مقالات وآراء

انت كاهن فهل انت قسيس

محمد حسن شوربجي

 

كيف لا وهم يصفون كل من ابرز فتوته وعضلاته بالكاهن…

فيا من تصفون الناس بالكهان الأ تدرون ان الكهانة هي ادعاء معرفة الغيب ، والكهنة والعرافون ربما يخبرهم الشياطين بأمور وقعت أو يطلعونهم على مفقود ، وربما احتالوا بحيل ماكرة لمعرفة مجهول فيوهموا الناس بذلك أنهم يعلمون الغيب أو الأسرار المخفية ، وإذا حصل شيء من ذلك فإنه بسبب الحيل والخداع والمكر أو التعاون مع الشياطين فالغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، كما قال جل وعلا..

فالكهانة صفة ذميمة ان الصقت هي بمسلم…

لأنه حين سئل رسول الامة ﷺ عن الكهان قال : ليسوا بشيء ، وقال : لا تأتوهم. أي لا يُأتون ، ولا يُسألون احتقارًا لهم ، وإعراضًا عنهم ، وإماتة لشأنهم”.

ولولا ذلك لما وصف الرسول الكريم بأن من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ…

اذن فمن الجهالة ان يصف المسلم اخاه المسلم بأنه كاهن…

لأن اصحاب الديانات الاخري قد تعودوها وليس المسلمون…

فهي تطلق دوما علي من يعملون في الكنائس من قساوسة وغيرهم…

فلم تداولها فيما بيننا وقد اصبح شاننا شأن شعراء العصر الجاهلي القدامي الذين كانوا يمدحون ملوكهم واحبائهم بالحيوانات …

فلقد ساءني كثيرا تداول البعض لهذه الصفة التي لا تليق بالمسلمين كثيرا…

وقد اتخذته اليهود والنصاري من قديم في دورهم وكنائسهم…

فقد قال ابن حجر : «والكهانة بفتح الكاف ويجوز كسرها ، ادعاء علم الغيب، كالإخبار بما سيقع في الأرض ، مع الاستناد إلى سبب ، والأصل فيه استراق الجن السمع من كلام الملائكة، فيلقيه في أذن الكاهن ، والكاهن لفظ يطلق على العراف ، والذي يضرب بالحصى ، والمنجم ، ويطلق على من يقوم بأمر آخر ، ويسعى في قضاء حوائجه».

وهناك حديث أبي هريرة رضي الله الذي رواه عن النبي ﷺ فقد قال : من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ. رواه أبو داود. وللأربعة والحاكم وقال : صحيح على شرطهما عن أبي هريرة : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ.

فلم اخوتي اختيار هذا الاسم المعيب…

والذي اثار يوما الخليفة المتوكل …

فلقد اتاه يوما الشاعر علي بن الجهم وهو شاعر جاهلي

والمتوكل هو المتوكل … سطوة وهيبة وجبروتا ..

فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة مطلعها:

يا أيها الخليفة ..

أنت كالكلب في حفاظك للود

وكالتيس في قراع الخطوب

أنت كالدلو لا عدمتك دلواً

من كبار الدلاْ كثير الذنوب

ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ..

فثار الخليفة وانتفض الحراس واستل السياف سيفه وفرش النطع وتجهز للقتل فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. فأراد أن يغيرها فأمر به فأسكنوه في قصر منيف .. تغدو عليه أجمل الجواري وتروح يما يلذ ويطيب ذاق علي بن الجهم النعمة .. واتكأ على الأرائك .. وجالس أرق الشعراء .. وأغزل الأدباء ومكث على هذا الحال سبعة أشهر ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه ، فدعوه له .. فلما مثل بين يديه .. قال : أنشدني يا علي بن الجهم

فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :

عيون المها بين الرصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن

سلوت ولكن زدن جمراً على جمر

ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات .. ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف ..

فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم ..! .

فهل لنا ان نغير من طباع من يسيئون استخدام الالقاب جزافا …

ليس شفقة بكاهنكم ولكن سموا الاشياء بمسمياتها …

 

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..