مقالات وآراء

حرب السودان بين اللعيبة المحليين والدوليين

محمد الصادق

 

السياسة مثل كرة القدم

أصبحت تعتمد ايضا علي المهارات الفردية

بل أصبحت الفرق والمنتخبات

تُعرف بلعيبتها المميزين

فنجاح لاعب قد يعني تحقيق بطولة وإخفاقه قد يعني فقدانها

*******

حرب السودان الحالية سميت (حرب الجنرالين)

للإعتقاد بأنها خلاف داخلي محلي

بين قوتين عسكريّتين

لكن بمرور الوقت

اتضح تشابك المصالح

بين الداخل والخارج

تدخُّل الخارج طفا على السطح

منذ وقت مبكر

ودعونا نستذكر بعض المنعرجات المهمة في الأحداث السياسية

ولنبدأ مثلا بمشاركة السودان في حرب اليمن

تلك الحرب التي وصفها الإعلامي جورج قرداحي

بأنها حرب ((عبثية))

ودفع قرداحي ثمن تصريحه ذلك

بأن أجبروه على الإستقالة من الوزارة

ومشاركة السودان كانت ولا زالت

محل استغراب واندهاش

لأنه -علي الأقل- يقع في قارة مختلفة ! .

ثم أن البلاد لم تستفد من الحرب

لا في درء مفسدة

ولا جلب مصلحة

طبعا هذا فيما يخص الدولة

أما علي مستوي الأشخاص

فالأمر مختلف

فربما تحققت مصالح شخصية لأفراد

أو مجموعات صغيرة تجمعها المصلحة المشتركة

*******

مدير مكتب الرئيس المخلوع

وهو ضابط برتبة فريق

ووزير برئاسة الجمهورية

يعتبر هو من خطط وأشرف

علي مشاركة الجيش في حرب اليمن

ولكن في منتصف ٢٠١٧م

تم توقيفه

واتهامه بالتخابر لجهات اجنبية

وبالتلاعب بالاموال العامة

وابرام صفقات مع دول خليجية

دون الرجوع للرئيس

وتحدث الناس عن انقلاب فاشل

خطط له مع الدعم السريع

قبل ذلك بعام فقط

كان الفريق قد ناب عن رئيس الجمهورية

في القمة الاسلامية الأمريكية بالرياض

والتقي بالرئيس الأمريكي ترمب

وتداولت المواقع صوره

وهو يصافح ويهامس ترمب

ورغم الإتهامات والتوقيف

لكن الرجل ظهر فجأة بالمملكة

بل حدث أكثر من ذلك

حيث سارعت المملكة

بتقليده منصبا رفيعا

في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير

وهذا الشىء لا يحدث كثيرا بين الدول

والفريق اتضح أن له جنسية سعودية !!!! .

ثم أصبح يقابل المسؤولين السودانيين

علي أنه مسؤول سعودي !!!! .

بل أنه التقي بالرئيس السوداني نفسه !!!! .

بعض المحللين

يربط بين هذه الحركة الانقلابية الكبيرة لذلك الفريق

وبين الأزمات الإقتصادية والسياسية

التي بدأت تتوالي

منها ازمة ارتفاع سعر الدولار وازمة الوقود..

ثم أزمة النقود !!!! .

والتي أدت إلي تهاوي النظام.

سقط نظام الإنقاذ

بعد عامين فقط من حركة مدير مكتب الرئيس

ثم بعد عامين حدث انقلاب آخر

ثم بعد عامين آخرين

حدث انفصال داخل الجيش

ودارت ولا زالت تدور

حرب ضروس بين الفصيلين

*******

دونالد ترمب

هو أول من يترأس أمريكا

خلال فترتين رئاسيتين منفصلتين

وهو سياسي مثير للجدل

شغل العالم بقراراته العجيبة والغريبة

في ولايته الأولي

تحدث ترمب بصراحة فجّة

أن الخليج لديه فوائض أموال

وأنهم أحق بهذه الفوائض

وفعلا دخل معهم في صفقات سلاح

وكما قال “عاطف” ابن رمضان السكري

في “العيال كبرت”:

(هو اللي كِسِب)

واللعيبة الدوليين دائما

يركزون علي ملفات الأقتصاد

ودعونا نستعرض سريعا

بعض العناوين الإقتصادية الغريبة

في الأزمة السودانية :

– رئيس وزراء ثورة ديسمبر

كان يتكلم دائما

عن ضرورة ايلولة المال العام لخزينة الدولة

لكن المال العام حتي في عهد الفلول

لم يكن آيلا لخزينة الدولة

واذكر هنا شيئا غريبا

وهو قرار الحكومة آنذاك

بمنح مكافئة لمن يضبط شحنات الدهب المهربة عبر المطار

ووصلت المكافئة لرقم عجيب !!!! .

نصف الشحنة !!!! .

ومن ذلك أيضا أن أحد وزراء المالية

في أواخر عهد الإنقاذ تم ضبطه بمخالفة بكمين مرور

واكتشف أن الوصل الذي اعطي له

لا يتبع لوزارة المالية !!!! .

– الآن الجزء الأكبر من إيرادات الدولة

يذهب لشراء الأسلحة

ولكي تدرك حجم وكمية الأسلحة والذخائر التي تم استيرادها

أنظر للدمار الحاصل بالخرطوم

الذي شبهه أحد السياسيين

بما حدث بهيروشيما اليابانية

نتيجة ضربها بالقنبلة النووية

وانظر فقط للأعداد المهولة

لبقايا المدرعات المحطمة والمحترقة

لقد ظلت الأسلحة تتدفق علي سوريا

لمدة ١٤ عاما

وعندما تراجعت حدة الإقتتال

وانخفض تدفق السلاح

حصلت صفقة أنهت وجود النظام

وتقدمت الفصائل لتحل محله

ونتوقع أن تقوم نزاعات بين هذه الفصائل

تتطلب إقبالا كبيرا علي التسلح

– ومثل السلاح تجارة المخدرات

وقد أصبحت تدار عبر تنظيمات ومنسقيّات

وتذكرون قبل بداية الحرب بأسابيع

جاء في الأخبار أن اجتماعا لتجار المخدرات في احدي غابات السافنا

ناقش كيفية حماية قوافل نقل المخدرات

من مناطق الزراعة بدارفور حتى وصولها الى العاصمة الخرطوم

وجدير بالذكر هنا

هو ما رواه العائدون إلي منازلهم بأمدرمان

أن أبرز ما لفت انتباههم من مخلفات المعارك

هو فوارغ أشرطة حبوب المخدرات

المنتشرة بكثافة في كل مكان

في الشوارع والحيشان وداخل الغرف

– تحوّل تحويلات المغتربين السودانيين

من السودان إلي مصر

ساعد علي تداعي النظام البائد

حيث كانت تبلغ المليارات

الآن بعد الحرب

هذه المليارات يتم تحويلها

في شهر واحد فقط

ليس هذا فحسب

وإنما انتقلت إلى مصر

مئات المصانع والشركات السودانية

لدرجة أن لاعبا محليا

هو فلّ من فلول النظام البائد

تحدث بإسم رجال الإعمال

ودعا الحكومة المصرية لتكوين دولة حوض النيل

وضمّ الولايات الشمالية إلي مصر !!!! .

– الآن يتم تغيير العملة

في نصف البلاد تقريبا

والدعوة لتغيير العملة قديمة

منذ العهد البائد

بسبب التزوير الكبير

الذي تعرضت له النقود الورقية

لكن اختلاف العملة في شطري البلاد

قرار اقتصادي ستكون له تداعياته السياسية

– مئات الألاف من السيارات تم نهبها

وتشعر أن هذا هو السبب الحقيقي لإتساع رقعة المعارك.

أذكر أن بقالة في حارتنا تمت سرقتها في العام ٢٠١٨م

ووجد أن الطبلة (السميكة) تم قطعها بمهارة فائقة

فعلق أحدهم قطع الطبلة بهذا الشكل.

لا يتم إلا عن طريق جهاز معيّن

وهو لا يوجد إلا عند الحكومة !!!! .

فلكبر حجم عملية النهب لا اظن انه يمكن التعويل علي ارقام الشاسيهات ، فإذا كان الإجرام بمستوي دولة

فما أسهل تزوير العملات وأرقام الشاسيهات ،

ومن المضحك المبكي تداول أنباء عن تزوير العملة الجديدة ،

حتي قبل أن يراها العوام من الناس !!!! .

ومن شر البلية كذلك أنه خلال تبديل العملة

اكتشف أن لاعبا محليا (مسّاك)

-هو تاجر صغير-

“ماسِك” كمّية من الكاش

تعادل حوالي ستة في المائة

من إجمالي الكتلة النقدية في عموم البلاد !!!! .

*******

الحرب الآن قاربت العامين

وقد سمع بها القاصي والداني

ولا شك أنها تثير حفيظة بعض اللعيبة الدوليين

امثال اللاعب (الفِروِد) الخطير ترمب

الذي يعود من جديد

وأرض السودان بالطبع

زاخرة بالذهب واليورانيوم والمعادن الأخرى

ومتوقع أن يبدأ ترمب كالعادة

بزيارة منطقتنا العربية

وبالطبع سيقابل بعض اللعيبة المحليين والدوليين

وسيتهامس معهم..

ويصافحهم..

 

□■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة<<<

 

نذكّر بالدعاء علي الظالمين

في كل الأوقات .. وفي الصلاة

وخاصة في القنوت

-قبل الركوع الثاني

في الصبح

علي الذين سفكوا الدماء

واستحيوا النساء

((واخرجوا الناس من ديارهم  بغير حق))

واسترهبوا الناس

النساء والاطفال وكبار السن

وساموهم سوء العذاب

وعلي كل من أعان علي ذلك

بأدني فعل أو قول

(اللهم اجعل ثأرنا

علي من ظلمنا)

فالله .. لا يهمل

ادعوا عليهم ما حييتم

ولا تيأسوا ..

فدعاء المظلوم مستجاب

ما في ذلك شك :

{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی

لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. الفسادانتشرفي البلاد بل أصبح شي طبيعي وأصبح مباح وكل ذالك بسبب الكيزان وأصبحت كل ثروات البلاد من معادن ومحاصيل زراعية وثروة حيوانية قد طالها الفساد ولايستفيد منها المواطن شي بل تدخل الى جيوب حرامية الدوله من الكيزان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..