في الذكرى ال68 للاستقلال المجيد “سودان الحروب : دوامة لا تنتهي” ..!!؟؟

د. عثمان الوجيه
في أرض النيل ، حيث تلتقي الحضارات ، تتوالى فصول الحرب كأوراق شجر تسقط في خريف قاس ، منذ الاستقلال ، يعاني السودان من نزاعات متكررة ، كل منها يترك جروحاً غائرة في نسيجه الاجتماعي والسياسي ، بدأت القصة بحرب أهلية طويلة ، نشأت من صراع بين المركز والهامش ، وبين الإسلام والأنيمية ، انتهت هذه الحرب بانفصال جنوب السودان ، لكنها تركت جراحاً عميقة في الشمال ، ثم انتقلت الحرب إلى دارفور ، حيث ارتكبت فظائع لا تُنسى ، وفي الوقت نفسه ، اندلعت حروب في مناطق أخرى ، مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق ، كل هذه الحروب كانت نتيجة لتهميش مناطق معينة ، وعدم الاعتراف بتنوعها الثقافي والإثني ، بعد ثورة شعبية أطاحت بنظام عمر البشير ، عادت الأمل إلى قلوب السودانيين ، لكن الأمل سرعان ما تبدد بانقلاب عسكري ، ثم اندلعت حرب جديدة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع المتمردة ، هذه الحرب الأخيرة ، كغيرها من الحروب التي سبقتها ، دمرت البنية التحتية ، وشردت الملايين ، وأدت إلى أزمة إنسانية حادة كل هذا يدفعنا إلى التساؤل : لماذا يستمر السودان في النزيف؟ الجواب يكمن في أسباب عميقة ، منها :
1/ غياب مشروع وطني جامع : فشل السودان في بناء دولة مؤسسات قوية، قادرة على تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.
2/ التنوع الإثني والثقافي : هذا التنوع هو ثروة ، لكنه أصبح مصدر صراع بسبب سوء الإدارة السياسية. 3/ التدخلات الخارجية : لعبت القوى الإقليمية والدولية دوراً في تأجيج الصراعات في السودان .
ختاماً : فإن قصة السودان هي قصة مأساوية ، لكنها أيضاً قصة أمل ، فالشعب السوداني شعب صبور وعظيم وقد أثبت قدرته على الصمود والتحدي ومهما طالت هذه الحرب ، فإن يوم النصر آتٍ لا محالة .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- “يا ويلاتي السودان” كم يؤلمني أن أرى بلادي الحبيبة تغرق في بحر من الدماء والدمار ، وقد تحولت إلى ساحة حرب ضروس بين جيشها ومليشيا متمردة ، منذ فجر ذلك اليوم المشؤوم ، الرابع عشر من أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين ، والقتل والتشريد هما عنوان حياتنا ، كلما سألوني عن نهاية هذا الكابوس ، أجيبهم : “ليس بعد” ، وعندما يسألوني: “ما الفائدة من كل هذا الدماء؟”، أجيبهم: “لن يحدث انقلاب عسكري”، أذكرهم بتاريخ بلادي العريق، بتاريخ حافل بالانقلابات العسكرية المتعاقبة ، والتي لم تجلب لنا سوى المزيد من المعاناة والدمار، منذ عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين وحتى اندلاع هذه الحرب الأهلية ، كانت كل حكومة جديدة ، سواء كانت مدنية أم عسكرية ، أسوأ من سابقتها ، وكلما زعم جنرالات الانقلابات أنهم سيبدأون من الصفر ، زادنا الأمر سوءًا ، والآن ، بعد هذه الحرب ، وصلنا إلى ما هو أسوأ من الصفر ، أضحك سخرية عندما أسمع عن محاولات بعض المدنيين الموالين لمليشيا الدعم السريع المتمردة ، لتشكيل حكومة موازية في الخرطوم ، أين هي الخرطوم يا سادة؟ أليس قد تم نقل العاصمة إلى بورتسودان منذ أكثر من عام ونصف؟ كل هذا يحدث وأنا أشاهد بلادي تتدمر أمام عيني، وأشعر بالعجز حيال كل ما يجري.
All this is happening while I watch my country being destroyed before my eyes, and I feel helpless about everything that is happening.
وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.
خروج:- “امتحانات في زمن الحرب : مأساة تعليمية سودانية” ففي خضم جحيم الحرب التي تلتهم السودان ، تحولت العملية التعليمية إلى ساحة صراع جديدة ، ففي مشهد مأساوي ، أعلنت السلطات عن انطلاق امتحانات الشهادة الثانوية ، أمس السبت ، محصورة في المناطق الخاضعة لسيطرتها ، تاركة آلاف الطلاب في مناطق أخرى مشردين ومحرومين من حقهم في التعليم ، لم يكن قرار عقد الامتحانات في ظل هذه الظروف الصعبة إلا دليلاً على التعمق في هوة الانقسام ، وتجاهلاً صارخاً للواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوداني ، فبينما يحاول الطلاب في مناطق سيطرة الجيش الوصول إلى مراكز الامتحانات ، يعاني أقرانهم في مناطق أخرى تسيطير عليها مليشيا الدعم السريع المتمردة ، من نقص الأوراق الامتحانية وعدم وجود أرقام جلوس ، بل إن بعضهم فوجئ بتأجيل امتحاناتهم إلى مارس القادم ، لم تتوقف المأساة عند هذا الحد ، فقد كشفت لجنة المعلمين السودانيين عن حجم الكارثة ، مؤكدة أن أكثر من نصف الطلاب السودانيين سيحرمون من دخول الامتحانات بسبب الحرب ، كما أشارت إلى وجود فساد ومحسوبية في اختيار المراقبين ، مما يؤكد أن الهدف من هذه الامتحانات ليس التعليم بل ترسيخ واقع الحرب وتعميق الانقسام، إن إصرار السلطات على عقد هذه الامتحانات في ظل هذه الظروف يعد جريمة بحق التعليم والشباب السوداني ، فبدلاً من أن يكون التعليم ملاذاً آمناً يوفر للأجيال القادمة الأمل في المستقبل ، أصبح ساحة صراع سياسي يدفع ثمنه الطلاب والمعلمون ، إن هذه الأحداث المؤسفة تسلط الضوء على حجم الدمار الذي خلفته الحرب في السودان ، وتؤكد الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار والبدء في حوار شامل من أجل بناء مستقبل أفضل للشعب السوداني ، فالشباب هم ثروة أي أمة ، وحقهم في التعليم حق مقدس لا يمكن المساومة عليه.. #أوقفوا – الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.
التقيت مع عدد من الزملاء حملة درجة الدكتوراة في مناسة زواج جدتي التي تقول دقي يا مزيكا. وقابلني بعضهم بالهجوم علي كتاباتي ووصفوها بالمتعالية وانها يصعب فهما. وكان ردي ان امثالي من حملة الدرجات الأكاديمية العاليه لا أستطيع ولا ينبغي ان انحط لمستوي من لا يستطيعون فهم ما اكتب. ولقد نصحت المهاجمين بان يمشو يقروا لشوقي بدري او عائشه الجبل. لقد ولدت لكي اكون عالي المستوي عصي علي ادراك وفهم الاخرين.
الوجاهة عندك لكن !
و كتابتك ذاتا وجيهة زيك