مبادرة الحزب الشيوعي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح

صديق الزيلعي
أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني مبادرة جديدة تحت عنوان: مبادرة الحزب الشيوعي لوقف الحرب واسترداد الثورة. وهذا عنوان موفق لخطوة اعتقد انها نقلة كبيرة وهامة ، سيكون لها ما بعدها ، من حراك وتوافق. هذه مبادرة أري دعمها من كل القوي المدنية ، والعمل على تطويرها ، ليتحقق الهدف الأهم وهو وحدة نضال القوي المدنية. الذي كان كعب أخيل حراكنا لإيقاف الحرب. سأتعرض باختصار للمبادرة ، معضدا ايجابياتها ، ومحددا بعض النواقص ، ثم اقتراح معالجات تدفعها الى الامام.
إيجابيات المبادرة هي :
• صدور المبادرة نفسها هي أكبر الإيجابيات. وجاءت اتساقا مع تاريخ الحزب الشيوعي وإرثه في العمل العام.
• تأكيد أهمية الوحدة حيث ورد نصا : ” أكدت تجارب شعبنا دوما ان تحقق شرط وحدته كان سببا في نجاح ثورة ديسمبر المجيدة مثلما كان كذلك في أبريل 1985م وأكتوبر 1964م والاستقلال في يناير 1956م” .
• تحديد قاطع وواضح للهدف من المبادرة: “تهدف هذه المبادرة الى تكوين تجمع للأحزاب الوطنية والديمقراطية المؤمنة بالنضال السلمي الديمقراطي والمنظمات الجماهيرية والحركات المسلحة والنضال المشترك مع الجماهير دون التخلي عن النشاط المستقل ، والتنسيق مع لجان المقاومة (الميثاق الثوري) وجبهة النقابات لوقف الحرب وهزيمة المخطط الأجنبي واسترداد الثورة وتحقيق أهدافها التي يتطلع لها شعبنا” .
• ضرورة النقد: “الأمر الذي يتطلب ان تقدم القوي السياسية وسلطة الانتقال وكافة قوى الثورة بكل شجاعة وصدق نقدا يوازي حجم القصور والخطأ الذي قاد الي تسيد اللجنة الأمنية وقوات الدعم السريع للمشهد السياسي”
هذه أبرز الإيجابيات وليست كل الإيجابيات ، التي سأرجع لها في مقالات قادمة.
أهم سلبيات المبادرة هي:
• لا توجد ألية تنفيذية محددة ومعروفة ، ليتم التعاطي معها حول المبادرة ، وتقوم بالمتابعة. وهنا أنبه لأنه لم تتم أي إشارة لان المبادرة قد أرسلت الي القوي السياسية الأساسية. وقد شهدنا أكثر من عشرة مبادرات ، ولكن يتم اطلاقها في الفضاء العام. نحتاج ان نرسلها الي القوى الأخرى ونطلب التنسيق لعقد جلسات حوار حولها.
• طرحت تنسيقية تقدم موضوع المائدة المستديرة واقترح ان يشارك الحزب الشيوعي بمبادرته في المائدة المستديرة ، ليناقشها مع المبادرات الأخرى. ان يتم ذلك بشفافية وموضوعية واحترام متبادل.
• أرى ضرورة الوضوح حول قضية الكتل. فتحالف التغيير الجذري كتلة ولجان المقاومة كتلة والجبهة النقابية كتلة حتى لا نتوقف عند قضية لا تستحق ان تكون سببا لعرقلة العمل الجبهوي المشترك.
• كان الطرح يركز على الجبهة الجماهيرية القاعدية ، ولا يزال نفس الخطاب يتكرر في المبادرة. علينا الوضوح بانه لا يمكن قيام تحالف بدون أحزاب. وليس أحزاب معممة ، بل الأحزاب السودانية التي نعرفها ولها تاريخ ، الاستثناء الوحيد هو حزب الاسلامويين المعروف ، وأي أحزاب جديدة وهمية يركبوها من العدم.
• المأساة الإنسانية هي أعلى الأولويات ولم يتم التعرض لها بوضوح. إذا لم يتوفر للناس الحد الأدنى وهو حق الحياة ومعه الضرورات المعيشية يصبح الحديث عن تنظيم هؤلاء غير واقعي.
• تم اغفال الإعلان الصريح عن تكامل العمل السياسي في الداخل وفي الخارج (لدينا تجربة ثرة خلال معارضة حكم الاسلامويين) .
• المبادرة لم تطرح بوضوح حجم وضخامة المهام التي تواجه شعبنا. هناك امثلة عديدة ، ولكن أقدم واحدا منها ، وهو الدعوة لحل الدعم السريع والمليشيات وتكوين الجيش المهني الواحد. وهذه مسائل لا تعالج بالشعارات بل بالتحليل الجاد والفهم الواقعي لكيفية معالجتها.
• الدعوة للنقد مهمة ، ولكن توقيتها لا يأتي قبل التواثق على برنامج يجمع كل القوي. واقترح عندما يحين الوقت لقضية النقد ان يبدأ أي تنظيم بنقد تجربته أولا ، ثم نمضي خطوة للأمام بنقد كامل الفترة الانتقالية ، بهدف استخلاص الدروس.
• ابتلع اعلام القوي المدنية الطعم الذي قذفه اعلام الاسلامويين وسطنا وصرنا نردد المقاطع المجتزأة التي تشوه مواقف القوي المدنية. هذه المبادرة يجب ان تكون بداية لإيقاف التهجم على بعضنا البعض.
• لا يوجد حديث عن مفوضية الانتخابات.
• لا يوجد أي طرح حول قضية المشروع القومي الواحد.
كل هذه السلبيات لا تقلل من قيمة المبادرة وصدورها في توقيت حساس. وعلينا العمل جماعيا لدعم المبادرة وتطويرها ودمجها مع المبادرات الأخرى في سبيل الخروج ببرنامج يجمعنا معا في معركتنا القادمة. ونحتاج للمزيد من التداول بين بعضنا البعض.
الاقتراحات:
لدي اقتراح واحد ، حاليا ، هو ان يتعامل معها أعضاء الحزب وأصدقاء الحزب بجدية ، تسحقها ، وان يتواصل الحوار حولها ، مع استخلاص النتائج لدفع العمل الجبهوي للأمام.
جميل استاذ الذيلعي
من كل ذلك يتضح حرصك علي وحدة القوي المدنية و علو كعب الديمقراطية
قرات مقالاتك السابقات و رغم مافيهم من حدة و رغم ان للحزب سياقاته و ديالكتيكه الذي يبرر به خطواته المتناقضة شكليا الا ان جماهير الشعب التي تعود للحزب عند كل مرة يتحول فيها الحراك الوطني الي حركة انجذاب لا يقع لها في خاطر تلك التبريرات
فلنضع الحصان امام العربة متي ياتي يوم لا ينتظر الشعب والحزب احدهما الاخر
ليس بعد الكفر ذنب
شيوعيين لا أعرف كيف يفكرون!!! البلد علي وشك الضياع وهو في الرمق الاخير من روحه وما جاء في البيان نفس ما نادت به تقدم ومانادت به كل التجمعات الحزبية والمدنية بل ان بيان الحزب الشيوعي غير واقعي غارق في احلام وردية ونرجسية وظلوطية ،،، اتفقوا علي الحد الأدنى لإيقاف الحرب وهو المطلب الأوحد والا لن تجدوا وطن ،،،
التي تواجه شعبنا. هناك امثلة عديدة ، ولكن أقدم واحدا منها ، وهو الدعوة لحل الدعم السريع والمليشيات وتكوين الجيش المهني الواحد.
تكوين الجيش المهني ، هذه الجملة لابد أن ترد في البدء و ليس اخر الفقرة. و هذا ليس تحسس مني و لكن الواجب ذكر أمهات القضايا اولا حتى تكون الحالة الذهنية على الوضع الصحيح لتحقيق النتائج عمليا . علاج مشاكل السودان لابد أن يكون فعال و مباشر و فوق كل اعتبار او كيان كالجيش و لا اي من كان و كيف كان و حاسم
لا يخفي علي أحد أن الصراع داخل الحزب الشيوعي
بين ناس الجبهة العريضة وناس التغيير الجذري
في طريقه للإنفجار
المتطرفون ناس التغيير الجذري رخو شوية لمن شافوا أن دعوتهم
لثورة كاملة غير منقوصة لم يسمع بها أحد ومن سمع بها سخر منها
وناي الجبهة العريضة موقفهم قوي شوية لأن المخاطر علي الوطن أكبر من أن لا تري
وهذا صراع قديم يتجدد في كل منحني من منحنيات الثورة السودانية