مقالات وآراء

عن مجازفة بامتحانات أخرى (2020) .. تماضر الطريفي عوض الكريم: عبرنا يا وكيلة

 

قرأت للدكتور البوني أمس كلمة شفاء أثني فيها على وزارة التربية والتعليم لإحرازها هدفين ذهبيين هما صدور نتيجة مرحلة الأساس وفق أعراف المهنية والقسط التي هي الميسم، وعقد امتحان الشهادة الثانوية في ظروف مستحيلة. وما قرأت كلمته حتى قلت: هذا سيسعد تماضر. وتماضر هي وكيل وزارة التربية. وهي نسيبتي. وظللنا في الأسرة مشفقين عليها من خوض تجربة عقد الامتحانات طي جائحات ما أنزل الله بها من سلطان. كنا نعرف أنها كانت ضمن من أصر على عقد الامتحان مهما كلف. وخشينا عليها من عوج قلّ أو جلّ يربك عملية غاية الحساسية والخطر مثل الجلوس لامتحانات على النطاق القومي. فلم تكن الطبيعة وحدها المتربصة بها، بل “خشامة” في الثورة المضادة يريدون تسجيل نقطة أخرى على الثورة.
كانت دعواتنا معها والاجتماعات في الوزارة تأخذها حتى بداية الليل. ومكالمات من بعد ذلك حتى أنصاصها مع الولاة ومسؤولي التعليم والقوي النظامية القامت بترحيل الامتحانات فوق صخب السيول وتأمينها. فصرت من شفقتي لا يصبح صباح لا أخشى شيئاً فيه مثل أن أسمع ما أربك الامتحانات وكسر خاطر تماضر. ومع ذلك كنت أعزي نفسي أنها حليف نجاح جابدها والدها الطريفي عوض الكريم الذي عرفت متانته في طلب الغرض العام وسداد تصويبه.
لا أعرف معركة أخيرة للثورة منذ موكب 30 يونيو 2019 أسفر النبل السوداني فيها مثل معركة قيام الامتحانات، التي طال تأجيلها، في وقتها الجديد المضروب. إنني لأحني هامتي للمواطنين الذين وضعوا سياراتهم رهن ترحيل الطلاب لمراكز الامتحانات، وللمعلمين عن بكرة آبيهم قباطنة السفينة، وللسلطات المحلية التي أوت الطلاب الذين تهدمت بيوتهم وأطعمتهم، وللسلطات المدنية والعسكرية التي لم تدخر وسعاً لتيسير ما تعسر لتنعقد الامتحانات في موعدها. نحج كل أحد.
كلمة البوني عن احراز وزارة التربية هدفاً ذهبياً شفاء. ولكن ما أقض مضجعي كلمات من أعرف عن صدق ثوريتهم ما أتحرج معه وصف كلماتهم عن الامتحانات بالتشفي. فاستغربت لنبيل أديب يجرد سيفه الحقوقي عليها. فقد أخذ على إدارتها قطع الإنترنت لأربع ساعات لضبط حالة غش عن طريق الأي فون. فاحتج قائلاً: “”قطع خدمة الإنترنت ينطوي على انتهاك للوثيقة الدستورية، لأنه ينطوي على انتهاك لحقوق الإنسان المضمنة في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي صادق عليه السودان”. وهذا قول ثقيل لا أعرف أنه خطر لمن قطعوا الإنترنت يظنون أنهم يحسنون حماية ذلك الاستثمار الوطني المتحرج. ربما “غِبوا” عن خطة أفضل كما سنري، ولكنهم لم يريدوا هدم الوثيقة الدستورية في هذه الحالة على وجه الخصوص.
كان بوسع إدارة الامتحانات حيل أخري لتحقيق غرضها من قطع الإنترنت. فجاء عند عمر عبد الخالق عثمان أنه كان بإمكانها قصر قطع الإنترنت على مراكز الامتحانات دون باقي القطر. وهذا دليل نقص في الخبرة التقنية لا يرقى مرقي تبييت النية على خرق حقوق الإنسان كما قال نبيل وعمر نفسه. فبدا لي في كلمة عمر أنه كان بصدد جرد حساب قديم مع جهاز تنظيم الاتصالات والبريد الذي يسيطر عليه، في قوله، فلول النظام القديم والعقلية الأمنية. فلم يقبل منهم قطع الانترنت بتوجيه من جهات الاختصاص كما زعم ليتساءل عمن هذه الجهات.
وأخذ على الجهاز بؤس مهنيته لأنه كان بوسعه قطع الخدمة من مراكز الامتحانات بدلاً من “حرمان جموع الشعب السوداني من حقهم في التواصل” وهو حق انتزعوه بفضل الثورة. وقال إن قطع الانترنت أضر بسمعة الشهادة لشبهة الغش المذاعة خلاف ما يتعلل به جهاز تنظم الاتصالات من حفاظ على سمعة الشهادة السودانية.
استثقلت كلمتي نبيل وعمر لما شابهما من عقلية التآمر. وحامت هذه العقلية حول شغل للوطن في تعبئة الموارد المادية والبشرية والروحية لا أعرف من صدّق حصوله في وقت تُنتقص إرادتنا الوطنية من مركزها. ولا أعرف كيف عابا على هذه الملحمة ما لم يطرأ على بال بشر ممن ظنوا الإحسان وأخطأوا خطأ مغتفراً من نوع العترة بتصلح المشي.
مبروك تماضر وأسرة وزارة التربية والتعليم. عبرنا

‫4 تعليقات

  1. مبروك لنسيبتك ودعواتنا للمحرومين من الجلوس لإمتحان الشهادة للسنة الثالثة على التوالي بسبب الحرب التي تريد أنت إستمرارها للنهاية
    إختشي ولا تأخذ نبيل أديب شماعة فأنتما الإثنان في مركب الفلنقايات

  2. يعنى هسع انت ..يا عمبلوك…مبسوط ..من قيام الامتحانات …عشان قريبتك تماضر …وما يرمش لك جفن في حال الذين حرموا من الامتحان …والغبائن التي يولدها في نفوس هؤلاء التلاميذ الصغار .. الذين يتطلعون إلى دخول الجامعات مثل زملاءهم…ولاحجة لمن يدعون انهم بامكانهم الجلوس بعد ثلاثة شهور مع الدفعة الأخرى…لاكثر من سبب اولها لاضمان لجلوسهم جميعا مع الدفعة اللاحقة طالما ان البلد باكملها في ظروف استثنائية ….
    انت تعلم انه كان الممكن التنسيق مع اليونسيف واليونسكو ..وبموافقة المليشيا …كان يمكن جلوس هؤلاء الأبناء جميعا داخل مناطقهم بصرف النظر عن الموقف العسكري فيها …ومن ثم اجراء الامتحانات بضمانات دولية …لكن لان السفلة يريدون تسجيل انتصار سياسي كيفما اتفق …لايهمهم ما يقارب مائتي الف من هؤلاء الصغار …يحرمون من الجلوس لامتحان السودانية
    بعدين وانت تعلمت على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره…وتمتعت بخدمة فندقية مجانية في اثناء دراستك الجامعة …الا تخجل وتستحي لمشاعر هؤلاء الطلاب و اولياء أمورهم …..
    قلت ايه …تماضر …
    ملحوظة … السافل في تعريفي له …هو ذلك الشخص …الذي مطلقا لا تأمن غدره …وانقطع رجاء الخير فيه

  3. عامل فيها انت و قريبتك و البوني فرحانين لعقد إمتحانات لا قيمة لها على أرض الواقع. أين سيدرس هؤلا الطلاب بعد اعلان النتائج و هل فعليا في جامعات سودانية مستقرة كما كان الوضع قبل الحرب. أكرر مبروك لك انت و قريبتك و البوني و كيزانكم العواليق بداية تقسيم السودان.

  4. قيام الامتحانات لا هي مهمة مستحيلة و لا هي ملحمة. الجهة المسؤولة أصرت على قيام الامتحانات و المحرومين سواء كانوا بالتهجير او المجاعة او النزوح و فوق لذلك الجهة الحكومية نفسها تغطي مناطق معينة للذي يستطيع التواجد بها، اما من هم في مصايب بسبب الحرب و تخلف الدولة ياكلوا نارهم و لا بواكي علبهم.
    اي جهة جلفة ساقطة فاقدة للضمير و أداء الأمانة كما امر الله، تستطيع تقوم باي نوع للعملية المتعلقة بالامتحانات بدون مراعاة لأي ضحايا تو غير ذلك. هل في هذا ما يدل على مهمة مستحيلة او ملحمة. فوق كل ذلك الموضوع متعلق بسودانيين يعني سبهللية و عار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..