ارتداد للقبيلة .. ام لفة سيجارة

معمر حسن محمد نور
انهيت يومي بالامس عند منتصف الليل او قل دخول اليوم الثاني منقبض النفس ، فقد اختطبت في كل غابات بلادي ولم اجد صندلا يضوع ولكن ادخنة تكتم الانفاس دعك من فضائية. اخبار معارك الصحراء والنيل الازرق وولاية الخرطوم وغيرها ، وبيانات قبائل تشكو من هذا او ذاك او الكل. وتعلن مواقف جديدة ، اعفاء رئيس لجنة استنفار ونائبه في ولاية ، وقبيلة تطالب بطرد آخر جال وجال وتصنفه مع الاعداء. انشقاقات حركات مسلحة وانحيازات جديدة. لوحة تملؤها الفوضى.يا بلادي (ما ها صورتك) ولا فرد فيك برا كان او فاجرا يحب ان يراك بها..
مع ذلك ، حمدت الله انني ما وجدت حلقة استضاف فيها الدكتور عزام عبدالله ابراهيم ، على الاسفير بتقنية لا اذكر اسمها لكنها قريبة من شكل قناة تنوير لسعد الكابلي. حمدت الله ان الحلقة كانت على المباشر ولم تكن مسجلة ، والا لعلمت انها ستستغرق ساعتين ولم اقترب منها. ساعتان تمتعت بمستوى الحوار. فكنت في حضرة طبيب سوداني في اطباء بلا حدود حصل على الجنسية البلجيكية. واكاديمي يقيم في امريكا. الاثنان من جيل شاب عاش فترة الانقاذ وانخرط في يومياتها. فالطبيب خريج جامعة البحر الاحمر اما الاكاديمي فقد عمل بمهنة التدريس بعد تخرجه في اطار تقضية فترة الخدمة الالزامية. وانخرط في السياسة واصبح احد الناطقين الرسميبن لتقدم. اما مقدم البرنامج فقد تعهد نفسه بالاطلاع والتثفيف حتى صارت لايفاته محجا لصفوة. وقد كان لقاؤه مع بكري الجاك مختلفا. لانه لم يكتف بالقاء الاسئلة التي زوده بها الجمهور ، بل كان يناقش الضيف والضيف ليس صيدا سهلا. وتناولوا كل الشأن السوداني. رغم دسامة الحلقة وثراء الحوار والموضوعات الا انني خرجت بانطباعين زادا في انقباض نفسي وهما :
٫ان تقدم ، قد قدمت كل ما تراها وحاولت كل ما يدور بخلد المتابعين . وهو الجسم المدني الاكبر
٫ من خلال اقرارهما فالبلاد في مرحلة ارتداد الى القبلية .
ولأن فكرة ارتداد البلاد الى مرحلة اولية فكرة مخيفة ، ادركت ان ما اراه منذ يوم الحرب الاول ، كان صحيحا. فالبلاد وان بدا انها تعود خطوة للوراء ، الا انها كرجوع من يلف السيجارة بيده لتبرم جيدا. عليه فاننا نعاني لامد لا يدركه احد من مخاض القادم الذي سينهى القبلية رغم سفور وجهها..
لو كنت متابعا لما يجري في العالم،فان ما تراه الآن تنبا به أو قل راه بعضهم أو ان شئت خططت له جهات !و هو ارجاع البلاد العربية والافريقية الي مكوناتها الاساسية!
قرأت قبل أكثر من ثلاثة عقود حول ذات الأمر وفي الصفحة الأخيرة لمجلة نيوزويك النسخة الانجليزية (لم تصدر العربية وقتها)…
وقد شاهدناه في الصومال..وهو ما يجري الآن في السودان وقد سبقت إليه دارفور…واخرجت اثقالها…