مقالات وآراء

بالتجربة .. تبديل العملة قصف آخر على المدنيين

معمر حسن محمد نور

 

العدت نفسي عن التفكير في تبديل العملة. ببساطة لانني لا املك ما يحوجني الى الذهاب للمصرف. ما تبقى لي اكمل الشهر تقريبا مع المزارع الشريك لتحضير الارض للموسم الشتوي. اما انا فكنت المع من صحن الصيني وجيبي ورصيدي في البنك ، افرغ من فؤاد ام موسى. لكنني فوجئت ضحى اليوم بالمزارع ياتيني بالمبلغ لان صاحب البابور ، اخبره ان محطة الوقود ، ما عادت منذ الامس تقبل بالعملة القديمة .. وعلمت بالتزاحم في البنوك حيث الصفوف تمتد لخارج البنك وتتلوى. اما تجار السوق ، فقد توقفوا عن استلام العملة القديمة ، وإن كان لك عليهم اي مبلغ ، اعطوك اياه بالعملة القديمة.

الم يقرأ هؤلاء قوله تعالى (الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون ٫ واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون) .

هذا يا سادتي ، في ولاية مشمولة بتبديل العملة ، اي انها تحت سيطرة حكومة الامر الواقع. بالطبع انزعجت جدا ورأفت بحال صاحب البابور الذي اكمل عملة دون ان يأخذ اجرته. هل يمكنكم تصور ذلك؟ ترى ما الذي سيحدث مع سيد اللبن مساء اليوم؟ . ذلك الذي لا يملك هاتفا ذكيا ان كان له هاتف من الاساس؟ ماذا سيحدث ما بائع الخضار؟ هؤلاء الذين اعتزلوا الحرب لانهم لم يشعلوها . ولا يمثلون حواضنها الاجتماعية؟ . ايكون ذنبهم انهم ولدوا في بلد اسمه السودان ، يتقاتل فيه طرفان على اجسادهم ، وسلطات يمثل المواطن لديها مجرد رقم.

لا ضير في تحويل التعامل من الكاش الى الرقمي الاليكتروني. ولكن ، لماذا يكون المواطن الذي لا دخل له في الحرب ضحية؟ .

ياخذ اصحاب السيادة والسياسة القرار. فيتفنن الاداريون في زيادة المعاناة وكأن الشاعر قد عناهم حين قال :

كلما انبت الزمان قناة,,, ركب المرء في القناة سنانا

في الواقع ، ان ما يحدث في تبديل العملة ضرب آخر من قصف المدنيين ، لا نقول الا ما يرضي الله. لا حول ولا قوة الا بالله. وحسبنا الله ومعم الوكيل.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..