مقالات وآراء

شرق السودان – ميدان الحرب القادمة

 

عندما فشل فلول النظام البائد في القضاء على قوات الدعم السريع، هربوا إلى شرق السودان فأقاموا ملكهم غير المشروع هناك، ونسبة لعدم وجود كيانات سياسية شرقية قويّة، طاب المقام للخاطفين لقرار الجيش من الاخوان المسلمين – المؤتمر الوطني، وساهم قائد قوات الدعم السريع بقطاع الشرق في ذلك، فخان الأمانة وسلّم العدة والعتاد لجيش الفلول، فتنفس الهاربين من ضربات الأشاوس الصعداء، ولعبوا بمكونات الشرق الاجتماعية وابتزوها بتمكين مرتزقة الحركات المسلحة، فأصبح مجلس نظارات البجا يسبح بحمدهم، وتاه المهرّج الأكبر شيبة ضرار بين تطمينات الفلول واستفزازات مرتزقة دارفور، واستمسك الرشايدة بعروبتهم وكرامتهم، وصمتت المكونات الأخرى حتى ينجلي غبار المعركة، وتأهب أسياس أفورقي (ملك أرتريا) للدخول إلى الإقليم الذي لا بواكي عليه، واستفاد مرتزقة دارفور من الحالة الضبابية في التمدد والتنقيب عن المعدن الأصفر، وأصبح شرق السودان وولايتي نهر النيل والشمالية، الوجهة الأخيرة لفساد وإفساد فلول النظام البائد، الذين مزقوا الوطن بمشروعهم الحصاري الذي عزل السودان عن محيطيه الإقليمي والعالمي، فهنالك ثلاثة عوامل تجعل من أرض البجا منطلقاً لحرب ضروس، سوف تكون نهايتها نهاية حرب السودان الشاملة، المندلعة في أبريل من العام الماضي، أول هذه العوامل التدخل الارتري الذي اصبح واقعاً ملموساً، وثانيها الغبن المحلي تجاه الحركات المسلحة التي هربت من ميدان معركتها الحقيقي (دارفور)، وثالثها هو دخول الرشايدة والزبيدية في الحرب بجرهم غصباً عنهم بواسطة استخبارات الجيش المختطف، ففسيفساء الشرق لا تختلف كثيراً عن دارفور، والعامل الأكثر تأثيراً في التعجيل باندلاع الحرب هو الميناء والمنفذ البحري الذي تصطرع حوله إيران والصين وروسيا وأمريكا وإسرائيل وتركيا.
إنّ المناصرين لقوات الدعم السريع بشرق السودان لن يجدوا متنفساً إلّا بعد اشتعال النار، وبعد أن تدخل منصورتهم في حرب الشرق، فسوف تتولد ثلاث قوى مسلحة في هذه الحرب المرتقبة، هي قوات الغزو الارتري المتخذة من لباس جيس الفلول درعاً، والحركات المسلحة القادمة من دارفور، والدعم السريع، أما المكونات الاجتماعية الأخرى فسيكون ولاؤها موزع بين جيش الفلول المحتمي بالغزو الارتري، وقوات الدعم السريع، أما مليشيات دارفور المسلحة فهي الحلقة الأضعف، لأنها في زواج متعة قصير الأجل مع فلول النظام البائد ينتهي بأجل محتوم، وفي ذات الوقت منبوذة من المجتمع الشرقاوي الذي ينظر إليها كأمر واقع تم فرضه عليه فرضاً، فحرب الشرق المرتقبة لن تكون طويلة الأمد لسبب واحد، يتمثل في الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية للميناء – المنفذ البحري الرئيسي للسودان، وأهمية ضمان عدم انزلاق الأوضاع إلى الفوضى، لأنه مركز تحكم مصالح قوى الشرق الأوسط، ورغم اختلاف أجندات هذه القوى الإقليمية والدولية، إلّا أنها تتفق فيما بينها على حد أدنى حول المنفذ البحري السوداني، الذي يعتبر أحد المعابر المهمة في المنطقة، تلك الأهمية التي تفرض على القوى المتصارعة الاستعجال لوضع حد للحرب، وقد يسأل سائل ويقول كيف قلّلت من الدور الارتري، هنا أقول بأن الوساطة التركية بين الصومال واثيوبيا قد سبق سيف عذلها حراك المحور الارتري المصري، فأثيوبيا قد دخلت المعادلة منذ وقت مبكر ولكن بطريقة ناعمة، في الآخر سوف تصب في مصلحة دخول قوات الدعم السريع في حرب حدودية مع ارتريا، فدكتاتور أسمرا لن يطيب عيشه مع الغضب الاثيوبي.
حرب الشرق ستدفع باتجاه إنهاء حرب السودان الشاملة، ففلول النظام البائد لا يتمتعون بمورد بشري يدعم جيشهم المختطف هنالك، والطاغية الارتري لا يستمر في خوض حرب خاسرة خارج أرضه، وكمحارب قديم يعلم كيف اهتزت كراسي حكم الزعماء الذين تورطوا في حروب جيرانهم، هذا فضلاً عن ضمور الدور المصري في القرن الافريقي، بعد التدخل الواضح للسلطان العثماني أردوغان، فلو كانت هنالك حسنة واحدة تجنيها قوات الدعم السريع من حرب الشرق، فهي إنهاك فلول بورتسودان بانفجار جبهة قتال جديدة لا يملكون فيها قصب السبق، كما حدث في جبهتي دارفور وكردفان، فأرض الشرق لو اشتعل فيها الحريق لن يكون هنالك دور فاعل لفلول النظام البائد، فالجيوش الداخلة في الحرب ليس للفلول يد عليها، سواء كانت مليشيات دارفور أو جيش الغزو الارتري، وهذه الحرب المتوقعة بشرق السودان ستكشف ظهر فلول النظام البائد بولايتي نهر النيل والشمالية، وسيصدمون بمحدودية وقصور الدور المصري وعدم حيلة هذا الجار الشمالي، الذي لا يجازف بالوقوف مع منظومة حكم نازحة وآيلة للسقوط، ومهرولة بين بورتسودان وعطبرة، إنّ رهان فلول النظام البائد على الحرب تأكد أنه رهاناً خاسراً، بعد رهانهم على حرب الخرطوم غير محسوبة العواقب، التي أشعلوا فتيلها على أمل أن تضع وزرها بعد سويعات، فامتدت لأشهر قاربت السنتين، فلو أن المتطرفين من عضوية حزب المؤتمر الوطني آمنوا بقانون الناموس الكوني، وأيقنوا بأن ملكهم قد نزع، لجنبوا البلاد شر الحرب، لكنهم قوم يقرأون القرآن ليلا ونهارا ولا يتدبرون الآيات المفسرة لأسباب هلاك الأمم.

‫4 تعليقات

  1. شرق السودان لايمكن اشعاله من الجنجويد والقحاته واليسار والمخابرات الاجنبيه المعاديه للسودان والان معركه هى معركه الكرامه ولاصوت يعلو على معركه الكرامه والبرهان هو رمز الكرامه. البرهان فى سواكن أمس التحمت الجماهير معه لانه القائد العام للقوات المسلحه التى تحارب لاستقلال السودان وكرامته. الذين اسقطوا حكومه العميل حمدوك بإغلاق الشرق أليس أبناء الشرق بقياده الأسد حفيد دقنه ترك. الذين طردوا غردون باشا عفوا فولكر أليس اسود الشرق بقياده ترك حفظه الله والان ترك شخصيه قوميه ووطني يبز فة الوطنيه السنهورى البعثى والخطيب الشيوعي والدقير وبابكر فيصل الفرنسي .ترك يقود تيار وليس حزب لان الاحزاب تجاوزها الزمن فى السودان وفى العالم نجح ترامب فى أمريكا لانه تيار وليس حزب جمهورى واكبر دليل على ذلك الون ماكس انضم من الديمقراطين إلى الجمهوريه والحركه الاسلاميه فطنت لذلك والان هى تيار اسلامى عريض . والشيوعين اختلفنا معهم ام اتفقنا معهم كانو مرجع فى التنظيم للحركه الاسلاميه وكان ذلك فى العصر الذهبى للشيوعين بقياده عبدالخالق محجوب ومحمد ابراهيم نقد عليه رحمه الله بعد ذلك افل نجم الشيوعيه فى العالم والسودان والخطيب سكرتير الحزب الشيوعي نقابى وحول الحزب الشيوعي لنقابه رغم اجتهادات صديق الماركسيه اللينينيه

  2. تحليل ضعيف جدا أقوى الحركات المسلحة هي جبهة تحرير شرق السودان التي رفضت المشاركة في الحرب بجانب الجيش معتبرة الجيش والدعم السريع وجهان لعملة واحدة وقررت ان مهمتها الحفاظ على ولايات شرق السودان الثلاثة من اي الحرب وحال وصول الحرب الي الشرق سوف يضربوا الطرفان المتحاربان ويمنعوا إنتهاك حرمات شعب الشرق الفصيل الصغير الذي يقوده الأمين داؤد دخل بجنوده أرض المعركة وزاب داخل المليشيات الأخرى

  3. الولد عامل محللاتي خليك في تزيين صعاليك غرب أفريقيا الأجانب
    مالك ومال الشرق خليك في دارزفت احسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..