الإخوان يستثمرون فخامة القصر الرئاسي لتأليب الشارع ضد السيسي

أحمد حافظ
ضاعفت جماعة الإخوان المصرية من استهداف الرئيس عبدالفتاح السيسي بحملة انتقادات حادة، على خلفية مقاطع مصوّرة نشرتها مؤسسة الرئاسة على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت ملامح فخامة القصر الرئاسي في العاصمة الإدارية الجديدة بشرق القاهرة، مقابل الحياة البائسة التي يعيشها قطاع من المواطنين جراء الأزمة الاقتصادية الحادة.
واستقبل السيسي بمقر القصر الجديد زعماء منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، المكونة من: بنغلاديش، إندونيسيا، إيران، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، تركيا، ومصر، في ظهور أول من نوعه للقصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية.
وقادت الحملة حسابات إلكترونية وصفحات ومنابر إعلامية محسوبة على جماعة الإخوان، ما أثار جدلا واسعا، وبادر الكثير من المصريين بالدفاع عن السيسي من منطلق أن الإخوان اعتادوا الاصطياد في الماء العكر وتشويه كل إنجاز تقوم به الدولة، ومحاولة إنهاك النظام معنويا عبر خطاب يدغدغ مشاعر بسطاء تأثّروا بالغلاء.
وجاء هجوم الإخوان على الرئيس السيسي متناغما مع أصوات أخرى معارضة، ترى أن إنفاق مبالغ ضخمة على قصر رئاسي بينما يعاني الملايين من المصريين اقتصاديا، يعكس جزءا من تخبط الأولويات لدى السلطة.
واهتمّت صحف وقنوات ومواقع مصرية بعرض مظاهر من فخامة القصر، وبدت كل تفصيلة تمثل تحفة فنية تجمع بين الحضارتين الفرعونية والإسلامية، بينما لوحظ وضع لوحة ضخمة في بهو القصر تجسّد لحظة إلقاء الرئيس السيسي بيان 3 يوليو 2013 الذي أعلن فيه تخلص مصر من حكم الإخوان وسط رموز القوى الوطنية.
وتحولت فخامة القصر الرئاسي إلى قضية رأي عام، اشتد الانقسام حولها بعد نشر آيات قرآنية مدوّنة على الجدران، بينها “أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۖ أَفَلَا تُبْصِرُون”، حيث سوّق الإخوان أن الآية كانت تتحدث عن فرعون مصر، ما ردّ عليه مناصرون للسيسي أنها جزء من النصوص القرآنية التي ذُكر فيها اسم مصر، مثل “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين“.
وذهب آخرون إلى أن القصر ترجمة لتوالي الإنجازات العمرانية التي أسسها الرئيس السيسي، والفخامة تعكس أنه حقق وعده الذي قال فيه سابقا “بكره تشوفوا مصر”، حيث يمتدّ القصر على مساحة تزيد على مليونين ونصف مليون متر مربع، بما يوازي عشرة أضعاف مساحة البيت الأبيض في الولايات المتحدة.
واستعان أنصار السيسي بمقطع فيديو يُظهر انبهار مرافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقصر الرئاسي، خلال مشاركته في قمة دول الثماني النامية، بما يبرهن على جمال ورونق القصر واعتبروه رمزا للعزة والشموخ.
وتطرق السيسي منذ خمس سنوات لجدل ارتبط ببناء قصور رئاسية جديدة في مصر، ورد على انتقادات نشطاء ومناصرين للإخوان، قائلا “بعمل قصور رئاسية، وبعمل دولة جديدة باسم مصر.. بعمل قصور في العاصمة الإدارية الدنيا كلها هتتفرج عليها، هي مصر شوية ولا إيه، انتوا فاكرين مصر شوية؟ بكرة تشوفوا مصر“.
واستثمر الإخوان حساسية بعض المصريين تجاه ما يرتبط بالعاصمة الإدارية لتأليبهم ضد السلطة التي تستخدمها مقرا للحكم أكثر من مؤسسات القاهرة التاريخية، ويتردد بين شريحة من المواطنين أن العاصمة الإدارية من أسباب الأزمة الاقتصادية.
وسارع أحمد زكي عابدين رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة لدحض ادعاءات الإخوان، وتأكيد أن القصر الرئاسي لم يكلّف موازنة الدولة جنيها واحدا، بعد أيام قليلة من تأكيد السيسي الأمر نفسه خلال لقاء عقده مع عدد من الإعلاميين.
وخرج مسؤولون في شركة العاصمة للتأكيد أن صافي أرباح الشركة هذا العام ستصل إلى 40 مليار جنيه (نحو 900 مليون دولار) من عوائد بيع الأراضي والوحدات والمقار للشركات والسفارات والمواطنين.
وجزء من الحملة الإخوانية أن الحكومة لديها مشكلة في التسويق للعاصمة الجديدة وعوائدها المالية على موازنة الدولة، واختزال أهميتها في أكبر مسجد وأكبر كنيسة وأفخم قصر، مقابل تجاهل قيمتها الاقتصادية والأمنية والسياسية في المستقبل، ما يصب في صالح خصوم سياسيين يجيدون اللعب على وتر شريحة تئن من الغلاء.
وتعتقد دوائر سياسية أن سخونة التحريض الإخواني مؤخرا، تحمل دلالات ترتبط بمحاولة شحن المصريين إلى أقصى درجة تدفعهم للاحتجاج مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير التي أسقطت حكم نظام حسني مبارك، ما يتفق أيضا مع بيان أصدرته جماعة الإخوان قبل أيام تدعو أنصارها للقيام بثورة للخلاص من نظام السيسي.
وأكد رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي أن تصعيد الإخوان يرتبط بمحاولة تكرار ما حدث في سوريا، لذلك يتعمدون إهالة التراب على كل إنجاز، بالتوازي مع حملة ممنهجة من الشائعات، لافتا إلى أن اختزال العاصمة الجديدة في فخامة القصر محاولة لتأليب المصريين ضد الرئيس السيسي، احتجاجا على الظروف المعيشية.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الإخوان لم يستوعبوا أن المصريين أصبحوا يتعاملون مع استقرار بلدهم أكثر من انشغالهم بلقمة العيش مهما تحملوا من صعوبات، في ظل توترات سياسية قاسية في الإقليم وتمسّكهم بأن تظل مصر قوية، لذلك من الصعب أن ينجرّ البسطاء وراء الخطاب العدائي للإخوان.
وبدا النظام المصري أكثر صلابة في مواجهة الحملة الإخوانية، حيث لم يكترث بخطاب تشويه الصورة وتحطيم المعنويات من بوابة مقر الحكم الجديد، وظهر ذلك في عدم مبادرة وسائل الإعلام الحكومية للدفاع عن السلطة أو تجميل الصورة بالتطرق إلى مزايا العاصمة الإدارية.
وأظهرت الحملة الأخيرة صدق ما قاله السيسي قبل أيام بأن الخلايا النائمة لا تزال تشكل خطورة على الاستقرار الداخلي، حيث يرى خبراء أن إسقاط الدولة المصرية سيظل هدفا إخوانيا بعيدا عن لغة السلاح، بحروب نفسية باردة تستهدف صناعة رأي عام مضاد لشخص الرئيس عبر بث مشاعر اليأس والإحباط في نفوس المصريين.
وتخشى أصوات معتدلة من تجاهل الغضب الظاهر على شبكات التواصل ضد الصعوبات المعيشية، وهي ثغرة تستثمرها جماعة الإخوان للثأر من النظام وتأجيج التذمر ضده بكل الصور، بما يفرض عليه التسريع في إيجاد حلول جذرية للأزمة الاقتصادية طالما أنها سوف تظل شماعة الخصوم لإنهاك السلطة أمنيا وسياسيا.
ويؤكد خبراء ضرورة أن تتحرك الحكومة لفك التناغم بين قوى المعارضة الداخلية والإخوان حول أسباب مناكفة النظام، بأن يكون انتقال مقار الحكم إلى العاصمة الجديدة بداية لتحسين الأوضاع السياسية التي تعاني من أزمة تضاهي نظيرتها الاقتصادية، ما يعزز أهمية تدشين حقبة جديدة تضاهي حداثة العاصمة الجديدة وفخامتها.
العرب
الاخوان ياخي امر معيب البي بي سي مسلط الضو على مصر بريطانيا المخابرات البريطانية لو شجاع قول لكن نحن ما فارقه معانا … الامر الثاني هل شاهدت لقطة لصورة جمال مبارك ومعه تركي ال الشيخ ولماذا وما السبب هل استعداد للبديل تجهيز لهبت اي ثورة ولا تهديد للسيسي من الخلايجة ؟؟؟؟؟