الثورة السورية … لماذا الآن؟
عصام الدين قطبي الحسن
كجزء من ثورات الربيع العربي الذي شملت تونس وليبيا ومصر فى عام 2010م إنطلقت الثورة السورية من احتجاجات شعبية عفوية بسيطة سلمية في بعض المناطق السورية عام 2011م تطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية ، لكنها سرعان ما عمت معظم مناطق سوريا. إستخدم النظام السوري السلاح لقمع المظاهرات السلمية فسقط مئات الآلاف من الضحايا ، وتشرد الملايين نزوحا في الداخل السوري ولجوءاً في مختلف بقاع العالم ، وتحولت سوريا إلى أزمة دولية وساحة للصراع بين القوى الإقليمية والدولية.
لماذا لم تتمكن الثورة السورية والتي إستمرت لذهاء (13) عاما من تحقيق أهدافها إلا الآن؟ ولماذا تدخل العراق وحزب الله وإيران وروسيا لحماية النظام السوري طوال تلك الفترة الشئ الذي لم يحدث الآن؟ وهل ما حدث الآن فى سوريا من قبيل الصدفة أم تم التخطيط له مسبقاً؟ .
التاريخ والدروس والعبر تخبرنا بأنه لا يوجد شئ يتم بالصدفة فى العالم من حولنا وكل الأحداث يتم التخطيط لها بإستراتيجيات طويلة المدى بما يسمي بسيطرة النفوذ (الأقطاب) والسيطرة علي الموارد التي تغذى وتضمن إستمرارية الإمبريالية العالمية , وعادة ما يتم إهامنا بان ما حدث كان صدفة, ونظرية الفوضى التي يعقبها إعادة ترتيب الأمور وفقا لمقتضات الإستراتيجية الجديدة نظرية إدارية معروفة ويتم تطبيقها فى الدول العربية بنجاح.
إذا نجحت الثورة السورية فى أيامها الأولى فى الناتج كان لن يخرج عن النماذج الموجودة حالياً لبلدان الربيع العربي وهذا لم يكن مرغوباً فيه لا شكلاً ولا وقتاً للدول المستفيدة المباشرة من ذلك وهي إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية لأن سوريا تمثل رأس الرمح فى تنفيذ المخطط الصهيوني الذي يهدف لإنشاء دولة إسرائيل الكبري من النيل الي الفرات. الثورة السورية والتي علي مدي (13) عاما تدرجت فيها من العفوية السلمية الى مسلحة بإنشقاق ضباط من الجيش السوري وإنضمامهم لها ثم أصبحت طوائف وفرق تم إختراقها خارجيا وإمدادها بالمال والسلاح (والأجندة طبعا) تحالفت مع داعش وتخاصمت معها الي أن وصلت الي ما وصلت إليه الآن وهو الشكل المناسب والوقت المناسب لتمكينها من سوريا (بلاد الشام) لخدمة أجندة خارجية دون أن تدري ذلك تتمثل فى مساهمتها فى إستكمال مسلسل الفوضى الذي شمل الدول العربية ما عدا الدول المستهدفة وهي حاليا مصر والسعودية ونلاحظ ذلك من تصريحات زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني ولغته المهادنة مع إسرائيل وفى نفس الوقت دعوته للشعب المصري والسعودي بالإنتفاضة علي الحكام.
مخطط دولة إسرائيل الكبري بالإضافة الي الأردن ولبنان وسوريا وغرب العراق يشمل أيضا شرق مصر من البحر الأحمر الي النيل وشمال السعودية ولا نعتقد أن تصريحات الجولاني سوف تؤدي الي قيام إنتفاضة بهم قريباً ولكنها قد تمثل الشرارة الأولى أو قطرة الماء التي سوف تسقى بذور الإنتفاضة الموجودة أصلا بتلك الدول , فى مصر نلاحظ ذلك من تصريحات الرئيس المصري وهو رجل مخابرات ضليع وما صرح به لا يمثل إلا رأس جبل الجليد الذي يعلمه جيداً وخوفه لا ينبع من الشعب الذي تمكن من قمعه ولكن من الجيش الذي قد ينحاز إلي الشعب ويزيله من سده الحكم , كل الجيوش التي إنهارت فى الدول العربية كان السبب هو ولاءها وحمايتها للنظام وليس للدولة والجيش المصري من أقوي الجويش فى المنطقة ولا أعتقد أنه إذا خُيّر بين النظام والدولة سوف يحمي أي نظام ويترك الدولة للإنهيار. التحولات فى السعودية والإنفتاح الأخير ضمن خطط ممنهجة لخلق معارضة متطرفة عنيفة بذورها كانت فى حالة سكون لفترة طويلة وحان وقت إنباتها لتساهم فى إستراتيجية الفوضى فى المنطقة عموما.
الوضع فى سوريا حاليا يعتبر مثالي لتنفيذ مخططات الإمبريالية العالمية فى المنطقة حيث وُجد كيان أزاح الدول المنافسة أو قل المعادية لها وهي روسيا وإيران من غير جهد أو تدخل منها , وفى نفس الوقت الكيان الموجود حالياً يسمح لهم بالتدخل بشتي الوسائل لانه مصنف كيان إرهابي وزعيمه مطلوباً لديهم , ولضمان عدم تسرب الأسلحة الإستراتيجية لهذه الجماعات فقد قام سلاح الجو الإسرائيلي بمساعدة أمريكا بتدمير كل الأسلحة الإستراتيجية الموثرة فى سوريا مستقلاً هذا الظرف (حالة عدم الدولة). الإمبريالية العالمية عادة ما تستخدم عملاء من داخل البلاد المستهدفة لمساعدتها فى تنفيذ مخططاتها ورأينا ذلك من قبل وكانت خططتهم تقوم أولاً علي تجنيد عملاء (وهم يعلمون بأنهم عملاء) بمقابل وغالبا هذه الصيغة تنجح فى حالة العملاء الأفراد ولكن حالياً وفي حالة أن يكون العميل جماعة فيتم تجهيزهم عن طريق خطط طويلة المدي والتأثير فى خطط الجماعة لتوجيها لتنفيذ خطط الإمبريالية العالمية دون علمهم وهم (الجماعة) تعتقد أنها تنفذ فى مخطط الجماعة وهذا ما قد يكون يحدث فى بلاد الشام الآن.
نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد
لماذا تمثلون دائما دور الضحية؟ يا سيد الدول التي تعيش في استقرار وتداول سلمي للسلطة بديمقراطية شفافة واحترام الاخر وحقه في الحكم لا خوف عليها ولن تستطيع اي قوة خارجية ان تنال منها فالدول تبني من الداخل لتصبح قوية ومتماسكة اجتماعيا وتنعم بالتنمية والازدهار ،،لماذا كل دول المنطقة تعاني ما عدا إسرائيل؟ لأنها دولة تمارس الديمقراطية بشفافية وبها حرية الاعلام وحرية الافراد والناس فيها سواسية امام القانون ،، يجب نشر الوعي بأهمية التداول السلمي للسلطة بدلا من اخافة الشعب بغول التدخل الخارجي فالاستقرار الداخلي هو ترياق ضد اي تدخل اجنبي، ،،،،
بلاد الشام دي فيها شنو غير الاكلات والرقص والغناء؟ شعوب من أحقر شعوب العالم ، المخ فاضي وشايفين روحهم علي الناس والوقاحه جزء من شخصياتهم والغدر والخيانه في دمائهم , لافرق بين رجالهم ونسائهم في ذلك ، تجارتهم مخدرات وغسيل أموال يحولونها لشركات ومطاعم وكافتريات ، نسأل الله أن ينصر إسرائيل عليهم .
السودان اسوأ حالا من كل البلدان خلوكم في بلدكم يا شعب العباطه والعواره ، انت ذاتك يا كاتب المقال في نظرهم ما بترقي لمستواهم المزعوم عشان كده خليكم في بلدكم ، عامل نفسه مثقف ، الله يخيبك يا عبيط .