مقالات وآراء

حول تصريحات باشمُهندس عُمر الدقيّر الأخيرة

نضال عبدالوهاب

 

الباشمهندس عُمر الدقيّر معروف عنه أنه رجل مُهذّب ويختار كلماته بعناية ، يسمع في هدوء ويتحاور معك إختلافاً وإتفاقاً ولايخرج عن الإطار الودي وثقافة الإحترام والقبول للآخر ، وهو من القلائل الذين ظلوا لايقطعون حبل الإتصال مهما أختلفت معه ولايعمل بردود الأفعال الآنية وكل هذه صفات جيّدة في تقديري تُميز الرجل ،،، علي المستوي الشخصي تعاملت معه كثيراً ، خاصة فيما يختص بالطريق الذي يقود لوحدة القوي السياسية والمدنيّة والثورية ، وكان هذا مُنذ الفترة الإنتقالية عقب الثورة ومابعد إنقلاب ٢٥ أكتوبر ، وإلي الحرب الحالية ، وفي كُل هذه المراحل كانت ولاتزال الحوجة إلي عمل مُشترك وتنسيق ووحدة بين جميع القوي السياسِية والمدنية والثورية الفاعلة والمؤمنة بالأهداف التي يمكن أن توحد أكبر مجموع من السُودانيين وعلي رأس هذه الأهداف في هذه المرحلة هو هدف وقف الحرب ، ولأن نقاط الإلتقاء مع الرجل كثيرة في هذا الإتجاه تحديداً وتفوق نقاط الخلاف ظل هنالك حرص مُشترك علي العمل من أجل الوصول إليها دون كلل أو يأس أو توقف ، مع الفارق أنني لا أنتمي لفصيل سياسِي وتنظيّم مُحدّد “حالياً” ، بينما الباشمهندس عُمر الدقيّر هو رئيس منتخب لحزب سياسِي هو حزب المؤتمر السُوداني كما هو معلوم ، وكذلك قيادي إلي اللحظة في تنسيقية تقدّم ، فبالتالي فاراء وتصريحاته علي الأقل الجماهيرية أو العامة قد تتقاطع مع حزبه أو التحالف الذي ينتمي له حالياً ، ومع هذا يكون لها أهميّة بحسب التوقيت والسياق الذي يقول رأيه العلني فيها ، وهنا تجدني أحاول أن أشرك معنا الآخرين في رايي حول تصريحاته وإجاباته الأخيرة والتي إستمعت إليها كغيري من خلال “تسجيل” لحوار أقامته معه “قناة الجزيرة” بتاريخ ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤م ، وقد قدم فيه إجابات في عديد من الأسئلة التي تستحق إجاباته عليها التوقف وإبداء الرأي ، إتفاقاً أو إختلافاً.

تحدث الباشمهندس عُمر وبوضوح عن التفكير العملي والإيجابي والذي أُشاركه فيه وكثيرين غيرنا بضرورة تجميّع أكبر كُتلة سياسِية لوقف الحرب والضغط في هذا الإتجاه ، وقد ذكر أن هنالك الكثير من هذه اللقاءات والإتصالات التي تُمّهد لهذا وهذا ليس “سراً” وكُل ذلك تم في خلال المرحلة الأخيرة وتم تكثيفها للتوصل لجلوس السُودانيين معاً وفق أهداف وقف الحرب وصناعة المُستقبل ، وفق المُشتركات والحوار الذي يُفضي لحلحلة جميّع القضايا الشائكة بما يضمن وحدة السُودان وغيرها من قضايا وتفاصيل سواء في شكل وطبيعة الدولة أو الحُكم والفترة الإنتقالية مابعد توقف الحرب وضمان الإستقرار ، وتحدث كذلك وبوضوح عن رفضه لاي تدخل دولي أممي وأجنبي في السُودان يُزيد ويُعقد من الأزمة ومشاكل البلاد ، وهذا شئ ممتاز ظللنا نطلبه ونصدح به ونعمل لعدم حدوثه ، ولكن يا باشمهندس عُمر اليس هُنالك وحتي من بداخل حزبك وعلي مستويات القيّادة وكذلك في التحالف الذي لاتزال جزءاً منه من يُسّوق ويعمل بكل قوته وكدّه وجُهده لكي يجُر علي بلادنا هذه التدخلات وبمُبررات انت تعلم أنها ليست إلا عتبة من عتبات الأستتباع وفرض الأجندة الأجنبية علي بلادنا وعدم تحقيق لمصالح السُودانين وإنما فقط مصالح “خاصة” و”سُلطوية” لهؤلاء الذين يتجهون هذا الإتجاه وللأسف يستلفون لسانكم سواء كحزب أو تحالف في المُضي فيه ، وكان هذا الإتجاه أحد أهمّ العقبات التي أعاقت وحدة القوى المدنية والسياسِية ، وقللت من فرص الحلول السياسِية الداخلية والوطنية والتي أعلم يقيناً أنك تؤمن بها مثلنا وآخرين؟؟ .

ثم أيضاً كان ردّك حول مسألة الحكومة المدنية الموازية ودعوات البعض ومع إحترامي رقم توضيحك لمسألة رفضك وحزبك لها ، إلا أن تركك كما آخرين عقب إجتماع “عنتيبي” الأخير للقيادة في تقدّم وكما إحالة الأمر لآلية سياسِية داخلية بتقدم ، ورغم أن أغلب من كانوا بالإجتماع رفضوا هذا التوجه ، هل هذا خوفاً من الإنقسام أم من عزل هذه “المجموعة” المُخرّبة في تقديري وصاحبة الأجندة التي تخدم خط دول “مُعادية” وبعضها يدعم الحرب نفسها ولايُريدها أن تتوقف ، وفي هذا دعنا نتحدث مع شعبنا “بمباشرة” ووضوح ، لايُخفي الحقائق أو يُداريها؟؟؟ ، وهذا أيضاً مُرتبطاً بذات إجابتك عن مسألة “الحاجز النفسي” لدّي الكثيرين أو حتي “التخوين” وإتهامات تنسيقية تقدم في العموم وقبلها “الحرية والتغيير” بالتحالف أو تشكيل غطاء سياسِي مع مليشيا وقوات الدعم السرّيع ، ورفضك أنت لهذا الأسلوب وأسميته ، بالإبتزاز ، ومع إقرارنا بضرورة عدم إتهام الجميّع ، وأن الكثيرين داخل تقدم خارج هذا الإتهام “حقيقةً” وظلوا يعملوا بتجرد لأجل وقف الحرب ومصالح السُودانيين ، بما أسميهم شخصياً بالتيار الوطني والديمُقراطي داخلها ، ولكن الا تتفق معي أن هنالك ومن بداخل تقدّم من قد تسلقوكم وحاولوا فرض أجندة أجنبية وأجندة تخُص المليشيا ، ولاتعمل لوقف الحرب وإنما لأجندة ذاتية وسُلطوية وخط يخدم أعداء البلاد ، وأنه قد حان الوقت “لعزل” هذه الأصوات والمجموعات تنقيةً للصف الوطني والتيارات التي تعمل للأجندة الوطنية ومصالح السُودانيّن وغير المُرتمية في أُتون أي “أجندة” أجنبية وخارجية ضد مصالح السُودانيين والسُودان ، وعلي رأس هذه الأجندة هي تقسيّم البلاد وسرقة مواردها وثرواتها وإحلال الخراب والفوضي فيها والتدميّر؟؟؟ .

أخيراً يا باشمهندس عُمر وبكل الإحترام الذي تعلمه عند مُخاطبتك ، أري أنه ولكي ننجح معاً جميعاً في المرحلة القادمة وللوصول لهدف وقف الحرب ومايهُم بلادنا ومستقبلها ومصالح الشعب السُوداني ، من الضروري أن يتحول الخطاب والفِعل السيّاسي لمُربعات “جديدة” ، لاتُكرر النماذج والأخطاء و”تُضاري” علي المُغردين خارج السرب الوطني ومصالح البلاد والشعب السُوداني ، وأن تكون هنالك “مواجهات” تخدّم تنقية المناخ للعمل فقط للحلول الوطنية الداخلية السياسية الشاملة ، والإنفتاح علي كُل القوي الثورية والديمُقراطية والسياسِية الوطنية العاملة لوقف الحرب ومؤمنة بذلك ، ولكي ينفتح طريقاً يلتقي فيه ويتجمّع كُل هؤلاء للعمل المُشترك لأجل سُودان مُوحد وديمُقراطي خالي من الحروب وكُل أخطاء الماضي ، مع خالص التحايا والتقدير.

 

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. الجذري نضال جذري امريكا غير الكلام والتنظير وضرب القوى السياسية المدنية الديمقراطية وضرب الثورة ومساندة خط عصابة الكيزان الارهابية ماعنده حاجة لانو جذري اصيل متاثر بحزب الجلاكين الذي انتهت صلاحيته واصبح احد معاول الهدم واحد اذرع عصابة الكيزان الارهابية واقصد الحزب الشيوعي الذي انتهي في بلده ومازال قادته من جلاكين وعجايز يتمسكون باسمه وبنفس طريقه تفكيرهم التى انهت هذا الحزب فتحول الى مجرد يافطة في بيت ايجار قديم.

    الجذريين والشيوعيين شقاقين الصفوف بقصر نظرهم ومثاليتهم بيتخذوا مواقف كلها ضد الثورة وضد الشعب وفي صالح عصابة الكيزان الارهابية ومليشياتهم المختلفة،

    مثلا الجذري نضال جذري امريكا دعا الى الجلوس مع عصابة الكيزان الارهابية وفي نفس الوقت رافض للجلوس مع تقدم او حتى الدكتور المؤدب المحترم حمدوك

    ايضا طالب الجذري نضال جذري امريكا بتكوين تحالف سياسي جديد لنج يبدا من الصفر في وجود تنسيقية تقدم!!!!

    وايضا دعا الى نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان وهو عايش في امريكا ويهاجم في تنسيقية تقدم ليل نهار.

    المهم الجذريين والشيوعيين شقاقين الصفوف بقصر نظرهم ومثاليتهم المفرطة اصبحوا خطر على السودان زى عصابة الكيزان الارهابيين وانكشفوا امام الشعب السودانى المغلوب علي امره.
    عشان تعرفوا الجذريين منظراتيه ويقولوا ما لايفعلوا تجد ان نضال اختار الذهاب الى امريكا ولم يذهب الى روسيا، عرفتو ليه الحزب الشيوعي انتهي واصبح عبارة عن مجموعة صغيرة من الجلاكين قاعدين تحت لافتة بائسة في بيت ايجار نظام برنامج وطلعات عصرية وكدا..

    الكسرة الثابتة:
    كنت طلبت من الجذري نضال ان يجاوب علي الاسئلة بخصوص مقاله المهبب بتاريخ ١٥اغسطس الماضي عن ضرورة نزع الشرعية من جيش الكيزان الارهابي ومليشيا الدعم السريع التى صنعوها وخرجت من رحمه، وهو يعلمها تماما ويحفظها عن ظهر قلب لكنه زايغ منها وعامل رايح ولكن لن اتركه الا ان يجاوب عليها او اهلك انا دونها
    عاوزين نعرف من الجذري نضال بيان بالعمل وعلي الارض كيف ننزع الشرعية من طرفي الحرب التى اشعلها الكيزان الارهابيين؟ وعندما تنزع لمن تعطي وكيف ومتى … الخ
    عاوزينك تورينا خطوات عملية علي الارض ماكلام وتنظير والسلام لانو كلام الجذريين والشيوعيين الكتير دا عارفنو وحافظنو ورافضنو تماما.
    في انتظار الرد …

  2. غايتو كلام المناضل الشيوعي السوداني الذي يعيش طائعا مختارا أميركا منذ عشرات السنين يذكرني كلام سمج ظل يردده الأخوان المسلمون كل ما ضاقوا ذرعا بالمعارضة بأن يا ريت لوكان كل الشيوعيون مثل محمد إبراهيم نقد ويا ريت لو كان حزب الأمة مثل مبارك الفاضل وهكذا، ظنا منهم بأن إختيار شخص بعينه وتبجيله بما لا يستحقه أو يستحقه سيعزل هذا الشخص عن جماعته ويجعله تواقا للتوافق معهم في كل عبثهم. المناضل السوداني الجذري بأميركا يخاطب نفسه بضمير الجماعة ويتصدق بالثناء على من يظن أن إطنابه قد يحيّده عن قضيته. ياخ روق وتواضع قليلا وأمشي إتحاور مع الكيزان عديل زي ما شاركتموهم برلمان نيفاشا ولكن لم تطيقوا التجمع ولا قوى الحرية والتغيير ولا الدكتور حمدوك.
    ليس أسوأ من الكوز إلا الشيوعي الكوز

    1. صدقت وانجزت رد محترم يستحق الاحتفاظ به مستقبلا
      يريد أن يكون احمد سليمان في عهد الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..