احمد بطران عبد القادر
في ذكري الثورة المجيدة ثورة ديسمبر السلمية نقدم الدروس والعبر للمنتبهين والغافلين للفئات المستنيرة وللأولئك المتصدرين المشهد بفوهة البنادق ظنا منهم انهم يحسنون صنعا فإن ثورة ديسمبر ٢٠١٨م قامت ضد الظلم والاستبداد والفساد والتنمر علي الجماهير باسم الدين وباسم هيبة الدولة فيجب ان تعوا الدرس وتعلموا ان الشعب السودانى اتسعت في آفاقه دوائر الوعي والاستنارة وصار يعرف المجرمين بسيمائهم ومن لحن القول ورغم تطور العلم في وسائل نقل المعلومات والحقائق وتحليل البيانات والأحداث وايصالها الي كل مهتم هنالك فئة مستبدة من الناس مازالت تمارس التضليل وتبث اطنان من الزيف والكذب والخداع ولعل من نافلة القول ان نذكر بان هنالك قلة قليلة من الناس نالت درجة القداسة وسط مجتمعات بعينها فأصبح قولها مسموع وأمرها فيهم نافذ و مطاع وفعلها وان لم يتقبله العقل غير مستنكر وان خالف المنطق وناموس الأشياء .
ويرد أمر ذلك التقديس لأسباب تتعلق بفساد المعتقدات الموروثة لمجتمع ما .. في بيئة ما .. وهؤلاء الذين نالوا هذه القداسة غالبا تاريخ الأسباب مجهول وتكثر فيه الروايات وتتعدد لكنه ينتج لامر يتعلق دائما بالخرافة او الاسطورة ورغم عن ذلك يجدون الاتباع طائفة من المريدين والاحباب المناصريين لهم والذين يقسموا علي الملأ ببراءتهم وكرامتهم وروعتهم لكن وهؤلاء المقدسون يستغلون الجهل والإيمان بقداستهم فيمارسوا الاستعلاء علي مكونات مجتمعاتهم ويسيطرون علي الأموال والاملاك بل يشاركون بعض من الاتباع حتي في زوجاتهم وحياتهم الخاصة .
وقد نشأت في العهود الظلامية وعصور الاقطاع منهم طبقات برجوازية متنعمة عاشت بعرق الكادحين حياة مخملية غاية في الثراء والفحش تحت ثوب القداسة الذي يستمد سلطانه من نمط عقدي فاسد لا يستند علي العلم والمعرفة ولا يبحث عن الحقيقة لان في مخيلته ان مجرد الشك يوردهم موارد الهلاك ويعرضهم لان يصير منبوذين بين الناس في ذلك المجتمع المتخلف الطاغوتي الرافض للعلم والمعرفة .
لكن هنالك عقلاء يجود بهم الزمان سخرهم الله لخدمة البشرية في بث الوعي والاستنارة والبحث عن الحرية والواقع الأفضل لشعوبهم فأصبحو قناديل الطريق ورياحين الحياة تعلمنا منهم إدراك حقائق الأشياء ومعانيها فتحررت عقولنا من سيطرة الخرافة والدجل وكفرنا بالمسلمات فسقطت أمامنا قداسة الأشياء والأشخاص وأصبح منهحنا في التفكير يستند علي العلم والمعرفة والمنطق والتجريب والبحث والتحليل والتزود بالرأي والرأي الاخر وبموجب ذلك اخضعنا كل مورثاتنا الثقافية التاريخية في في العادات والتقاليد والآداب والفنون وكل ضروب العلوم والمعارف في الحياة للدراسة والتحليل بعين الناقد ذو البصيرة النافذة الإرادة الغالبة ونتيجة لذلك حدثت ثورات علمية عظيمة في أغلب المجتمعات البشرية ساهمت بشكل أساسي في تحرير العقول واستنارتها فتحررت شعوب ونشأت حضارات وتطور العالم تطورا لم يبق فيه من مجال لجهل جاهل الا قلة قليلة ارادت ان تبقي مستعصمة بتيهها وجهلها لارتباطها بشبكة ذاتية في غابة المصالح الطبقية وامور أخرى تتعلق بتعقيدات اجتماعية تعانيها جعلتها تفضل ان تعيش حياة العبودية المنكرة في عهود الحرية والتحرر والانعتاق من كل القيود السلطوية الباطشة والمهيمنة علي خيرات البلاد .
وفي الغالب ان هؤلاء (المختلفون) بدلا عن (المتخلفون) يعيشون في هذه الحياة في تناقض غريب يؤثر علي مدارك وعيهم فلا يستطيعون تحرير أنفسهم من الأوهام والخذعبلات ولا يحاسبونها على المنكرات حتي يستطيعون تقيم سلوكهم او مراجعة مواقفهم ومعتقداتهم كي ينتبهوا لسوء الحالة التي يعيشون فيها ونظرة مجتمعاتهم لهم بحقارة وهي تنمو بذكاء يزكي قدراتها في التحرر والانعتاق في اتجاه تغيير ينسف ويهدم أركان القداسة التي بنيت عليها صروح امجادهم الزائفة فيسقطوا بعد ان ينفض الجميع من حولهم .
ورسالتنا هنا للمك (ابوشوتال) لا تخرج علينا في زينة قارون لتحدثنا حديث المهتدين لتغبيش الوعي وتحسين الصورة فإننا في عهد الوعي والاستنارة والحقائق اضحت مكشوفة واضحة وضوح الشمس في ضحاها والمعلومات متوفرة والشعب بصير حاذق فارق عصور الظلام والقداسة ويعلم الكثير عن صراعكم السلطوي فلا براءة لكم من ما يقع عليه من جرائم وقتل وسلب ونهب تديره آلتكم العسكرية التي تقهر الجميع تحت مزاعم تفكيك دولة ١٩٥٦م او محاربة الاسلاميين الذين انتم إحدى كوارثهم ضد شعبنا المكلوم .
وقديما قال الشاعر العربي طرفة بن العبد أحد أصحاب القصايد الطويلة والمعلقات الشهيرة .
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم
تَبِع لَهُ
بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ..
هذا كان في عصر الجاهلية قبل ظهور الإسلام بمعني اوضح ان الاخبار تنتقل والحقائق تتكشف فلا مجال للاكاذيب وتصدير السيرة بخلاف المسيرة ومحاولة تجميل الذات وتغطية الحقيقة .
لئن كان ذلك كذلك في عصر الجاهلية فكيف ونحن في عهد تكنولوجيا المعلومات والفضاء الفسيح المرصود من قبل مئات الملايين من الناقلين للأخبار والمعلومات والأحداث والحقائق عبر الوسائط المختلفة في عالم السوشال ميديا .
فلا تخرج علينا ايها المك بالاكاذيب علي الهواء وتحاول ان تلبس ثياب توبة الثعلب كما في قصيدة أحمد شوقي لتخدعنا بانكم ملائكة الرحمة وغيركم آلهة العذاب .
برز الثعلب يوما .. في شعار الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي .. ويسب الماكرينا
ويقول : الحمد لله .. إله العالمينا
يا عباد الله توبوا .. فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير .. إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن .. لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول .. من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه .. وهو يرجو أن يبينا
فأجاب الديك : عذرا .. يا أضل المهتدينا!
بلغ الثعلب عني .. عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التيجان ممن .. دخل البطن اللعينا
انهم قالوا وخير القول .. قول العارفينا
مخطئ من ظن يوما .. أن للثعلب دينا!
بيد اننا قد وثقنا جرائمكم المنكرة التي تفوق جرائم كل البشر في الوحشية والغرابة فهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غبر مسبوقة في التاريخ البشري قديمه وحديثه فالعالم في كل حروبه لا يمنع عربات الإسعاف من العمل ولا يمنع المدنيين من استغلال مركباتهم وقضاء احتياجاتهم ولا يقبل ازلال الأسير ولا ينتهك حرمة البيوت والمنازل ولا يبيح قتل العزل الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن من الرجال وقد فعلتم كل هذا وغيره من نهب وتدمير للاعيان المدنية بل انتم كقادة للدعم السريع من وسع دائرة القتال ومسارح العمليات ونقلها الي الولايات البعيدة في الغرب والشرق والمناطق الامنة في الوسط فماذا فعلت لكم مدني لتغزوها؟ وماذا فعل لكم انسان الجزيرة المسالم لتزلوه وتكسروه؟ وماذا فعلت لكم الجنينه لتقتلوا واليها الذي وصل اليها بموجب اتفاقية سلام قائدكم حميتي هو من وقع عليها؟ .
إننا بحمد الله قد وثقنا كل جرائمكم وجرائم الطرف الآخر بالصوت والصورة وبالشهود وسنحاكمكم ولن يفلت مجرم من عقاب وان تعلق باستار الكعبة المشرفة .
انتم جبناء يا سيد (ابوشوتال) عندما تفجر هذا الصراع ووقعت الحرب العبثية بينكم وبين حليفكم في انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م وشريككم في جرائم قتل السودانيين بدم بارد بداية بجريمة مجزرة فض اعتصام القيادة العامة وقتل الثوار الشرفاء في الطرقات بالرصاص المطاط والمنشطر والذخبرة الحية ودهس المواطنين بالمركبات العسكرية عندما تفجر هذا الصراع قلتم أنكم تريدون القبض علي قائدكم رئيس مجلس سيادتكم في انقلابكم المشؤوم لقطع الطريق امام التحول المدني الديمقراطي وانكم مع المواطن ومع الديمقراطية ومع تحقيق العدالة ولكن ماذا حدث بعد ذلك في حربكم القذرة؟ فقد دارت رحاها في بيوت المواطنين واجساد النساء وقد قتلتم وسرقتم ونهبتم وخالفت الدين والشرع والعرف والموروث الأخلاقي لشعبنا وللقبائل التي تنحدرون منها دمرتم كل شيء ولم يسلم منكم شيء تعطلت الحياة الطبيعية ودمرت الاعيان المدنية وانت تريد ان تتحدث لنا حديث الهادي والخائف علي ارواح ابناءنا طلاب الشهادة الثانوية وكأن علي رؤسنا (قنابير) كما يقول المثل السوداني .
عزيزي ابو شوتال ان الأوان لإيقاف هذه الحرب العبثية قد حان ويتوجب عليك كقائد ان تخلع نظارة الوهم في الانتصار لصالح الديمقراطية فانتم وكل العسكر لا علاقة لكم بالديمقراطية ولا الحكم المدني الرشيد ولن تستوعبوا الدرس ولن تعرفوا فظاعة ما فعلتم بشعبنا الا بعد ان تستفيقوا من سكرة الحرب وجريمة القتال الذي سعيتم بكل قبح ان تجعلوه صراعا جهويا عرقيا ولكنكم لم تفلحوا ولن تفلحوا فالدم السوداني واحد والمصير مشترك وكل اجزائه لنا وطن .
وحتي تتوفف هذه الحرب التزموا لنا انتم اولا بالتفاهم مع الطرف الآخر بإيقاف إطلاق النار ليجلس طلابنا لامتحاناتهم بأمان ولا يمكنكم للكيد علي البرهان ان تقتلوا ابنائنا الأبرياء وفلذات اكبادنا الاوفياء جنود العلم وحماة المستقبل واعلم ان التاريخ يسجل ونحن نوثق كما وثق الأجداد لنا واخبرونا ان المك نمر رضوان الله عليه الذي تجولت في الكبرى الذي يحمل اسمه وسولت لك نفسك الشريرة ان تغيره ليحمل إسمك انت شخصيا بلا استحقاق فقد لانك تحمل بندقية تحرق بها قلوب السودانيين نقول لك ان المك نمر قد احرق جيش الباشا الجيش الغازي الذي فتك بأهلنا واراد ان يستعمرنا فخلده التاريخ كأحد الابطال العظماء والتاريخ يفرق بين من يقتل ابناء شعبه لينال حظا من حظوظ الدنيا الفانية الزائلة وبين من يقتل الأعداء ليحيا الوطن ويعيش شعبه في امان .
ختاما مطلوب من قادة الدعم السريع اصدار بيان يطمئن الطلاب وذويهم بأنهم ملتزموم بعدم استهداف الاعيان المدنية والمدارس ومراكز الامتحانات و دور الايواء والنزوح وانهم لن يعترضوا حركة الطلاب الي مواقع المراكز وان يلتزموا بذلك فعلا لتكون لهم هنالك صفحة بيضاء فتعطيل الدراسة يزيد من معاناة الملايين من أبناء وبنات شعبنا ويدمر مستقبل الاجيال القادمة .
التزموا انتم ونحن قادرون علي الرد ان اقبل الجيش علي مغامرة بتعريض حياة أبنائنا وفلذات اكبادنا لاي مخاطر وكما قلنا في سالف حديثنا ان الاخبار تنتقل والحقائق تتكشف فلا يعوذنا شيء في معرفة الحقيقة ان اصاب طلابنا اي مكروه (لا قدر الله) فكفوا أيديكم عن طلابنا والا انتظروا سوء العقاب .
ياكاتب المقال نعم الدعم السريع صنيعة الكيزان المجانين ، نعم ان الدعم السريع شارك في انقلاب البرهان وكان له القدح المعلي في ذلك والباشا طبيق كان اساسي في اعتصام الموز ولكن قائد الدعم السريع اعتزر للشعب السوداني عن الانقلاب في سابقة لم يعهدها السودان ، ابو شوتال مك مملكة خشم البحر كله كلامه عن أخطأ وتجاوزات حكومة الكيزان وطريقة إصلاحها أليس من حق ابوشوتال ان يدعوا الي إصلاح الدولة بدل من تخريبها كما يفعل الحمار البرهان ، أما عن انتهاكات الحرب معروفه لكل بني آدم وهي عرض لمشكلة الحرب إذا توقفت الحرب سوف تتوقف الانتهاكات
ننتظر تعليقات قائمة العار اعداء ثورة ديسمبر هولاء هم:
قائمة العار
١/ كيمو الشايقي
٢/ ابن الخرطوم
٣/ سليمان إسماعيل بخيت
٤/غرباوي
٥/ نادر علي حسن
٦/ بابكر حامد
دعونا نضيف لهذه القائمة كل المعلقين الذين يقفون ضد ثورة ديسمبر العظيمة. ثم ننقل هذه القايمة لكل مقال يهاجمون فيه ثورة ديسمبر. بهذا نكون أوفينا دم الشهداء بعض حقه