الدعّامة شرعية في الخارج تمرّد في الداخل
خالد فضل
إذا تجاوزنا تشنّج السفير الحارث إدريس في جلسات الأمم المتحدة , وخطرفات الفريق ياسر العطا التي تصلح كمادة (تراجكوميديا) أكثر من كونها خطاب مسؤول رفيع ترقى في قوات مسلّحة لبلد مثل السودان ؛ينضح كثير من أهله بعافية الروح والنفس والعقل رغم أسقام الجسد. وعطفا على تلك السرديات البائسة التي يرددها بعض كتبة ولايفاتية على السويشال ميديا . أو تكتظ بمفرداتها خطب الفريق البرهان قائد الجيش , فإنّ الحقائق تظل هي الحقائق مجرّدة من أي دثار .
في الأخبار المتداولة نقلا عن وزير مال سلطة الجيش في بورتسودان د. جبريل إبراهيم أنّه يفضّل إجراء مفاوضات مباشرة مع الإماراتيين بإعتبارهم أعداء لسلطته (طعن الفيل ولا ضلو) حسب ما ورد في الخبر , ليعرفوا منهم ما الذي يريدونه حربا وما يمكن أن ينالونه سلما , ومطالبتهم بدفع التعويضات وجبر الضرر جراء حربهم ضد الشعب السوداني . ولعل د. جبريل قد مهّد الطريق بحكم علاقته العضوية في تيار الإسلام السياسي ؛ وثيق الصلة بالحزب الحاكم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان , إذ تلا ذلك نشر أخبار عن وساطة تركية لعقد تلك المفاوضات . ولأن الحقيقة أول ما يُقتل بالرصاصة الأولى عند إندلاع الحرب ؛ تبقى كل السرديات محل شكوك لحين إجراء تحقيقات محايدة ومستقلة تشكّلها الأمم المتحدة أو هيئاتها المعنية مثل مجلس حقوق الإنسان . الملاحظ في هذه النقطة أنّ الدعم السريع ظلّ يطرح فكرة تكوين مثل هذه اللجان الأممية , ورحّب ببعثة تقصي الحقائق المحايدة المستقلة التي شكّلها مجلس حقوق الإنسان , و بنتائج تقريرها الأول وأيّد قرار تمديد مهمتها لعام إضافي , ورغم تحفظاته على بعض ما ورد في التقرير من تثبيت كثير من الإنتهاكات عليه إلاّ أنّه لم يوصد الباب أمام التعاون معها .وغض الطرف عن جدية ومصداقية تلك المواقف . في المقابل كان موقف الجيش من البداية رافضا لتكوين البعثة , وبالتالي استمر موقف الرفض لنتائج تحقيقاتها , بداعي أنّها لجنة سياسية استعمارية تمس السيادة الوطنية . هذه حقائق مجرّدة , لوقائع مثبتة لا تحتمل المغالطة . ربما يكون الإختلاف في تحليل سردية الطرفين ودوافعها ومدى المصداقية في الإلتزام بما يعلن من مواقف ..إلخ . وأيّا كان التحليل فإنّه لا يمكن أن ينفي وقائع حدثت بالفعل .ومنذ بداية الحرب في إسبوعها الأول وصفها قائد الجيش الفريق البرهان بأنها (حرب عبثية) كما وصفها قائد الدعم السريع حميدتي ؛ بأن الفائز فيها خسران . تبدّلت السرديات بعد ذلك , فزعم قائد الجيش بأنّها حرب كرامة _ وهو عنوان كانت جماعة المؤتمر الوطني المحظور قد أتخذته لمظاهراتها ضد الإتفاق السياسي المعروف بالإطاري_ ثمّ عاد في لقاء مع وفد إعلامي سوداني/مصري زار بورتسودان في أغسطس الماضي للقول بأنّ الإطاري هو القشة التي قصمت ظهر السودان وأنّ الدعم السريع ظلّ يحشد للحرب قبل شهرين . فأيّ الروايات يمكن إعتمادها ؟ وقائد الدعم السريع يبدأ من حرب (الخسران) لينتهي بخطاب (تحرير السودان) . أتصوّر أنّ الجانب الإماراتي سيواجه وفد الجيش بالحقائق كما هي خالية من أي رتوش أو سرديات مضللة ومنها أنّ كتائب من قوات الدعم السريع تشترك في مهمة عسكرية دولية (عاصفة الحزم) في إطار دحر المتمردين الحوثيين وإعادة (السلطة الشرعية) اليمنية المعترف بها دوليا ؛ فيما لا يزال الإتحاد الإفريقي يرفض الإعتراف بشرعية حكومتكم . وأنّ هذه القوات لم يتم التعاقد معها بوساطة شركة خدمات أمنية بل بموجب اتفاقات مع حكومة السودان في العام 2015م . فكيف تكون فصائل من نفس القوات (شرعية) وتؤدي في مهام دولية معترف بها , وفصائل أخرى منها متمرّدة ؟ بل وتتطالبون بتصنيفها كمنظمة إرهابية فكيف يجوز أن يستعين تحالف دولي مرموق يضم دولا كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى في حلف النيتو بتنظيم إرهابي _ بحسب زعمكم_ لمحاربة الإرهابيين الحوثيين في اليمن؟ إنّ الحرب الداخلية الدائرة في بلادكم وما نجم عنها من انتهاكات مؤلمة ارتكبتها فصائل من الدعم السريع ضد المدنيين والمرافق المدنية يقابله بالمثل انتهاكات مؤسفة من جانب فصائل في قواتكم المسلحة متعددة الأطراف واللافتات , ولهذا كانت دعواتنا لكم منذ البداية ودعوات كل العالم ؛ بما في ذلك 14دولة في مجلس الأمن الدولي الشهر الفائت ؛ أنّ الحرص الحقيقي على سلامة المدنيين وأوجه حياتهم المختلفة يتمثل في وقف إطلاق النار والعدائيات والإنخراط في مفاوضات جادة تنهي الحرب , وقبل ذلك الإتفاق على فتح مسارات آمنة لتوصيل العون الإنساني للمتضررين في جميع أرجاء البلاد . إنّ استخدام التجويع كسلاح يعد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية شأنّه شأن التطهير العرقي والقتل الجماعي والإغتصاب والإستهداف الممنهج لبعض المجتمعات , ولعل لكم من الخبرات السودانية من ذوي المقام الرفيع في القوانين والمعاهدات الدولية من كان يمكنكم الإستعانة بخبراتهم لتقديم المشورة والنصح فيما تتخذون من قرارات , ومعرفة ما يفيد في دعاويكم وما يضرّ بشعبكم . لقد احتفيتم بالموقف الروسي المناقض لكل حسّ إنساني ونراكم تحاولون إلقاء تبعة فشلكم على الآخرين .
الأهم من ذلك , بودّنا تنبيهكم إلى نقطة جوهرية , وهي أنّ حربكم هذه هي حرب سياسية بإمتياز , فهي لم تندلع نتيجة مخالفة أوامر عسكرية من جانب فصيل عسكري تتطلب ردعه بالقوة . نحن نعرف والعالم كلّه يعلم وأنتم أول العارفين أنّ تنظيما سياسيا معلوما (مصنّف كتنظيم إرهابي في بلدنا وبعض بلدان العالم الأخرى) تمّ إزاحته من السلطة بثورة شعبية مشهودة هو من أشعل شرارة هذه الحرب عندما كانت خطوات الإتفاق السياسي الشامل تمضي إلى غاياتها المنتظرة , وهو إتفاق توفرت له تجارب وخبرات دولية وإاقليمية رفيعة, وجرت فعالياته في بلدكم و وقع عليه بالأحرف الأولى قائدا جيشكم والجيش الذي تحاربون , وبرعاية لصيقة من الأمم المتحدة عبر بعثتها المخصصة لمساعدة السودانيين في الجوانب الفنية والتنموية المصاحبة لعملية الإنتقال السلمي المدني والتحول الديمقراطي ؛ وهو مطلب الشعب السوداني بصورة واضحة , لهذا نقول لكم إنّ حل مشكلتكم يوجد هناك في داخل بلدكم ومع شعبكم , ومن جانبنا نتعهد بمواصلة دعمنا ومساندتنا للشعب السوداني الشقيق , كما ظللنا دوما , وما فعلناه من أجله ليس امتنانا بل رد جميل ليد سلفت من بعض السودانيين الأكْفَاء الذين ساهموا معنا في قيام نهضتنا الكبرى , وما يزال مئات الآلاف منهم يعملون معنا بكل تجرّد وإخلاص ويتمتعون بكامل حقوقهم كمقيمين أعزاء في بلدهم الثاني , كما يَسّرْنا وخصصنا فرص إقامة لمن فرّوا من مواطنيكم ولاذوا ببلادنا مستأمنين أومستثمرين لم نستثن أحد على موقفه السياسي أو تصنيفه الجهوي والعرقي , مثلما نسعى لتوفير المساعدات للمتضررين في الداخل والخارج دون تمييز؛ عبر وكالات الأمم المتحدة المختلفة والمبادرات المنفردة ؛ فإن هذا واجب تمليه علينا أواصر الصلة بشعبكم كما هو واجبنا الإنساني في المقام الأول .أمّا مسألة التزويد بالسلاح ؛ نقول لكم هناك حوالي 120فصيل مسلّح ينخرط الآن في الحرب داخل بلدكم , هل سألتم من أين لهذه الفصائل الحصول على السلاح ؟ نحن من جانبنا كدولة مؤسسات , لدينا جهة واحدة تحتكر السلاح الرسمي , وأبوابنا دوما مفتوحة للجان التحقيق والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام للإجابة عبر مؤسستنا الوطنية عن أي سؤال .
إننا نتوقع منكم خطوات جريئة في إتجاه الإنخراط والإستجابة البناءة لصوت العقل ومواجهة الحقائق مجرّدة , فالحل العسكري الذي تنتهجونه لم يقدّم لكم حلولا طيلة حروبكم الداخلية العديدة ,وصفات التمرد والعمالة والخيانة والإرتزاق لديكم لم تحُل في أي وقت دون تولي من دُمغوا بها لأرفع الوظائف في حكوماتكم على مر العهود وحتى سلطتكم الراهنة . التفاوض والإتفاقات هي وحدها التي نجحت في وقف حروبكم . من جانبنا نجدد إلتزامنا الثابت بدعم أي خطوات تتخذونها في هذا الإتجاه الصحيح , غير هذا اسمحوا لنا أن نخبركم بوضوح , أننا لا نتبنى سردية جهة من الجهات المتحاربة ؛ وهي جهات عديدة وربما بدوافع مختلفة كما تعلمون . نحن ننظر إلى القضية من خارج الصندوق فنرى كل جوانبها ونقيّمها كما هي وليس كما يريد كل طرف أن ننظر إليها , هذه ليست طريقتنا نحن وحدنا بل طريقة معظم دول العالم, والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر بلادكم عضوا فيها ؛ ولعلكم لمستم ذلك من خلال تواصلكم مع كثيرين , عوضا عن استمراركم في دمغ كل الآخرين بصفة العداء , من الأفضل أن تنظروا إلى مواقفكم ؛ لربما كانت هي عدوّكم الأساسي وأنتم لا تشعرون . هذه نصيحة أخوية لكم لو تسمحون !! انتهى الإجتماع . ملحوظة قرب الباب , نعلن إستعدادنا للتعاطي الإيجابي مع أي مشروع لإعادة الإعمار حال توصلتم لإتفاقات لسلام مستدام في بلادكم . شكرا.
فاليذهب الكيزان والدعم السريع إلى مذبلة التاريخ إذ هم وجهان لعملة واحدة لا خير فيهم للوطن ولا المواطن فكلاهما اذلا الشعب السوداني وانتهكوا
حرماته وسلبوا ونهبوا ثرواته وشردوه داخليا وخارجيا والسودان الجديد يجب أن يستبعد هؤلاء المنحطين اخلاقيا وأصحاب بؤس الفكر وفقر الروح. حيث اثبتت الايام عدم صلاحيتهم لحكم قرية ناهيك عن دولة.
مسكين الشاب الحارث ادريس مطلوب منه الدفاع عن باطل ما يقوم به الجيش السودانى فهو من يملك الطائرات والبراميل الفارغة يلقيها على رؤوس الابرياء فيموتون زرافات ووحدانا مطلوب من الحارث ان يلغى تاريخا كاملا من الجرائم والانتهاكات الجسيمة ارتكبها الجيش السودانى منذ تاسيسه لانه لم يحاب قط الا عبر جماعات يقوم بتدريبها وتسليحها لتقوم باعمال قذرة كما حدث من قبل فى حرب الجنوب…اذا قترف جيشنا الباسل كل الموبقات متخطيا كافة الخطوط الحمراء حتى ان قرى انشات او اسميت على خلفية ممارسات الجيش السودانى…. قلعنا مثلا قرية تعرض فيها الجميع للاغتصاب ذكرانا واناثا…بعض الهجوم على راجا 2003م قام الجيش بنهب كامل السوق وتم تشليع اى سقف سواء فى مدرسة او مستشفى او طاحونة شحن الى الشمال على شاحنات مكتوب على لوحاتها ( ق ش م) بما يمكنها من المرور بسلام..العالم لن يصنف الدعم السريع تنظيما ارهابيا لان من اسسه هو االخليع المخلوع الراقص وذهب به الحال والخور الى تغيير اسم ( حميدتى الى حمايتى) الا ترون فى هذا الجنرال الراقص حنوعا وخلاعة يندى لهما الجبين..الدعم السريع تسابقا فى تدمير الوطن والفتك بمواطنيه كلاهما يتحملان المسئولية سواء يسواء.. الامارات التى نلعنها صباح مساء تقدم الدعم لفصيل فى الجيش تم انتدابه بمعرفة القيادة العامة فى الخرطوم والتى استلمت بدورها ملايين الدولارات لقاء ذلك والقيادة ذاتها تخشى مناقشة الامر لان ذلك من شانه فضح فساد هذه القيادة وضلوعها فى امور تنخر فى مصداقيتها وجديتها…بالعودة لتقرير المحامى دفع الله الحاج يوسف عليه شابيب الرحمة فقد ورد فيه ضلوع الجيش فى جرائم جسيمة فى دارفور وقد وردت اسماء ضباط كثر فى الجيش السودانى من ضمنهم العقيد مالك محمد السيميت والرائد وقتذاك عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان لضلوعهم فى حرق قرى وقتل مواطنين عزل وللاسف المساهمة فى نهب ممتلكاتهم ..ترى او بعد هذا هل سينجو اولئك من الملاحقة….؟ الدعامة قاموا بما تم تدريبهم عليه من قبل الجيش فقد قال الخليع الراقص ( لا اريد اسيرا ولا جريحا ولا شجر ولا بقر) وقال كلبه النباح احمد هررون ( اكلو نى ما تجيبو حى) ان جيشا بهذه العقيدة اجدر مقام له هو سجل الارهاب…