مقالات وآراء سياسية

كارثة خزان جبل اولياء : صراع إنساني في بحر من الدماء ..!!؟؟

د. عثمان الوجيه

 

في خضم صراع دموي يمزق السودان ، أطلّت كارثة جديدة لتزيد من معاناة شعبه ، ففي السودان ، وفي ولاية النيل الأبيض تحديدًا ، اجتاح فيضان مفاجئ أراضي شاسعة ، شرد عشرات الآلاف من أهله ، ودمر ممتلكاتهم ، وهدد حياتهم ، كانت بدايات هذه الكارثة إغلاق خزان جبل الأولياء ، وهو سد حيوى يقع تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة ، هذا الإغلاق ، وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف المتحاربة ، أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل غير مسبوق فغمرت الفيضانات القرى والمدن ، وتحولت الحياة إلى كابوس ، لم تقتصر مأساة الفيضانات على الخسائر المادية فحسب ، بل امتدت لتشمل تهديدًا مباشرًا للحياة والصحة ، فارتفاع منسوب المياه أدى إلى تدهور صحة البيئة وانتشار الأمراض ، كما هدد الموسم الزراعي ، مما فاقم الأزمة الإنسانية ، وفي ظل هذه الظروف الصعبة ، ناشدت الجهات الإنسانية العالم لتقديم العون والإغاثة للمتضررين ، ودعت الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ، وتوفير الحماية للمدنيين ، إن ما يحدث في السودان هو كارثة إنسانية بامتياز ، فحرب أهلية طاحنة ، وفيضانات مدمرة ، وجوع ، ومرض ، كلها عوامل تتضافر لتجعل حياة السودانيين جحيماً لا يطاق .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- في خضم الصراع الدامي الذي يشهدُه السودان ، حيث تتناحر الأطماع وتستعر نيران الحرب ، تبرز مأساة إنسانية جديدة تضاف إلى سجلّ المعاناة الذي لا ينتهي ، فبينما تتبادل القوى المتصارعة الاتهامات وتدفع بالبلاد نحو الهاوية ، تغرق مدنه في بحر من المياه ، في مشهدٍ يدمي القلوب ويبعث على الأسى، لقد تحولت الجزيرة أبا وغيرها من المدن المجاورة ، التي كانت يوماً ما واحةً خضراء تزخر بالحياة ، إلى مدن أشباح ، حيث غمرت المياه منازلها ومؤسساتها ، ودمرت تراثها وحضارتها ، وأصبح أهلها بلا مأوى ولا مأكل ، يواجهون مصيرًا مجهولاً في ظل غياب أي أمل في النجاة ، إن هذه الكارثة الإنسانية ليست وليدة اللحظة ، بل هي نتاج حرب طاحنة دمرت كل شيء جميل في السودان ، ففي الوقت الذي كان فيه المواطنون يبحثون عن الأمان والاستقرار ، كانت الحرب تشتعل من حولهم ، وتدفعهم إلى حافة الهاوية لقد وجه وزير الشؤون الدينية السابق نداءً استغاثة إلى قادة الجيش وقوات الدعم السريع ، يطلب منهم التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدن ومنع مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات ، ولكن هل سيستجيب هؤلاء القادة لهذا النداء؟ وهل سيتحملون مسؤوليتهم التاريخية تجاه الشعب السوداني؟ إن هذه القصة هي قصة مأساة إنسانية تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني ، وهي قصة تدعو إلى التضامن والتكاتف لمواجهة هذه الأزمة ، والعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاع الدائر..

This story is a story of a human tragedy that reflects the extent of the suffering experienced by the Sudanese people. It is a story that calls for solidarity and cooperation to confront this crisis and work to find peaceful solutions to the ongoing conflict.

وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.

خروج:- مأساة العملة في ظل الحرب .. ففي خضمّ جحيم الحرب التي اجتاحت السودان ، وباتت فيه الدماء تسيل كالشلالات ، والأرض تئنّ تحت وطأة الدمار والخراب ، ظهرت مأساة جديدة تضاف إلى مآسي هذا الشعب الأبي ، ففي مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السودانيون ، أصدر بنك السودان المركزي قرارًا بتمديد فترة استبدال العملة ، في محاولة يائسة لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الحرب ، ولكن هذا القرار ، الذي كان من المفترض أن يجلب بعض الراحة للمواطنين ، تحول إلى مصدر قلق جديد ، إذ بات السودان يعيش واقعًا غريبًا ، حيث أصبح “بلدًا واحدًا بعملتين”، في مشهد يعكس الانقسام الذي يعيشه البلد ، ففي حين استطاعت بعض الولايات الاستفادة من قرار التبديل، عجزت ولايات أخرى عن ذلك بسبب الحرب الدائرة ، لقد تحولت العملة في السودان إلى ساحة صراع جديدة ، حيث يستخدمها كل طرف في الحرب كسلاح لتحقيق أهدافه ، ففي الوقت الذي يحاول فيه البنك المركزي الحفاظ على استقرار الاقتصاد ، تعمل الميليشيات على تخريب هذا الاستقرار ، بهدف إضعاف الحكومة وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين ، إن هذه القصة هي قصة مأساوية لشعب يعاني من ويلات الحرب ، وشعب يبحث عن أي بارقة أمل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها ، فالحرب لا تدمر البنية التحتية فقط ، بل تدمر أيضًا الاقتصاد والنظام المالي ، وتؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية..

# أوقفوا – الحرب

ولن ازيد،، والسلام ختام.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..