مقالات سياسية

تصريحات عزت المهري – دس السم في العسل وتضليل الرأي العام

زهير عثمان حمد

 

في تصريح يحمل بين طياته الكثير من الإشارات المتناقضة والتلاعب بالمفاهيم ، خرج المستشار السابق لقائد قوات الدعم السريع ، عزت المهري ، بمقترح مثير للجدل يدعو فيه إلى قيادة قوات الدعم السريع للحكومة المدنية في المناطق الخاضعة لنفوذها. هذه الدعوة ، التي قد تبدو في

ظاهرها محاولة لحل أزمة، لا تخلو من دس السم في العسل ، وتؤدي إلى تضليل الرأي العام السوداني بشكل خطير.

التوقيت والرسالة : أدوات سياسية مزدوجة

جاء تصريح المهري في وقت يتسم بالتوتر السياسي والانقسام الحاد ، حيث يواجه السودان نزاعًا دامغًا بين الأطراف المتصارعة. التوقيت وحده يثير الريبة ، إذ يبدو وكأنه محاولة لتأجيج مشاعر الرفض الشعبي تجاه أي محاولة لتأسيس حكومة مدنية متوازنة في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.

كما أن الإشارة المباشرة لقيادة حميدتي تعيد إلى الواجهة ذكريات الحرب الأليمة التي أشعلت البلاد ، وهي خطوة لا يمكن فصلها عن طموحات قوات الدعم السريع في تأكيد دورها كفاعل سياسي وليس مجرد قوة عسكرية.

تحريف المفاهيم وإنتاج تضليل جديد .

تصوير دعم قوات الدعم السريع للحكومة المدنية كخيار مشروع يبدو محاولة لصرف الانتباه عن طبيعة هذا الكيان ودوره في الصراع. إن الحديث عن قيادة مدنية في ظل دعم عسكري واضح هو تناقض في المفهوم ، إذ أن الحكومة المدنية تقوم أساسًا على مبدأ الاستقلال عن سيطرة القوى المسلحة.

كما أن ترويج هذا الطرح لا يبدو سوى خطوة لاستغلال الرغبة الشعبية في تحقيق الاستقرار ، بينما يحمل في داخله نوايا خفية لتبرير استمرار سيطرة الدعم السريع على تلك المناطق ، ما يكرّس انقسام السلطة ويُضعف السيادة الوطنية.

إضعاف حكومة الأمر الواقع في بورتسودان

من جهة أخرى ، يبدو أن المهري يحاول تسويق فكرة تستهدف إضعاف حكومة الأمر الواقع في بورتسودان ، عبر زرع الشكوك حول شرعيتها وتقديمها كطرف غير قادر على إدارة شؤون البلاد. هذا الطرح يسعى بشكل واضح لتأجيج العداء بين الحكومة المركزية والقوى المدنية في المناطق المتنازع عليها ، ما يعيق أي جهود لتحقيق السلام والاستقرار.

إرث الحرب وطموح السلطة

لا يمكن تجاهل أن هذه التصريحات تأتي في سياق طويل من محاولات قوات الدعم السريع لتأكيد نفوذها السياسي. فقيادة حميدتي للحرب والطموح المستمر للسلطة يظلان حاضرَين في كل خطوة تُقدم عليها هذه القوات ، سواء عبر التصريحات المباشرة أو الحركات الاستراتيجية على الأرض.

تصريح المهري ، بهذا المعنى ، ليس سوى جزء من خطاب سياسي أوسع يسعى إلى تصوير الدعم السريع كفاعل لا غنى عنه ، بينما يتجاهل الدور الذي لعبه في تأجيج الصراع وتوسيع رقعة الدمار.

 

رفض التضليل وتأكيد الحل المدني

إن دعوة عزت المهري لا تحمل أي نية حقيقية لدعم حكومة مدنية مستقلة ، بل تهدف إلى تضليل الرأي العام وترسيخ الانقسام السياسي والعسكري. على القوى المدنية في السودان أن ترفض هذا الطرح بوضوح، وأن تعمل على تعزيز مشروعها الوطني الذي يقوم على أساس مدني حقيقي بعيدًا

عن هيمنة القوى المسلحة.

فلا استقرار دون حكومة مدنية مستقلة تعكس إرادة الشعب السوداني بأكمله ، وتعمل على تحقيق السلام والعدالة والتنمية بعيدًا عن خطابات التشويش والتضليل التي تسعى لتبرير استمرار الأزمات وإضعاف الدولة.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يا حبيبنا موضوع حكومة في مناطق سيطرة المليشيا، دا موضوع اي زول بيجي يقول ليك الناس البتقاتل في الميدان ديل الناس الممكن يشكلوا حكومة، دي ما دايرة درس عصر. ال دقلو سوف لا يسمحون لأي جهه مهما كانت تعمل حكومة في سيطرتها. فلماذا الهجوم علي عزت المهري!؟

  2. عزت المهرى شخص تعتريه حالات نفسية متناقضة فبالرغم انه يعيش فى كندا الدولة المتسامحة وبلد الحقوق والواجبات لوكنه لم يتطور ظل اعرابيا علر ظهر ناقة ولا عيب فى ذلك ولكنه يصر يحوم بها فى طرقات تورنتو اوتاوا وفانكوفر فما هذا التناقض ياعزت نحن ندلف سريعا للربع الاول من القرن الحادى والعشرين وترشح شخصا ميا لقيادة البلاد وفى اللحظات المعقدة من تاريخ السودان الا يوجد فى الدعم السريع من له القدرات والمهلات سوى هذا الرجل؟؟ ياعزت عد لصوابك فمسئولية الحكم ليست نزهة على ظهر ناقة بشارية والصورة التى قدمها _( ااشاوس ) الدعم السريع لن تنمحى حتى لو اريق عليها مياه محيطات الدنيا باكملها..لقد عرفهم الناس لصوصا قتلة ومغتصبين وانت تعلم جيدا ان فى دارفور اليوم سلوكا صامتا يرفض الدعوات الاجتماعية من الاشاوس اعتقاددا يان المال الذى تمت به الوليمة مال حرام وتعرف قدر تمسك الناس بتلابيب دينهم؟؟؟ لم توفق يا عزت بترشيجك حميدتى لرئاسة الحكومة لماذا لا تترشح انت الا تانس فى نفسك الكفاءةر ام انك تخشى تعرضك لميزان النقد والمقاربة

  3. غيره من لايفاتية وابواق المليشيا بالحرف قال مثل هذا الكلام نقلوه من افواه قادة المليشيا لن نقاتل ويموت شبابنا لياتي ويحكم غيرنا ان انتصرنا فما الجديد ولما الاندهاش من كلام الرجل مع انه مخبول ساي لكن خذوا الحكمة من افواه المجانين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..