفسهم مغيثين لمتضرري الحرب، في محاولة لاستغلال العلاقات المشبوهة التي بنوها مع بعض الأطراف الداخلية والخارجية بمقدراتهم البهلوانية على التضليل تارة والتزلف أخرى..
قالت امرأة منكوبة في إحدى المناطق المتضررة بالحرب لمن تفقدها يسألها عن حالها..
البيت اتهد فضلت بس الدانقة الواقفة دي، ناس الإغاثة مع البياح جابو لنا أكل، وقالولنا امشوا طرف الشارع شان الموية، أنا أبيت نرحل أخير نقعد نحرسا، وكان فتنا نلقى مساعدة وين، الوليدات دايرين الأكل والهدوم، الصغير مورود وبطنو واجعاهو من برد امبارح، كان لقيت لي حبة نعناع، لكن أغليها وين…
لا شك أن قلبك قد انفطر وطفرت منك دمعة عزيزي القارئ على حال هذه المرأة الضعيفة وغيرها من آلاف الروايات والحكايات الحزينة التي يتفتت لها الصخر العصيا وليس فقط الأكباد الرطبة، هذا غير من استشهدوا بدانة أو طلقة طائشة أو برميل متفجر أو بكوليرا أو حمى ضنك أو خلافها من الأمراض التي لم تجد العلاج، أو بانهيار حائط أو مبنى قصفه الطيران إلى آخره، هذا الحال البائس الذي (يحنن الكافر) ويجعلك تندفع في هاشمية فتخلع جلبابك الذي ترتديه وتغطي به ذاك الطفل الصغير المورود الذي يرتجف وتصطك اسنانه من أثر الحمى والبرد، لا تراه حكومة بورتسودان ولا يراه هؤلاء الحرامية الأنذال الذين نزعت الرحمة من قلوبهم، سوى فرصة سانحة لنهب وسرقة ما يجود به الخيرون من الدول على هؤلاء الضعفاء المساكين، وتحويله لمصلحتهم ومنفعتهم الشخصية ومنفعة تابعيهم ومنسوبيهم وأصدقائهم والمتاجرة في المعاناة واستثمار الكارثة وتحويل الإغاثات إلى صفقات تدر عليهم المليارات.
علينا أن ننتبه، وعلى الشباب الطاهر الذي لم يتلوث بحب السلطة أو المال ممن انخرطوا في تجرد ونقاء في التكايا وعمليات الإغاثة والعون للمنكوبين من النازحين أن ينتبهوا لكشف وفضح هذه الممارسات اللا إنسانية التي تتخفى وراء لافتة الإنسانية، فعند الأزمات والكوارث هناك دائماً أناس شرفاء يبذلون كل ما يستطيعون وما يملكون لتقديم العون والمساعدة، وعلى الضد من هؤلاء الأفاضل هناك أيضاً الحقيرون الخسيسون الذين يسخرون كل ألاعيبهم للاستفادة بأقصى ما يمكنهم من الأزمة أو الكارثة لمنفعتهم الشخصية والتربح منها، هؤلاء هم عباد المال لا مبدأ لهم غيره ولا عقيدة فأحذروهم.
الاستاذ الشجاع الشارب من موية روابه، قل ان يوجد مثلك في نقاء السريرة ونقاء الجيب من كل حرام، اخى حيدر الكيزان هؤلاء ليسوا بشرا هؤلاء من سلالة الحن والبن الذين كانوا يسكنون الأرض قبل خلق آدم، هؤلاء الذين فسدوا وقتلوا، غايتوا واحد منهم نفد من الموت واوجد لنا سلالة الكيزان الحاليين، هذه الحرب أخى حيدر أثبتت أن غالبية الشعب السوداني حرامية وقسما مافعله أهل مدينة ود مدنى من جشع واستغلال للنازحين من الخرطوم يجعلك تستفرغ احشاؤك من القرف، لذلك ما حل بالشعب السوداني هو درس من رب العالمين عشان نعرف بعض كويس وحكاية أسماعيل حسن ود حد الزين، لو ما جيتا من زى ديل وا اسفاى وا ذلى طلعت حنك بيش كما تقول لغة الشارع، لذلك لاغرابة في أن يكون هنالك مصاصى دماء من سماسرة الكيزان وتأكد تمامآ لو بحثت تحت تحت حتلقي هؤلاء كيزان، لذلك السودان اصبح دولة غير صالحة للعيش وحتى إذا أنتهت الحرب مادام نفس هؤلاء الحرامية موجودين يبقي مافي فائدة،
مشل مدنى الطنا مالك!؟ امش بورتسودان، كسلا، القضارف، مروى، عطبرة، بربر، دنقلا، حلفا، نفس السلوك والاخلاق!!
لقد أظهرت هذه الحرب حقيقة معدن هذا الشعب وهو ابعد ما يكون من الدين ولقد اثبتت هذه الحرب جشع وطمع وانانية الغالبية العظمي لتظهر حقيقة ان تدينه مجردة قشرة فوقية ولقد راينا كيف عاني النازحون الذي احتموا باهلهم في الولايات وكانوا يفتكرون ان القبة تحتها فكي فكلنا نتزكر التوسنامي الذي ضرب اليابان وكيف ان الشعب الياباني تضامن مع بعضه لدرجة ان يحمل الياباني الذي يعبد الهه بوذا ما فاض عن حاجته ليضعها علي رفوف البقالات التي بدورها قامت بالتوزيع المجاني اما لصوص الإغاثة فهولاء،ليسو ببشر لعنة الله عليهم ، ،، ايها الكاتب نحن كفار بجدارة وليس من يعبد البقر او بوذا