المجد لله في الأعالى ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة

آمنة أحمد مختار إيرا
(المجد لله في الأعالى ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة)
آمين
…
لماذا جئنا ..ها هنا .. أو خلقنا ؟!! .
أو ما هو هدف تجلي جوهرنا الروحي على هذه الأرض المختارة لنا بالذات. كأرواح خلقها المصدر بحكمته وقدرته .. وكوننا إلى مادة وأجساد من لحم ودم تسعى .. على أديم هذا الكوكب وقبته السماوية الرائعة ؟! .
أديم هذه الأرض الطيبة والجميلة .. والتي وعدنا بالخلافة عليها ، ولكن (بشروط) بالطبع معلومة للجميع.
فليس ضمن أي من أهدافي هنا اجترار تعاليم أي معتقد ديني .. إلا ربما القليل فقط .. وفق ما يقتضي سياق تأملي العلني هذا .. ومن زاوية فلسفية تأملية .
وهي ليست سوى تأملات عادية في حكمته وملكوته .. لا أعتقد إن أحدا منا لم تراود أفكاره يوما ..
سواء أن كانت محيرة أحيانا .. يقينية تارة .
مثلا :
لماذا كانت النطفة من الأب؟ والبذرة من الأم ؟! .
أليس ذلك .. يشبه .. حين تمتلئ الغيوم بوعد السقاء والارتواء ..
حتى يفيض الأمل .. ويحين الأجل .. فتنهمر عندها على الأرض العطشى .. صيبا نافعا للأرض والعباد ..
ولكن كذلك..
أحيانا مدمرا ؟!
.
فكما ..غالبا عندما تمطر السماء ..كأنها أمرت بأن تبارك .. الأرض بفيضا سحريا ..
كذلك ربما تمطر لتغسل طاقة ضارة ما ..
..
المطر ..
تمطر الأرض ..
تخترق الماء سر الحياة .. التربة ..
فتربو التربة وتهتز .. فتحي البذرة الجاهزة .. المتعطشة لماء الحياة ..
فتنمو إلى أجل مسمى .. لتتفتح بكل عنفوان .. مشروع إنسان
+
نبعنا من مصدر واحد .. جوهر كوني عظيم.
ووجدنا أنفسنا سكانا على هذا الكوكب الأخضر والأزرق والبني الجميل .. والذي إختير بيتا لنا نحن بالذات .. دونا عن كل الكواكب والأكوان مما نعلم ولا نعلم.
..
شاءت إرادته وحكمته .. كمصدر للوجود ..
أن ينفخ فينا من جوهره الخالد .. لنتجلى هنا على هذه الحياة الدنيا .. الهشة والفانية ..
أشكالا مادية تسعى ..
بمختلف تجلياتها إنسان ، حيوان ، نبات ، طيور ، جبال وديان .. ومما لا نعلمه ويعلمه ..
..
تسعى كلها على هذا الأديم .. الذي أمدها الصانع فيه بكل أشكال البقاء .. تحت قبة السماء ..
حتى تلك التي خلق لها جناحين لتطير ..
أيضااا تعاود ظهر الأرض حسب احتياجاتها ومواقيتها .. وكذلك كائنات البحر وأعماقه ..
كلنا نجد أنفسنا لنتفاعل بطريقة ما ..! .
..
فكلنا كخلق .. وبكل تجلياتنا المادية الحالية .. نعيش داخل قبة الأرض .. ونتفاعل معا بما يحقق الخير أو الشر لبعضنا .. حسب وضعنا في السلسلة الغذائية .
هدفنا جميعا هو البقاء .. أقوى الغرائز .. بما يحقق كائن منا لنوعه البقاء .. وذلك في توازن عجيب .. سخان الصانع المبدع في خلقه .
.
نطغى على بعضنا أحيانا بالغريزة والفطرة العدوانية أيضا فينا ..
فكل المخلوقات عاقلة أم فطرية .. تحارب لتحمي مساحتها الخاصة بالطبع ..
ولكن ، الإنسان والذي هو من المفترض أعقلها ..
قد يحارب لأجل أهداف أخرى أيضا ..
بعضها سامي بدافع تحقيق أو الدفاع عن العدل .. .. وبعضها بدافع رد الظلم أو العدوان ، وبعضها عشق في السلطة بحد ذاتها .. لأنه قد يكون أدمنها إدمانا مرضيا ، وبعضها فقط بدافع الطمع في حقوق الغير.
..
ما أود أن أقوله :
كائنات .. جوهرها ومصدرها واحد .. وإن تعددت أشكال تجليها على هذه الأرض في أي من أشكال الحياة والوعي .. ليخدم كل تجل منه نوعه، وفصيلته وناديه أو جماعته التي توافق معها فكريا
.. مسوقا بدافع يدفعه لضرورة تحقيق هدف ما ..
فلكل منا هدفه وفصيلة تؤويه .. وتزود عنه وعن هدفهم الذي يجمعهم بالطبع ..
بعضهم مدفوع بالغريزة كما ذكرت .. وبعضهم مدفوع بالوعي للمصلحة الإنسانية ، وبعضهم بالطمع لتحقيق هدف مشترك أو .. فقط لمجرد الطمع في حقوق الآخرين.
..
البشر :
هذه الطباع التي نراها قد سادت البشرية الآن ، لم تكن يوما قديمة أو بائدة .. لم تتخل عنها البشرية مطلقا ولم تتخلص منها .. بعد
فقط في عصرنا الحاضر .. والذي تم إيهامنا فيه ..
بأن الثورة الصناعية الكبرى ، والتنوير ، والتي تبعها التطور التكنولوجي .. أن البشر صاروا أكثر فهما وتطورا ..
بمعنى ، أن التطور التكنولوجي غير المسبوق والمستمر تزامن معه تطور إنساني ووعي في الجوهر.
.
وأن هذا التطور التكنولوجي والإنساني (المفترض) .
قد جعل العالم أكثر إنسانية ، والحروب أقل توحشا ، والأنظمة الدولية أكثر تعقلا .. وتعمل لخير الإنسانية جمعاء .
وأن الحروب العالمية ، والفتن والمؤآمرات لاستعمار الدول والشعوب الضعيفة أو الأقل تطورا .. قد صار أمور من الماضي .. ونهب ثرواتها .. أو أبادتها .. هذا العهد قد ولى إلى غيرما رجعة .
وأن الجهود العالمية ستكرس للسلم والعدل الدوليين .. والمنظمات الأممية وغير الأممية والبنك الدولي وهلم جرا .. وغيرها من المؤسسات ذات المصطلحات الرنانة .
طبعا ، ما تحدثت عنه أعلاه كله صار معروفا للكل بأنه معظمه كذبة .
فهل هنالك من طريقة ما ، لنحول بها وهم الانفصال هذا حب بين البشر؟
.. ووهم الخوف إلى إتحاد وتذكر أننا جميعاً من جوهر واحد ومن بيضة واحدة ومن رحم هذا الكوكب الواحد الذي منح لنا ووجدنا أنفسنا جميعا فيه، لنعمره .. وليس لنخربه بأطماعنا ونجلس على تله؟!! .
..
..فالناس قد غمرتهم الطاقات الظلامية وأوهمتهم بالانفصال عن طبيعتهم الحقيقية على هذه المعمورة ..
فما الحل ؟
…
صاح خفف الوطء ..
ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
(أبو العلاء المعري)
…
اللهم أنت السلام ، ومنك السلام
تباركت يا ذا الجلال والاكرام ..
.
السلام السلام السلام يا قوم .. يا إستيقظوا ..
لا حل للسودان سوى السلام والتعقل.
وكذلك لكل العالم .
سلام
I believe in love.