ثقافة وآداب، وفنون

الكاتب السوداني عبدالرحمن عباس يسرد حكايات كائنات معزولة في عالم محفوف بالأخطار

قصص "الحكاء الأخير في هذا الزمان" تواجه أسئلة الوجود

لنا عبد الرحمن

تنطلق قصص مجموعة “الحكاء الأخير في هذا الزمان”، من محور فكري مشترك لا تحيد عنه، يضم الأسئلة الوجودية الكبرى مثل: من نحن؟ ولماذا نعيش؟ ما الموت؟ وأين ينتهي مصير الإنسان في صراعه مع الآلة؟ في مثل هذه التساؤلات تنغمس القصص، ويطرحها أبطال عباس لتعكس رؤيته المشتبكة مع الأسئلة الإنسانية، وتشير إلى نزعته الفلسفية، التي لم تتحرر منها أية قصة في هذه المجموعة.

القصة الأولى المعنونة بـ”صيرورة الزول” تركز على سرد استعاري حول الزول، أي الرجل، الذي تحولت روحه إلى حجر، بعد رحلة مضنية مع الإخفاقات والفشل والمعاناة. هذا التحول يعكس الثقل النفسي الذي يمكن أن يتراكم بمرور الوقت، ويجرح الذات.

يستند القاص إلى فكرة تناسخ الروح بعد رحيل صاحبها، فقد تتحول إلى طائر أو حجر. وتتميز القصة بعناصر من الفانتازيا والخيال، والسخرية الممتعة عند القراءة، يقول: “لم يكن يعرف بماذا يفكر أبوه حين سماه الزول، لم يفكر بالأمر كثيراً، إذ عرف في حياته أشخاصاً بأسماء أسوأ، أحدهم اسمه هبل. بعد عامه الـ20، أصابه أسوأ ما قد يصيب شاباً في مثل حالته، أحب فتاة، أعطيت من الجمال نصيباً مقدراً، ومن أجل أن يراها كان يتخلى عن بعض من كرامته ويخرج إلى الشارع، كان يحفظ مواعيد خروجها وأفولها، ويحتفظ بمذكرات صغيرة، يدون فيها يومياته المتخيلة مع الروح التي هام بها. ولما بلغ السيل الزبى، وفاض الحب عن ماعون القلب، استوقفها يوماً، وأخرج ما في مكنونه دفعة واحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..